اللاجئون السوريون في تركيا يتابعون أخبار الوطن.. ويروون مشاهداتهم عن التعذيب

صورة مأخوذة من موقع يوتيوب لمظاهرة نسائية في قطنا بريف دمشق أمس
TT

في الفناء الصغير بمخيم بوينيوغون للاجئين، ينتظر عشرات الأطفال في صبر دورهم في ركوب الأرجوحة، في حين يتابع البالغون في الخيام المخصصة لمشاهدة التلفزيون الأحداث في سوريا التي فروا منها. تؤوي الخيام وعددها 600 نحو 3500 شخص، وهم نحو الثلث من عشرة آلاف لاجئ تدفقوا من شمال سوريا إلى تركيا خوفا من بطش حملة دموية يشنها الرئيس السوري بشار الأسد.

في كل مكان تجد أطفالا بما في ذلك الرضع بين أذرع آبائهم. ومع ارتفاع حرارة الشمس يحتمي اللاجئون داخل الخيام أو يجلسون تحت بطاطين معلقة بينها. وسمح للصحافيين والمصورين بدخول أحد المخيمات السورية في تركيا للمرة الأولى السبت، منذ بدء نزوح السوريين قبل أسبوعين. وبحسب تقرير لوكالة «رويترز» فإن أغلب اللاجئين من بلدة جسر الشغور، حيث قالت السلطات السورية إن 120 من أفراد الأمن لاقوا حتفهم في قتال تنحي فيه باللائمة على «جماعات مسلحة»، بينما يقول كثير من اللاجئين إن القتلى جنود تركوا الخدمة مما أدى إلى رد انتقامي وحشي.

وقال لاجئ مسن اكتفى بتعريف نفسه باسم آدم بينما كان يتحدث بعجلة وانفعال «المظاهرات السلمية بدأت في جسر الشغور قبل ثلاثة أشهر، ثم بدأت الاعتقالات والتعذيب. كنا نردد الأناشيد الوطنية ونستخدم الرسوم الكاريكاتيرية لانتقاد الأسد. ثم بدأت قوات الأمن في اعتقال الناس.. وأنا أحدهم». وقال آدم إن القوات ضربته على ظهره ورأسه بأعقاب أسلحتها وعصبت عينيه وقيدته ثم ضربته وآخرين بكابلات كهربائية. وأضاف «مرروا الكهرباء بين أصابع قدمي. وتعرضت للتعذيب أيضا. طلبوا أسماء الناس الذين شاركوا في المظاهرات». وقالت امرأة عمرها 61 عاما، وهي أيضا من جسر الشغور، للصحافيين إن الناس كانوا يحتجون كل جمعة، لكن قوات الأمن بدأت في إطلاق النار من الطائرات الهليكوبتر، وأضافت «كنا خائفين جدا لدرجة أننا هربنا إلى قرية الحسينية. مكثنا هناك عشرة أيام قبل أن نأتي إلى هنا.. بعض المسنين لم يتمكنوا من مغادرة البلدة.. بقوا في أوضاع مزرية، وبعدما غادرنا سمعنا أن الجيش أخذ الناس من القرى إلى المنازل والمتاجر المخلاة، ثم أحضر الكاميرات وأبلغ العالم أجمع بأنه لا توجد مشكلة».