هدوء حذر في طرابلس بعد ليلة من الاشتباكات المسلحة بين منطقتين علوية وسنية

الحزب العربي الديمقراطي العلوي: نتهم سعد الحريري شخصيا بإشعال أحداث طرابلس

TT

خيم هدوء حذر على مدينة طرابلس اللبنانية، أمس، بعد ليلة من الاشتباكات المسلحة العنيفة استخدمت خلالها القذائف والقنابل والرشاشات، وساد القنص بين منطقتي جبل محسن (أغلبية علوية) وباب التبانة (أغلبية سنية)، مما أوقع 7 قتلى وعشرات الجرحى يقدر عددهم بأكثر من 50، بعضهم إصابته خطره.

وبعد يوم على الاشتباكات، اتهم المسؤول الإعلامي في الحزب العربي الديمقراطي (العلوي)، عبد اللطيف صالح، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أمس، رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، بالتورط في الإشكال، وقال: «نحن نتهم سعد الحريري شخصيا بإشعال أحداث طرابلس، ونعتبر أنه هو من يغذي المجموعات السلفية والإرهابية التي تهاجمنا». وأضاف صالح أن «شقيق النائب في تيار المستقبل خالد الضاهر، هو من يحرك أكبر مجموعة إرهابية تهاجمنا. ونحن نسميهم إرهابيين لأنهم بالفعل كذلك، فهم يكدسون السلاح، ويطلقون النار علينا ونحن لبنانيون مثلهم».

وأشار إلى أنه «قبل الاشتباكات بقليل قال نائب المستقبل محمد عبد اللطيف كبارة: الوضع ما عاد يحتمل ولا يطاق. ورأينا بعد ذلك الذي حصل». وأضاف: «نحن نعتقد أن ما حصل لم يكن المستهدف منه الحزب العربي الديمقراطي، وإنما هو رد على الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي.. ومن ناحيتنا؛ نعتبر أن الضحايا من الجانبين هم فئة واحدة. وقد سلمنا أمننا للجيش، فهو صمام أمان لنا جميعا، هذا فخر لنا. ونعتقد أنه كان يجب أن يضرب منذ البداية بيد من حديد، ولكنه للأسف تأخر».

وأكد صالح أن منطقته «تتحمل استفزازات أهالي التبانة منذ نحو شهرين، ومن عدة أيام اعتدى المدعو محمد العك على علي الخطيب من جبل محسن، واعتبرنا الاعتداء فرديا، وسعينا إلى مصالحة عبر الجيش، ثم جاء المتظاهرون، أول من أمس، يحاولون دخول الجبل ورشقونا بالحجارة، ثم بالرصاص وشتموا رموز الطائفة العلوية. هم يقولون إنهم يريدون إسقاط النظام السوري، لماذا لا يسقطونه عبر سوريا بدل مهاجمتنا. نحن مواطنون لبنانيون مثلهم تماما».

وروى أن المسؤول العسكري للحزب، علي فارس، الذي تم تشييعه عصر أمس، قتل وهو أعزل أثناء حديثه مع عناصر من الجيش اللبناني، حيث تلقى رصاصة في رأسه، قبل بدء المعارك، مما زاد الوضع احتقانا وسخونة، معتبرا أن «الحكومة الجديدة التي بات 70 في المائة منها من لون واحد، من المفترض أن تتمكن من اتخاذ قرارات حاسمة، لوضع حد لما يحدث في طرابلس». وكانت الاشتباكات بين المنطقتين بدأت ظهر أول من أمس بعد صلاة الجمعة، إثر مظاهرة مناهضة للنظام السوري. وتبادل الطرفان الاتهامات حول من المسؤول عن بدء الاعتداء، واستمرت معارك شديدة طوال الليل، ولم تهدأ إلا عند الثامنة من صباح أمس، مع انتشار الجيش اللبناني الذي قال رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، إنه أعطي التعليمات ليضرب «بيد من حديد».

وكان رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، الذي وجد في المدينة، قد عقد اجتماعا مع أهالي باب التبانة مساء الجمعة، كما عقد عدة اجتماعات مع القيادات الأمنية في طرابلس، وتم الاتفاق على دخول الجيش ليلا، إلا أن المهمة بقيت صعبة حتى انبلج الضوء.

وأصدرت قيادة الجيش بيانا جاء فيه: «تابعت قوى الجيش تنفيذ إجراءاتها العسكرية والأمنية في المنطقتين، حيث أنهت فجر اليوم (أمس) انتشارها فيهما وأعادت الوضع إلى طبيعته، كما باشرت تسيير دوريات وإقامة حواجز لضبط المخالفات والظهور المسلح».

لكن الأهالي بقوا على تخوفهم، خصوصا أن تشييع الضحايا يمكن أن يترافق مع اشتباكات جديدة تخرج الوضع عن السيطرة. وقال عضو المجلس البلدي في طرابلس عن منطقة باب التبانة، عربي عكاوي، الذي شارك في اجتماع التهدئة مع الرئيس ميقاتي لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس: «أعتقد أننا في هدنة، ولا يوجد اتفاق سياسي نهائي لمشكلة معقدة من هذا النوع.