السجن 20 عاما لضابط كبير في الجيش اللبناني متهم بالتعامل مع إسرائيل

القضاء العسكري أدانه بـ«تزويد الموساد بمعلومات عسكرية سرية»

TT

أدان القضاء العسكري قائد مدرسة الوحدات الخاصة في الجيش اللبناني، العقيد الركن منصور دياب، بجرائم «التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، وتزويدها بوثائق ومعلومات عن أماكن مدنية ومواقع وشخصيات عسكرية يجب أن تبقى سرية، والاتصال بالعدو، ليوفر له الوسائل لمباشرة العدوان على لبنان، ومعاونته على فوز قواته وإقامة العلاقات معه بغية تسهيل أعماله العدوانية، وتزويده بمعلومات ووثائق تؤثر على الأعمال العسكرية».

وقضت المحكمة العسكرية، برئاسة العميد نزار خليل، في حكم أصدرته بإجماع كل أعضائها، بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة مدة عشرين سنة، بحق العقيد دياب، وتجريده من حقوقه المدنية، بعدما رفعت العقوبة تشديدا بحق هذا الضابط من 15 إلى 20 سنة. ويعتبر هذا الحكم الأول بحق ضابط من أصل خمسة ضباط كبار متهمين بالتعامل مع إسرائيل، ينتظر الباقون صدور الحكم بحقهم، وهم: العقيد أنطوان أبو جودة، والمقدم شهيد تومية، والمقدم غزوان شاهين (من الجيش)، والعميد المتقاعد في الأمن العام أديب العلم.

واستعرض الحكم مرحلة تعامل دياب مع إسرائيل منذ عام 1996، وكيفية لقائه بضباط إسرائيليين في قبرص، فأكد أن المتهم منصور حبيب دياب «بدأ تعامله منذ عام 1996، ومن خلال صهره هايل الجلبوط، الذي كان من عداد عناصر جيش لحد التابع للعدو الإسرائيلي، الذي أبلغه أن أحد الأشخاص يريد مكالمته، وعلى الرغم من مساورة الشك للمتهم بأن يكون هذا الشخص إسرائيليا وافق على هذا العرض، فتلقى على هاتفه الجوال اتصالا من شخص تكلم معه بلغة عربية ركيكة، وأيقن عندها أن المتحدث إسرائيلي، حسب اعترافه في التحقيقات الأولية، وبدأ يتواصل معه دوريا مرة كل ثلاثة أشهر، وثبت من اعترافات المتهم الأولية أن الشخص المتحدث معه كشف عن صفته بأنه من المخابرات الإسرائيلية».

وأشارت وقائع الحكم إلى أنه «ثبت من التحقيقات الأولية أن ضابطا في المخابرات الإسرائيلية اتصل بالمتهم، وطلب منه موافاته إلى إسرائيل أو إرسال نبذة عن سيرته الذاتية، فنفذ ذلك، وعبر عن انتمائه إلى (القوات اللبنانية) قبل دخوله المدرسة الحربية، وهذا ما تأكد فعلا، وقام المتهم بكتابة سيرته الذاتية ووضعها ضمن مغلف محكم الإغلاق، ووضعها في محلة ضبية قرب أحد أعمدة الكهرباء، وأبلغ ضابط المخابرات الإسرائيلي عن ذلك، فحضرت سيارة مرسيدس تحمل لوحة عمومية، وأخذت المغلف المذكور على مرأى من المتهم، وتلقى بعد مغادرة السيارة بدقيقة واحدة اتصالا يفيد بأن المغلف تم أخذه من قبل أحد عملاء العدو»، لافتا إلى أن العقيد دياب «تسلم بريدا ميتا من منطقة أغميد، وذكر تفاصيل طمره وشكله، الذي كان عبارة عن علبة بلاستيكية تحتوي على أربعة آلاف دولار أميركي، كما أنه تسلم بريدا آخر من منطقة كوسبا يحتوي على أربعة آلاف دولار أميركي، كما أنه تسلم مبالغ مالية وقطعا إلكترونية بواسطة البريد الميت من مناطق قرطاضة وكاميرا بشكل شاحن كهربائي، فضلا عن اعترافه بشراء هاتف جوال بناء على طلب المخابرات الإسرائيلية.