أكراد العراق يتعاطفون مع أكراد سوريا.. ويحذرونهم من تصديق وعود النظام

مواطن كردي: مستعدون لحمل السلاح ضد النظام السوري

TT

لم يحل الصمت الرسمي لقيادة إقليم كردستان عما يجري من أحداث داخل سوريا، بين الشباب الأكراد والتعبير عن آرائهم في الوضع، إذ استطلعت «الشرق الأوسط» انطباعاتهم فأبدى بعضهم الدعم لما يصفونه «بنضال» إخوانهم في كردستان سوريا. حتى إن أحدهم، ويدعي شيروان، أبدى استعداده الكامل لحمل السلاح ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال شيروان: «إن لنا نحن الشعب الكردي أكثر من ثأر مع نظام حزب البعث الذي أذاقنا المر والهوان، وهذا ما يفعله بشار الأسد اليوم في سوريا ضد شعبه». وأضاف: «النظامان، السوري الحالي والعراقي السابق، وجهان لعملة واحدة، وينهلان من نفس السياسات الشوفينية الحاقدة ضد الشعب الكردي».

ولكن الشاب هونر، الذي كان أحد المتظاهرين في ساحة السراي بالسليمانية، لا يقصر دعمه فقط للشعب الكردي في سوريا، بل لكل السوريين المنتفضين في جميع أنحاء سوريا. ويقول: «نحن خرجنا هنا في السليمانية مطالبين بالحرية والعدالة ومحاربة الفساد، وهذه نفس الشعارات التي يرفعها السوريون في الداخل، لذلك نحن ندعم تلك المطالب أينما كانت حتى إن شاء الله في أميركا الجنوبية».

وقال طاهر، البالغ من العمر 56 عاما، وهو صاحب محل في سوق أربيل لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام السوري «يتعامل بقسوة بالغة مع المتظاهرين، ويوميا نسمع بوقوع الكثير من القتلى والجرحى في المظاهرات السلمية، وأنا أتعجب كيف أن النظام يستعمل السلاح، وبالأخص الدبابات والطائرات، ضد المتظاهرين العزل؟!». وأضاف: «هؤلاء المتظاهرون لا يملكون السلاح غير أصوات يرفعونها في الشوارع مطالبين بالحرية، فلماذا يواجههم النظام بالدبابات؟ من هذا المنطلق أنا أؤيد المتظاهرين هناك، وأدعو الله أن ينصرهم على الظالم».

وقارن الشاب هيوا، وهو سائق شاحنة، بين وضع الكرد في العراق وفي سوريا، وقال: «هنا نحن نتمتع بحقوقنا الكاملة، بل إنه حتى رئيس الجمهورية أصبح منا نحن الأكراد، ومن حق جميع الأكراد في باقي أجزاء كردستان أن يعيشوا مثلنا في ظل الحرية والعدل، ولا أقول أن يكونوا رؤساء للجمهورية، ولكن من حقهم أن يتمتعوا بحقوقهم القومية في بلدهم»، وتساءل: «هل يعقل في القرن الواحد والعشرين أن يحرم شخص من التحدث بلغته، ما هذا المنطق السقيم والأعوج في تعامل السلطة مع شعوبها؟ لذلك أنا أؤيد إلى حد العظم مطالب إخواننا الأكراد في سوريا».

وقال علي، وهو موظف في الحكومة، إن «السلطة في كردستان سواء المتمثلة في قيادة الإقليم أو الحكومة، معذورة في عدم إبداء موقف تضامني مع أكراد سوريا، ولكن الشعب غير معذور في عدم إبداء دعمه لإخوانه هناك، يفترض أن تقوم هنا في كردستان مظاهرات للتعبير عن دعم ومناصرة شعبنا لنضال إخوانهم الكرد في سوريا لكي يعرف النظام الوحشي في سوريا أن الشعب الكردي هناك ليس وحده وأننا، نحن الكرد، سواء في العراق أو إيران أو تركيا، نساندهم، ونحن العمق الاستراتيجي لهم».

وانتقد شاب آخر رفض الإفصاح عن اسمه، موقف الأحزاب الكردية في سوريا، وقال: «منذ اندلاع المظاهرات في سوريا، وبالأخص في المدن الكردية، وأنا أتابع الوضع هناك، وللأسف لاحظت موقفا متخاذلا جدا من القادة والأحزاب الكردية هناك، فرغم أنهم الأحزاب الوحيدة التي لها وجود فاعل في الساحة السورية ويتمتعون بدعم من الشارع الكردي، فإنهم للأسف يترددون كثيرا في إظهار مواقف قوية خلال هذه الأحداث». وأضاف: «هناك البعض منهم ما زال يعلق أمله على إصلاحات من النظام، وينسون أن حزب البعث لا يعرف كلمة اسمها الإصلاح والديمقراطية، نحن خبرنا النظام البعثي في العراق ولم نجنِ منه شيئا حتى يوم سقوطه».

ورأى شاب آخر، أصيب في إحدى مظاهرات السليمانية، أنه «من دون دفع الثمن لا يمكن لأي شعب أن يحقق مراده»، وقال: «المطلوب من إخواننا الأكراد في سوريا أن يصعدوا المواجهة ضد النظام البعثي لا أن يهادنوه، فليس هناك حرية من دون ثمن، هناك يوميا عشرات القتلى يسقطون في مدن سوريا، وهذا هو ثمن الحرية المرتقبة».