دراسة: 70% من المعلمين يعتبرون المشرف التربوي «ضيفا» غير مرحب به في المدارس السعودية

يعتبرونه وريثا شرعيا لجيل من «المفتشين» و«الموجهين»

TT

كشفت دراسة تربوية عن أن 70 في المائة من المعلمين في المدارس السعودية يعتبرون المشرف التربوي ضيفا غير مرغوب فيه داخل أروقة المدرسة، ويعتقدون أنه وريث لجيل قديم من «المفتش» و«الموجه»، الذي يسعى جاهدا لتصيد الأخطاء، ومراقبة سير ومنهاج المعلم اليومي بشكل تعسفي.

وأبدت الدراسة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها أن 25 في المائة من المعلمين المتبقين، يرون أنه بالإمكان تغيير الصيغة النمطية المترسخة في ذهن المعلم، متى ما كان المشرف التربوي قابلا لأن يقوم بمهام تطويرية، يستطيع من خلالها ردم فجوة كبيرة أحدثها «التفتيش»، و«التوجيه»، في حين أبدى 5 في المائة من المعلمين أنهم بين الفريقين.

وأوصت الدراسة التي قدمتها الأكاديمية منى السديري، من جامعة القصيم، وشملت 400 معلم، بعدة جوانب، حيث يستطيع المعلم الاعتيادي الاستفادة من المشرف التربوي من خلال اعتبار أن المشرف التربوي الناجح حسب وجهة نظر بعض المعلمين الثري في معلوماته، الواثق من نفسه، غزير المعرفة، واسع المعرفة، شديد الحب لمادته، صاحب خبرة وتجارب في الميدان.

وقالت إنها من خلال استطلاعاتها وجدت أن المعلمين والمعلمات يرغبون في أن يحسن المشرف التربوي معاملة معلمي المادة ويأخذ بأيدي الجدد منهم وينقل إليهم الخبرة ولا يتعالى عليهم، غيور على مادته، هو الذي يهتم بتطوير نفسه ويعمل على نقل الخبرات الميدانية بين المعلمين ويبتعد عن تصيد الأخطاء ويكون شاملا في مناقشة التلاميذ ليتعرف على جوانب التقصير لمتابعتها في الزيارة التالية، وكذلك عليه أن يكون عاملا مساعدا للمعلم في التغلب على الصعوبات الميدانية التي يواجهها مع تلاميذه ومادته ولا يكتفي بتشخيص هذه المصاعب دون الإسهام في حلها.

وزادت بالقول: «من الصفات الواجب توافرها في المشرف التربوي أن يكون عالي الإعداد العلمي، خبير الأداء الفصلي، واسع التجربة الميدانية ويميزه عن المعلم قدرته على الإقناع وإمكانات إدارة الحوارات وتطلع تنظيمي بحثي تربوي جماعي وفردي، هو الذي يحاول معايشة اليوم الدراسي للمعلم وعدم مطالبته بالأعمال النظرية التي لا يمكن تطبيقها في الحصة ويشجع المعلم في عمله ويحثه على الاجتهاد، وعدم جعل عمل الإشراف للافتخار ومحاولة إيقاع المعلم في أخطاء قد لا تكون موجودة».

ووصفت المشرف المتميز بأنه الذي يزور المعلم بهدف توجيهه وإفادته بخبراته السابقة وتزويده بما يناسب التعليم من طرائق التدريس، وعدم تصيد أخطائه وإبراز عيوبه، هو الذي ينقل خبرات وصفات حميدة إلى المعلم والمدير بصدق وإخلاص وبما يعود بالنفع على العملية التربوية والتعليمية، هو من يحقق مسمى الإشراف الفعلي، فيشعر المعلم أنه مشرف لا مفتش وذلك بالنقاش الموضوعي الذي يقبل الرأي والرأي الآخر، هو الذي يحمل مع زيارته الجديد في الميدان التربوي الواسع مع نقل خبرات حقيقية من خلال جولاته.

وتابعت السديري توصياتها بأن المشرف التربوي الناجح حسب وجهة نظر بعض وكلاء المدارس، هو من يعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه المعلم أو المدرسة أو الطالب وينقل خبراته بصدق وأمانة، هو الذي يعطي المعلم حلا لمشكلته، من واقع تجربته في الميدان وليس نقلا عن نظريات كتب التربية التي قد لا تراعي الفروق الجمعية بين المعلمين والطلاب.

وأسهبت في حديثها بالقول إن المشرف المتميز هو الذي يأتي إلى المدرسة معينا المعلم على تلمس احتياجات تلاميذه، يصوغ توصياته في قالب جميل تقبله النفوس، يوجه النقد للعنصر لا للمعلم، يكون قدوة حسنة في جميع تصرفاته، يدخل المدرسة فيزيدها نورا وعلما وخبرة لأنه مخلص خبير جدير بمكانه ولا يأخذ إلا ليفي لمن أعطاه بمقابل من التقدير والثناء المتواصل.

وعرفت دوره المنوط به من خلال استبيانها بأنه معلم ومربٍّ فاضل جمع بين الخبرة والمعرفة وسعة الاطلاع ورحابة الصدر وحب العمل والأمانة فيه ونقل الخبرة من معلم إلى آخر ومن مدرسة إلى أخرى، يزود المدرسة بكل جديد في الميدان التربوي، ينقل كل ما لديه وما لدى الآخرين بكل صدق وأمانة ويحرص على الارتقاء بالعملية التربوية دائما.