«المستقبل» يضع مواقف عون ضد الحريري بين حدي التمنيات باغتياله أو التهديد به

قيادي في «14 آذار» لـ«الشرق الأوسط»: كلامه يقع في موضع الشبهة ويعرضه للمساءلة

TT

أثار كلام رئيس تكتل «التغيير والإصلاح»، النائب ميشال عون، الذي قال فيه: «إننا قطعنا لـ(رئيس الحكومة السابق) سعد الحريري، تذكرة سفر (one way ticket)» أي «روحة بلا رجعة» المزيد من المواقف الشاجبة والمستنكرة من فريق 14 آذار وتيار «المستقبل»، فوصف مصدر قيادي في 14 آذار هذا الكلام بـ«الخطير»، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «كلام عون تهديد مبطن ويضعه في دائرة الشبهة، باعتباره (عون) إما شريكا فيما يخطط من استهداف ومحاولة اغتيال للرئيس سعد الحريري، وإما على علم به»، مشددا على أن «العماد عون وضع نفسه أمام المساءلة إذا ما تعرض أي من قادة المعارضة إلى أي سوء»، لافتا إلى أن «الرئيس الحريري موجود خارج لبنان بسبب مخاطر أمنية مسؤول عنها حلفاء عون في الداخل والخارج، وربما بات هو جزءا من هذا الخطر».

بدوره، لفت عضو كتلة المستقبل، النائب عمار حوري، إلى أن «العماد عون عودنا على طريقة معينة بالكلام، ولكن هذا الكلام بالذات لا يمكننا إلا أن نضعه بمثابة التهديد للرئيس الحريري»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حين يتحدث عون عن (one way ticket) يعني بذلك الإلغاء من خلال الاغتيال أو غير الاغتيال، ومن أحرق بيروت ولبنان ودمّر البشر والحجر وقام بما قام به، ليس غريبا عليه أن يتحدث بهذه الأدبيات وأن يفصح عن تمنياته، ولذلك نحن نضع كلام العماد عون بين حدي التمنيات بالاغتيال والتهديد»، وأكد حوري أن «هذه التمنيات لن تتحقق والتهديد لم يرهبنا يوما ممن هو أكبر بكثير من عون وأمثاله».

كذلك رد رئيس كتلة «المستقبل النيابية»، رئيس الحكومة الأسبق، فؤاد السنيورة، على الكلام الذي ساقه عون بحق سعد الحريري ونهج والده، رئيس الحكومة الراحل، رفيق الحريري، فقال: «أقول لأولئك الواهمين إن ما يعنونه هو أنهم يريدون بذلك إصدار بطاقات سفر (روحة بلا رجعة) لملايين من اللبنانيين لكي يخلو لهم الجو.. لكن أليس من الأسهل أن يصدر هذا الشخص بطاقة سفر لنفسه فيريح ويرتاح، وعندها سيبقى الشعب اللبناني صامدا (ولو كره الكارهون)؟!». ورأى أن «انقلاب قوى الثامن من آذار ماض وممعن في الإساءة إلى المواطنين وللوطن، والمقلق أن هذه الحكومة تحمل لدى البعض فيها عقد الأحقاد ونوايا الانتقام والمناكفة والثأر في إدارة الشأن الوطني»، مؤكدا أن «حكومة ميقاتي أتت محملة بأكبر عدد من الراسبين في الانتخابات النيابية في تاريخ الدولة اللبنانية، لتمنحهم حقائب ترضية وزارية، متجاهلة إرادة الناخبين».

وأضاف: «لن نعامل الحكومة على طريقة (عنزة ولو طارت) بل سنكون معارضة وطنية مسؤولة تنبذ العنف أو اللجوء إليه مهما كان شكله ومهما كانت أسبابه، لكننا سنعترض وننتقد الأخطاء إذا وقعت، ونثمن الإيجابيات إذا حصلت، نحن نقدر ونعرف كيف نميز بين الغث والسمين، ولن نطيح بالصالح في طريقنا لإلغاء الطالح».

ورأى عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، أن الجنرال عون، «بلغت به الوقاحة حد القول إنه أعطى هو، ولست أدري من هو، (one way ticket) لدولة الرئيس سعد الحريري، إذ من المسلم به أن هكذا تأشيرة هي في يد رب العالمين وحده، وفي علم السياسة هي بيد الشعب اللبناني؛ فمن يعتقد نفسه الجنرال عون؟!»، وقال: «الكثيرون يعرفون أن هذا الكلام فيه الكثير من فقدان الاتزان، إلا أن الجنرال ربما تعود على الـ(one way ticket)، فلا بد أنَّ اللبنانيين يذكرون جميعا كيف فر من القصر الجمهوري تاركا زوجته وبناته لمواجهة الأحداث، والحمد الله إنه كان هناك من تحلى بالأخلاق وعرف كيف يتعامل مع السيدة وبناتها»، مشيرا إلى أن «الجنرال يعرف أنه سيحصل على هذه التأشيرة من الشعب اللبناني عندما يحصل من يدعمونه في الـ(one way ticket) السياسية في المنطقة قريبا بإذن الله، وأنا لا ألومه لأن طموحه غير الطبيعي لموقع الرئاسة أفقده توازنه الفكري والأخلاقي بصورة كاملة».

ولم يستبعد أن «ما يقوله الجنرال عون هو نوع من الاستدراج لدولة الرئيس سعد الحريري لكي يعود إلى لبنان، وهذا ما فعلوه مع الشهيد جبران التويني، الذي استدرجوه ليُغتال بعد ساعات من قدومه، وهذا ما نضعه بعهدة الأمن والقضاء».

أما عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان، فأوضح أن عون «كان يقصد بكلامه أن الحريري لن يعود سياسيا، وأن الأكثرية الحالية باقية وستقوم بإنجازات، وبالتالي العماد عون لا يقصد بكلامه شخصا موجودا من خلال حزبه وتياره ومؤيديه».