خبراء إيطاليون يعيدون تأهيل «نصب الحرية» في ساحة التحرير ببغداد

مدير إعلام أمانة بغداد لـ «الشرق الأوسط»: وضعنا الدراسات اللازمة لإعادة تأهيله

TT

كشف مدير عام العلاقات والإعلام في أمانة بغداد، حكيم عبد الزهرة، أن «قضية إعادة وتأهيل نصب الحرية في ساحة التحرير ببغداد، ليس موضوعا جديدا، وإنما بدأت عملية التخطيط له منذ أكثر من سنة تقريبا». وقال عبد الزهرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن أمانة بغداد سبق أن تلقت دعوة من النحات العراقي المعروف، نداء كاظم، طالب فيها بإزالة النافورة التي تقع تحت النصب، خشية أن تكون المياه التي تتدفق من هذه النافورة تؤثر على النصب».

وأوضح عبد الزهرة أنه «بعد إجراء الدراسات الموقعية على النصب، تأكد لنا فعلا أن هذه النافورة تؤثر بالفعل على هيكلية النصب، وقد تم رفعها بالفعل لأنها أصلا ليست من التصميم الأساسي له». وأضاف أنه «على أثر ذلك جرت مخاطبات بين الأمانة وبين الفنان المعماري العراقي المعروف، رفعت الجادرجي، بخصوص ما يجب عمله بشأن هذا النصب الذي يعد واحدا من أشهر النصب التاريخية، ليس في العراق وحسب، بل في العالم، فأشار الجادرجي إلى ضرورة إعادة ترميمه وتأهيله نظرا للضرر الذي أصابه جراء الحروب والتفجيرات، خصوصا أن إحدى البنايات القريبة منه قد تعرضت لتفجيرات قوية، الأمر الذي أثر كثيرا على القاعدة النصية للنصب، وقد أدى ذلك إلى سقوط الكثير من القطع من الواجهة الأمامية له، بالإضافة إلى حصول تشققات في الكثير من الأماكن فيه».

وأشار عبد الزهرة إلى أنه «بناء على اقتراح من الجادرجي فقد قامت السفارة العراقية في إيطاليا عن طريق وزارة الخارجية، بمفاتحة الشركات والجهات الإيطالية المتخصصة في هذا المجال، وبالفعل زارنا قبل أيام وفد إيطالي متخصص، وقام بالاطلاع ميدانيا على النصب، وأخذ عينات منه، وننتظر الآن نتائج الدراسة التي سوف يتوصل إليها الفريق الإيطالي، لنبدأ بعدها إجراءات إعادة تأهيل النصب بما ينسجم مع مكانته التاريخية والرمزية في قلوب العراقيين». وبشأن الموعد الزمني الذي من المتوقع بدء عملية الترميم فيه، قال عبد الزهرة «إن كل شيء متوقف على نتائج الدراسة الإيطالية، أما من جانبنا فقد أكملنا كل المستلزمات الخاصة بذلك».

يذكر أن نصب الحرية الذي كان قد صممه ونحته الفنان العراقي الراحل، جواد سليم، عام 1960 يرمز إلى مراحل التحول التاريخي التي مرت بالعراق منذ فجر التاريخ حتى ثورة 14 يوليو (تموز) عام 1958 في العراق، التي قام بها مجموعة من الضباط الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «الضباط الأحرار»، للقضاء على الحكم الملكي في العراق. ويقع نصب الحرية في ساحة التحرير، في الجانب الشرقي من بغداد، بالقرب من نهر دجلة، التي تعد أحد أهم ميادين العاصمة العراقية بغداد، والتي اتخذها المتظاهرون خلال الشهور الأربعة الأخيرة ميدانهم المفضل للتظاهر، سواء ضد الحكومة أو تأييدا لها. وفي الوقت الذي يستعيد فيه كبار السن من العراقيين منظر عشرات ممن اعتبروا «جواسيس» تم إعدامهم في ساحة التحرير، قبالة نصب الحرية عام 1969، بعد انقلاب 17 يوليو (تموز) عام 1968، الذي جاء بالبعثيين ثانية إلى السلطة في العراق، فإن الأجيال الجديدة من العراقيين عاشت قبل أسبوعين وقائع معركة كادت أن تتطور إلى مواجهات، لولا تدخل حاسم من قوات الأمن، بين أنصار المالكي وأنصار علاوي، على أثر خلافات سياسية امتزجت بحزازات شخصية بينهما.