توقعات متضاربة بشأن «قمة بغداد» بين «العراقية» و«دولة القانون» برعاية طالباني

قيادي في ائتلاف المالكي لـ «الشرق الأوسط»: هنالك وجهتا نظر داخل التحالف حول علاوي

TT

كشف قيادي في ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، عن أن قيادة التحالف الوطني ستقرر خلال اجتماع «مهم» تعقده اليوم «خطة عملها للمرحلة المقبلة، بما في ذلك طبيعة العلاقة مع الشركاء السياسيين».

وقال علي الشلاه، عضو البرلمان العراقي عن «دولة القانون»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إنه كان مقررا عقد اجتماع لقيادة التحالف الوطني خلال اليومين الماضيين، إلا أن الاجتماع سيعقد الأحد، وسوف يتم خلاله تقييم المرحلة الماضية، لجهة عمل الحكومة، خصوصا بعد نهاية مهلة المائة يوم التي أسفرت عن حصول تطور مهم على صعيد الأداء الحكومي، وهو ما يتطلب أخذه بنظر الاعتبار، وهو ما يؤكد وجود إنجازات على الأرض تتطلب المحافظة عليها والانطلاق من خلالها للمستقبل»، مشيرا إلى أن «قيادة التحالف ستتخذ قرارات مهمة على صعيد العلاقة مع الشركاء السياسيين إثر التصعيد الذي حصل خلال الفترة الماضية»، في إشارة إلى الخلافات مع القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي.

وحول العلاقة مع القائمة العراقية، وفيما إذا كانت هناك عودة للحوارات واللقاءات أكد الشلاه أن «الاجتماعات مع القائمة العراقية لم تتوقف حتى في ذروة الأزمة السياسية التي تسببت بها كلمة الدكتور إياد علاوي (الجمعة الماضي عندما هاجم حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي)؛ حيث تم عقد لقاء ثلاثي تنسيقي في اليوم التالي للأزمة بين الدكتور روز نوري شاويس، عن التحالف الكردستاني، وحسن السنيد، عن (دولة القانون)، وسلمان الجميلي، عن (العراقية)، وهو ما يعني أن العلاقات والحوارات لم تنقطع أبدا، وإن حصلت أجواء توتر معروفة».

وحول ما يقال عن عقد قمة سياسية تحت اسم «قمة بغداد» برعاية الرئيس جلال طالباني غدا، بحضور كبار الشخصيات السياسية والدينية في العراق، مثل مسعود بارزاني ومقتدى الصدر والمالكي وعمار الحكيم، قال الشلاه: «إننا لم نتلقَّ، حتى الآن، دعوة من مكتب رئيس الجمهورية بشأن مثل هذه القمة، وإن كنا سمعنا بذلك من خلال وسائل الإعلام حتى الآن»، مشيرا إلى أن «الرئيس جلال طالباني هو الأكثر تأهيلا لحل الأزمة السياسية الراهنة، لا سيما أن الجميع التزموا بأجواء التهدئة التي طالب بها مجلس الرئاسة وفخامة الرئيس طالباني مؤخرا، خصوصا أن الرئيس طالباني أكد أنه سوف يكمل مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني». وحول موقف «دولة القانون» من زعيم «العراقية» علاوي، لا سيما أن هناك شرطا لاعتذاره أولا، أكد الشلاه: «إننا نعتقد أن الخطاب الذي ألقاه القيادي في (العراقية) صالح المطلك كان مختلفا عن خطاب علاوي التصعيدي وأنه ينطوي على نية لإعادة الحوار والتوصل إلى تفاهمات بين الطرفين، وهو ما يعني أننا سوف نتعاطى إيجابيا مع هذه المسألة»، كاشفا عن أن «هناك وجهتي نظر داخل التحالف الوطني بشأن التعامل مع علاوي، الأولى تذهب إلى تأكيد ضرورة تقديمه اعتذارا قبل الجلوس للحوار معه، ووجهة النظر الثانية تذهب إلى التأسيس على ما بات يحصل من أجواء إيجابية وتخطي هذه الصفحة المؤلمة».

من جهته، أكد القيادي في القائمة العراقية والمتحدث باسمها، شاكر كتاب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «أجواء التهدئة السائدة الآن بين (العراقية) و(دولة القانون)، التي يمكن أن تؤسس لعمل مستقبلي جديد، تظل مرتبطة بإرادة كل منهما لتنفيذ الاتفاقيات والالتزامات؛ لأن أجواء التوتر لم تكن لتحصل لو لم تكن هناك إشكالات حصلت خلال الفترة الماضية، التي تتطلب إرادة مشتركة لإيجاد حلول حقيقية لها». وبخصوص ما يجري الحديث عنه من احتمال عقد لقاء سياسي مهم في غضون اليومين المقبلين، أكد كتاب أن «(العراقية) مع أي جهد يمكن أن يؤدي إلى إيجاد حل حقيقي للأزمة السياسية، وأنها تدعم جهود طالباني بهذا الاتجاه»، متوقعا أن «تحصل انفراجة كبيرة خلال الأيام القليلة المقبلة بين الأطراف كلها».

على الصعيد نفسه، نفى مصدر في ائتلاف دولة القانون تحديد أي موعد جديد لعقد لقاء بين المالكي وعلاوي ضمن مبادرة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وقال المصدر، في تصريحات صحافية أمس: إن الهيئة السياسية لائتلاف دولة القانون ستجتمع بحضور المالكي وستناقش هذا الموضوع.