بان كي مون يضمن ولاية ثانية بعد دعم حاسم من مجلس الأمن

الأعضاء الـ15 تبنوا بالإجماع توصية التمديد له بالتصفيق بدل التصويت أو رفع الأيدي

TT

قدم مجلس الأمن الدولي دعما حاسما لبقاء الأمين العام الحالي للأمم المتحدة بان كي مون في منصبه لولاية ثانية. وقال دبلوماسيون إن بان كي مون حصل على دعم الدول الـ15 الأعضاء في المجلس، موضحين أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستكمل إعادة انتخاب الأمين العام الثلاثاء المقبل.

وعقد المجلس مساء أول من أمس، اجتماعا خاصا شبيها باللقاء الذي يعقد لاختيار حبر أعظم، ليبت بشأن المرشحين لتولي الأمانة العامة للمنظمة الدولية. وهي المناسبة الوحيدة التي يتبنى فيها مجلس الأمن قرارا سريا، إلا أن الاجتماع استمر بالكاد 3 دقائق. وبدلا من الدخان الأبيض، أعلن نبأ دعم بقاء الأمين العام في منصبه لولاية ثانية برسائل وضعها دبلوماسيون بريطاني وأميركي وألماني على موقع «تويتر» من داخل القاعة.

وقال دبلوماسي، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن «القرار تُلي، وبدلا من رفع الأيدي أو التصويت، قوبل بالتصفيق». وخرج سفير الغابون في الأمم المتحدة نيلسون ميسوني من القاعة ليتلو أمام الصحافيين بيانا يؤكد أن المجلس أوصى بتمديد ولاية وزير الخارجية الكوري الجنوبي السابق على رأس المنظمة الدولية. وقال ميسوني إن المجلس تبنى بالإجماع تقديم «توصية للجمعية العامة للأمم المتحدة بتعيين بان كي مون أمينا عاما للأمم المتحدة لولاية ثانية تمتد من الأول من يناير (كانون الثاني) 2012 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2016».

وقال بان في تصريح من برازيليا التي يزورها حاليا إن «التصويت بالإجماع داخل مجلس الأمن شرف كبير». وأضاف: «يشرفني أن أخدم هذه المنظمة العظيمة كأمين عام، وأعبر عن شكري لهذه الثقة وهذا الدعم». وتابع بان كي مون، 67 عاما: «أفتخر بما قمنا به معا. وعلى الرغم من أنني أدرك التحديات الهائلة التي تنتظرنا، لدي الحافز والاستعداد لمواصلة العمل مع الدول الأعضاء».

وكان بان كي مون واثقا من تمديد ولايته في غياب أي منافس آخر على المنصب. ويعد دعم مجلس الأمن الدولي للأمين العام حاسما، إذ إن أيا من دوله الدائمة العضوية يمكن أن تستخدم حق النقض لمنع تعيينه. وسبب دبلوماسيون من دول أميركية لاتينية بعض التأخير أول من أمس عندما طلبوا مزيدا من الوقت للحصول على توجيهات من حكوماتهم قبل أن تعلن مجموعتهم موقفها. وكانت الحكومة الروسية آخر الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يعلن الخميس دعمه لمنح ولاية ثانية لبان كي مون.

وبان كي مون الذي لا يملك شخصية سلفه كوفي أنان القوية، تولى منصب الأمين العام في الأول من يناير 2007 بعد الإصلاح الرامي إلى جعل هذه المنظمة أكثر فعالية وشفافية وأقل كلفة. وخلال ولايته الأولى، حرص بان كي مون الذي يجوب العالم بلا توقف ويعمل بلا كلل حسب المقربين منه، على عدم إثارة غضب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وهو يبدو أقرب إلى الولايات المتحدة منها إلى باقي الدول بحسب بعض الدبلوماسيين. وقد تعرض لانتقادات روسيا إثر استقلال كوسوفو في 2008، ثم خلال الحرب بين روسيا وجورجيا في صيف 2008. كما يبدي بان حرصا كبيرا على عدم إغضاب العملاق الصيني، متجنبا توجيه انتقادات تطال سجلها الملطخ بكثير من الشوائب في مجال حقوق الإنسان.

بدأ بان كي مون مسيرته كدبلوماسي عام 1970 بعد حصوله على إجازة من جامعة سيول الوطنية التي انتقل منها إلى جامعة هارفرد المرموقة في الولايات المتحدة. وقد بدأ التعرف على الأمم المتحدة في 1975 كموظف بقسم الأمم المتحدة في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية. وبان المولود عام 1944، متزوج وله ابن واحد وابنتان.