رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج: القذافي مندهش من مطالبته بالرحيل.. ومستعد للتفاوض مع الناتو والمعارضة

الرجل الذي قال للعقيد الليبي «كش ملك» لـ«الشرق الأوسط»: القذافي يريد السلام

العقيد القذافي يلعب الشطرنج مع رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج الروسي كيرسان أيليومغينوف في طرابلس (إ.ب.أ)
TT

قال كيرسان ايليو مجينوف، رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج، الذي يعد آخر مسؤول أجنبي التقى العقيد الليبي، معمر القذافي، منذ أيام في طرابلس، إن القذافي مندهش من دعوة حلف شمال الأطلسي (الناتو) له بالرحيل خارج ليبيا، وترك السلطة التي يقودها منذ نحو 42 عاما.

وكان مجينوف ظهر على التلفزيون الرسمي الليبي منذ أيام وهو يلاعب القذافي مباراة شطرنج. وأكد مجينوف في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط»، أجرته معه عبر البريد الإلكتروني، من خلال مستشاره الصحافي، كيم نيكيتا، أن القذافي مستعد للجلوس على أي مائدة مفاوضات في أي وقت مع التحالف الغربي المناهض له، بحضور ممثلين عن المجلس الوطني الانتقالي الممثل للثوار في مدينة بنغازي بشرق ليبيا.

ونقل عن القذافي تساؤله: ماذا يريد التحالف الغربي.. أموال ونفط ليبيا؟ أم التغييرات السياسية؟ مؤكدا أن القذافي جاهز في أي لحظة لبحث هذه الأمور على مائدة مفاوضات سياسية.

ونفى مجينوف، الذي ترأس جمهورية كالميكيا المستقلة على ضفاف بحر قزوين، حتى انتخابه رئيسا للاتحاد الدولي للشطرنج عام 1995، أن يكون قد قدم للقذافي أي نصائح حول كيفية الخروج من الأزمة، التي تكاد تعصف بنظام حكمه المستمر منذ نحو 42 عاما، معتبرا أن القذافي سياسي مخضرم، ولديه ما يؤهله لاتخاذ قراراته من دون تدخل من أحد. وفيما يلي نص الحوار.

* كيف تمكنت من إقناع القذافي بلقائك؟

- لم تكن هناك أي حاجة مني لإقناع أي شخص بهذا اللقاء، هذا العام أعلن من قبل الاتحاد الدولي للشطرنج كعام لأفريقيا، ويعني هذا من الناحية العملية أن البلدان الأفريقية لفتت الأنظار فيما يخص البطولات الرياضية، وعشق لعبة الشطرنج.. إلخ. وبالتالي كرئيس للاتحاد الدولي للشطرنج فقد قمت هذا العام بزيارة الكثير من البلدان الأفريقية، ومن بين برنامج الزيارة الالتقاء برئيس هذه الدولة أو تلك، وهذه الزيارة إلي ليبيا كانت جزءا من هذا البرنامج.

* منذ متى وأنت تعرف القذافي؟

- منذ أكثر من سبع سنوات، واسمح لي من فضلك، أن أعود بذاكرتي إلى عام 2004 عندما استضافت العاصمة الليبية طرابلس بطولة الشطرنج التي ضمت نحو 56 بلدا حول العالم، وفي هذا الحدث التقيت العقيد القذافي، ولعبنا الشطرنج معا.

* كيف رأيت القذافي في زيارتك الأخيرة؟

- لقد اجتمعنا معا في مقر اللجنة الأولمبية الوطنية بليبيا، واستمر الاجتماع نحو ساعتين وقد كانت لدينا فرصة جيدة للعب الشطرنج ومناقشة بعض الأمور الأخرى، والأهم من وجهة نظري هو أن السيد القذافي أعطاني انطباعا عنه كشخص شديد الثقة بنفسه، ويتمتع بصحة جيدة.

* كيف لعبتما الشطرنج معا على الرغم من أنكما تعرفان جيدا أنكما معرضان لقصف الناتو؟

- من فضلك، ثق بي، القذافي ليس الشخص الذي يخاف بسهولة، وبصراحة أنا أعتبر نفسي مثله.

* ما الاختلافات التي لاحظتها في القذافي مقارنة بزياراتك السابقة له؟

- أنا لم ألاحظ أي اختلاف.

* هل من الممكن أن تحكي لنا المباحثات التي دارت بينكما خلال اللقاء؟

- لقد ناقشنا مواضيع كثيرة، وكرئيس للاتحاد الدولي للشطرنج كان مهما لي التفاوض حول الالتزام الحكومي الناجح ببرنامج مدرسة الشطرنج في ليبيا، وبطبيعة الحال، وكما هو واضح، تطرقنا أيضا للأمور السياسية في ليبيا. وبدأت حواري بتقديم التعازي للقذافي لفقدانه ابنه وأحفاده.

كان القذافي متأثرا للغاية، وأبلغني أنني أول مسؤول أجنبي من القادة السياسيين يفكر في هذه المأساة بتعزيته. وقال لي إنه لا يفهم لماذا قتلت قوات التحالف الغربي أحفاده وابنه والمئات من المدنيين الليبيين.

وتساءل القذافي ما هي تحديدا المواقع أو المناصب القيادية التي يريد منه التحالف الغربي أن يغادرها أو يرحل عنها، القذافي سأل من أي وظيفة يريد منه «الناتو» أن يرحل عنها. وقال إنه ليس برئيس حكومة أو رئيس دولة. وأعرب عن رغبته في الجلوس إلى مائدة مفاوضات مع حلف الناتو في أي وقت مع ممثلين ممن يسمون بالمعارضة في بنغازي.

* هل تستطيع الإجابة عن استفسار الناس حول سبب زيارتك لليبيا؟

- كما أبلغتك مسبقا أنني كنت في زيارة روتينية إلي ليبيا بصفتي الرسمية، كرئيس للاتحاد العالمي للشطرنج، وهناك بالطبع أمل آخر، وهو أن لعبة الشطرنج يمكن أن تكون جسرا يربط بين الشرق والغرب على نحو من شأنه توحيد الإنسانية جمعاء، ويجب على الناس أن يعوا مبكرا أو لاحقا أنه من الأفضل المحاربة على لوحة الشطرنج عن الحرب على أرض الواقع.

كلنا نتحدث عن السلام، لكننا ننفق مليارات الدولارات على سباق التسلح والعمليات العسكرية، نحن لا ننفق هذه المليارات على الطب أو مكافحة الفقر، نحن ننفق هذه الأموال ممن أجل إتاحة الفرصة لكي نقتل بعضنا بعضا.. فهل هذا يعد أمرا طبيعيا؟

* ماذا تعتقد أن يقول التاريخ عنك مستقبلا؟

- هذا لا يهمني، المهم هو أن تنتهي الحرب في ليبيا.

* هل تعتقد بأن القذافي سيفوز في النهاية؟

- في الموقف الحالي لا يوجد فائز، كل واحد بالفعل هو خاسر، الآن من الأولويات المهمة أننا ننهي هذا الصراع بأقل قدر ممكن من الخسائر.

* هل سألك القذافي عن أي نصيحة للتعامل في الوضع الراهن في بلده؟

- أنا أؤكد أن القذافي سياسي مخضرم، ولديه ما يؤهله لكي يصنع بنفسه أفكاره ويتخذ قراراته، على أي حال هو لا يفهم ماذا تريد قوات التحالف منه؛ هل يريدون أموال ليبيا؟ هل يريدون التغييرات السياسية؟ فالقذافي منفتح للجلوس على أي مائدة مفاوضات لمناقشة هذا.

* ما هي الرسالة التي تريد توصليها لقرائنا بعد لقائك بالقذافي؟

- أريد أن أقول إن القذافي قوي ومليء بالحماس ويريد السلام، وعلى أي حال عندما لا توجد حرب، فإن هذا سوف يجعل جميع البشر سعداء.