«التربية والتعليم» السعودية تحذر من قطع البث التلفزيوني عن الطلاب في فترة الاختبارات

حذرت من مخاطر تمس الجهاز العصبي وفئات تروج لـ«الكبتاجون»

TT

وصفت وزارة التربية والتعليم فترة الاختبارات بأنها المحك الذي يرتفع فيه معدلات العنف، مطالبة بعدم القيام بممارسات استثنائية أثناء فترة الاختبارات من حجر وإغلاق الأجهزة التلفزيونية، وتحجيم الطلبة داخل إطار الامتحانات.

وقال الدكتور إسماعيل مفرح، مدير إدارة الإرشاد النفسي في وزارة التربية والتعليم، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إنه من المفترض أن لا يكون هذا التحجيم مدخلا للشحن النفسي والضغط من قبل الأسرة فيما يتعلق بمنع الزيارات وإعلان حالة الطوارئ في المنزل، وفق ما تقتضيه المرحلة الحالية أو قطع البث التلفزيوني ومنع كل وسائل الترفيه، وطالب بعدم تحميل الطالب ما لا يحتمل.

وطالبت مفرح بعدم إرهاق الطالب بتعليمات تقتضي وجوب السهر، مفيدة في ذات السياق بأن 30 في المائة هي فقط المتبقي من الحصاد في هذه الأيام، وأن 70 في المائة من المشوار التعليمي لهذا العام قد ولى، وهذه من المميزات التي يتميز بها التعليم في المملكة العربية السعودية، ويتميز بأنه موزع على مدار العام الدراسي.

وتحدث بأنه لا داعي للقلق وللسهر وللحشد الكبير من الضغوطات أثناء فترة الامتحانات، محذرا في ذات السياق من فئة تحاول فترة الاختبارات الترويج لأهمية استخدام المنشطات والمواد المخدرة، ولأن المخدرات هي وسيلة فاعلة للتركيز أثناء هذه المرحلة الحرجة، مبينا أن مثل المواد ليست محفزات على بذل المزيد من الجهد، ومحذرا في ذات السياق من جملة مخاطر صحية يأتي في أولها مخاطر تمس الجهاز العصبي لدى الطالب ولها أثر طويل على مدى الحياة.

ولم يستثن مدير إدارة الإرشاد النفسي من جملة المخاطر التي تعتري شرب الشاي والقهوة بحكم ما تحتويه من كافين ومواد منبهة، من شأنها أن تشتت الطالب عند أدائه للامتحان، مشيرا إلى أن الطالب ينبغي أن يعتبر أيام الاختبارات جزءا لا يتجزأ من الأيام العادية لبقية الفصلين الدراسيين.

وفسر الدكتور مفرح ارتفاع السلوكيات «الغريبة» المتزامنة مع فترة الاختبارات في المدارس وما حولها، بتداخل فئة من العاطلين عن التعليم من خارج تلك المدارس مع الطلاب داخل تلك المدارس، مبينا أن هذا الاحتكاك هو سلوك غير تربوي، يزيد معدلات العنف لدى الطلاب المراهقين على وجه الخصوص.

وبين أن الوزارة ترفض خروج الطلاب من امتحان الفترة الأولى نظير المشكلات التي قد يتعرض لها خارج الإطار المدرسي، وهو ما اعتبره الإجراء السليم والوقائي، لأن الخروج من المدرسة بين الفترتين يعني تشتيت الطالب وإعاقته عن التركيز في الكم المعلوماتي لاختبار الفترة الثانية، وذكر أن تزامن فترة الاختبار مع المباريات تفسره بعض السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الكثير من الطلبة في المدارس، مبينا أن تلك التصرفات تنشأ بشكل متعمد من بعض المراهقين؛ حيث يسعى كل طالب لأن يبين انتماءه لناديه بطريقة يملؤها الكثير من التعصب واللامسؤولية، الأمر الذي ينشأ عنه الكثير من الفوضى أيام الامتحانات.

وساق الدكتور مفرح جملة من التصرفات المستهجنة، مثل التهور في القيادة وممارسة التفحيط ومضايقة المارة أو بعض من العمالة الوافدة، مذكرا أنه من المميز أن إدارة التعليم في عدة مدن سعودية قد قامت بالاحتياط الأمني لهذه الفترة، وهو ما خفف كثيرا من الإشكالات في السنوات الأخيرة، مما قد ينتج عن ذلك من إزهاق للأرواح، وزيادة لبعض ملامح الفوضى التي تفرزها سلوكيات هذه الفترة، حيث يعول على الخطط الأمنية ضبط إيقاع الأحداث اليومية لها.

وأوضح مدير الإرشاد النفسي أن العلاقة بين الأسرة والمدرسة هي بين شد وجذب، ويُفترض أن تقوم المدارس بدورها قبل فترة الامتحانات فيما يتعلق بدعوة أولياء الأمور إلى عقد اجتماعات تقنن من خلالها توضيح الخطط الملائمة للتعامل مع حدث الامتحانات، وتطالبهم بأن يكون الاستعداد لمثل هذه المواسم مبني على الانضباطية وعلى التعاون خلال المرحلة من كافة الأطراف وفق استراتيجية صحيحة، والاستعانة بالمرشد الطلابي أو اللجنة الإشرافية وحتى الجهات الأمنية لو تطلب الأمر.

وزاد بالقول: «من المفترض أن يواكب أولياء الأمور مرحلة الحصاد بالطرق الصحيحة، وهي مرحلة تقييم لعمل تربوي ولا يفترض أن يكون فيها سلوكيات شاذة أو منحرفة، لقد وجهت الوزارة أن يبقى الطالب داخل المدرسة خلال أدائه الامتحان، ويتم توفير وسائل الراحة له من إفطار وخلافه حتى تنتهي الفترة الثانية.

إلى ذلك، حذرت جمعيات تربوية من خطورة ترك الطلاب، خاصة من فئة المراهقين، هذه الأيام، عرضة للسهر، ولمروجي حبوب الكبتاجون، محذرة أولياء الأمور الطلاب والطالبات من مخاطر انتشار الحبوب المخدرة وحبوب الهلوسة المعروفة باسم «الكبتاجون» بدواعي زيادة التحصيل الدراسي أثناء مواسم الاختبارات التي تعيشها المدارس في الفترة الحالية.

وأكدت جمعية «كفى» بالعاصمة المقدسة، على أهمية تكاتف جهود الجميع في سبيل الحفاظ على الطلاب والطالبات من مخاطر هذه الحبوب، مثمنة في الوقت ذاته جهود وزارة الداخلية ورجال الأمن في مكافحة المخدرات وتوجيه الضربات المتتالية لإسقاط مروّجي المخدرات، وإفشال مخططاتهم الساعية إلى إدخال كميات كبيرة من هذه السموم.

وحذرت الجمعية من انتشار الكثير من الظواهر السلبية الخطيرة التي تتمحور حول تدخين الطلاب والطالبات أثناء فترات الاختبارات، وتناولهم الحبوب المخدرة بدواعي التحصيل الدراسي، لا سيما أن مروجي «الكبتاجون» ينتظرون هذه المواسم بفارغ الصبر؛ حيث يعمدون أحيانا إلى تقديم هذه الحبوب بأسعار زهيدة أو مجانا للطلاب والطالبات بهدف تنشيط مبيعاتهم في موسم الصيف الذي يلي الاختبارات، من خلال كسب الطلاب كشرائح جديدة، مؤكدة على أهمية التصدي لهذه الظاهرة وعلى دور الأسرة في متابعة الأبناء من خلال عدم إرهابهم من الاختبارات، والحرص على متابعتهم وتهدئتهم وحثهم على المذاكرة.

وأوضحت الجمعية أنها رصدت خلال حملاتها الميدانية للتوعية محاولات حثيثة من مروجي المخدرات لكسب شرائح جديدة من متعاطي «الكبتاجون»، ويتم توزيع هذه الحبوب بشكل مجاني للطلاب والطالبات في مواسم الاختبارات بهدف كسبهم كمتعاطين للفترات التي تليها، مشيرا إلى أن ذلك يدق ناقوس الخطر، لا سيما مع زيادة نسبة التدخين في أوساط هذه الشريحة، الأمر الذي يعد بداية لانحراف عدد كبير منهم.

وبينت الجمعية أن مسؤولية التوعية بأضرار التدخين والمخدرات لا تقع على عاتق التربويين والمعلمين ومديري المدارس فقط، بل يجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم في هذه الفترة بالذات، وإرشادهم لمخاطر هذه السلوكيات، موضحة أن المسؤولية تمتد أيضا إلى الطالب باعتباره المحور الأساسي في ذلك.