كوسرت رسول: إعلان الدولة الكردية يتوقف على المتغيرات الإقليمية والالتزام بالدستور العراقي

نائب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني لـ «الشرق الأوسط»: من حقنا أن تكون لنا دولتنا بين 22 دولة عربية

كوسرت رسول
TT

قال كوسرت رسول نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني إن «من حق أكراد العراق أن تكون لهم دولة مستقلة، فوجودنا في العراق أقدم من وجود العرب بكثير»، منوها بأن «هناك 22 دولة عربية، فما المانع من أن تكون بينها دولة كردية ترتبط بعلاقات متوازنة مع جيرانها، وإن من حق شعبنا أن يحلم بدولته من باب حق الشعوب في تقرير المصير».

وأضاف رسول قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «موضوع إعلان الدولة الكردية يعتمد على التغيرات في المنطقة وعلى رأي برلمان إقليم كردستان، وعلى مدى التزام العراقيين بالدستور العراقي»، مشيرا إلى أنه «ما دام هناك دستور يربطنا بالعراق، فنحن لسنا قلقين على أوضاعنا».

وحول ما تروجه المعارضة الكردية عن ضعف الاتحاد الوطني، قال رسول متسائلا: «لا أعرف من أين جاءوا بهذا الكلام؛ إذ ليست هناك استطلاعات للرأي أجروها أو انتخابات تعكس إحصاءات دقيقة عن جماهيرية الاتحاد، والجميع شاهد حشود الجماهير التي احتفلت بالذكرى الـ37 لتأسيس حزبنا، بداية الشهر الحالي، سواء في السليمانية أو أربيل أو دهوك وباقي المدن الكردية»، مشددا على أن «الاتحاد حزب قوي وتجاوز الكثير من الأزمات الكبيرة التي مر بها، ولو كان أي حزب آخر عاش هذه الأزمات لأثرت عليه كثيرا، لكن الاتحاد اليوم أكثر تماسكا من أية فترة مضت ولا تشوبه أية خلافات».

وأقر القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بما «شكله انشقاق نوشيروان مصطفى النائب السابق للأمين العام للاتحاد الوطني من تأثير سلبي على تنظيماتنا، خاصة أن من قاد الانشقاق (مصطفى) الذي شكل حركة التغيير (كوران) المعارضة كان نائبا لرئيس الاتحاد، وهناك أعضاء كانوا في المكتب السياسي وقياديين في الحزب انضموا لـ(كوران) وهذا حدث في معقل الحزب في مدينة السليمانية»، مشيرا إلى أن «وجود المعارضة يعكس حالة صحية لمراقبة عمل وأداء الحكومة، وعلاقتنا بحركة (كوران) عادية وألتقي ببعض قيادييهم الذين كانوا رفاقنا وأصدقاءنا ونتحدث في أمور عدة».

وحول المظاهرات التي كانت قد خرجت في مدينة السليمانية واستمرت لما يقرب من شهرين، قال رسول إن «خروج هذه المظاهرات في السليمانية يؤكد النهج الديمقراطي الذي يؤمن به الاتحاد الوطني والذي هو أحد أساسيات تنظيماتنا، فهذه المظاهرات ألحقت وعلى مدى أكثر من شهرين الضرر بمعيشة الناس كونها حدثت في القلب التجاري لثاني مدينة في إقليم كردستان وهناك الكثير من الأسواق أغلقت أبوابها وتضرر أصحابها»، مشيرا إلى أن «هذه المظاهرات أرادت أن تستنسخ تجارب مظاهرات تونس ومصر وغيرها من الدول، وجزء كبير من مطالب المتظاهرين مشروعة؛ تلك التي تنادي بالإصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات».

واعترف نائب الأمين العام للاتحاد الوطني بوجود «ملفات للفساد وأن حكومة الإقليم برئاسة الدكتور برهم صالح تعمل بجدية على معالجتها وتوفير الخدمات وفرص العمل للمواطنين»، منبها إلى أن «رئيس حكومة الإقليم، برهم صالح، هو نائب رئيس الاتحاد، وله خبرات وتجارب قيادية وإدارية اكتسبها خلال عمله السياسي ومن تجربته كنائب لرئيس الحكومة العراقية، وهو ذو كفاءة أكاديميا وشاب طموح لخدمة الناس ويتمتع بكفاءة عالية، وهذا نعم الاختيار لأن يكون في هذا الموقع، وقدم إنجازات كبيرة لكردستان وشعبنا، ونحن في الاتحاد نقف إلى جانبه وندعمه من أجل إنجاح مشاريعه وخططه الرامية للبناء والإصلاح».

وعد رسول «وجود قيادات شابة ذات كفاءة في تنظيمات الاتحاد بينهم غالبية من النساء مؤشرا جيدا على روح التجديد التي يتمتع بها حزبنا المعروف بنهجه التجديدي، فأنا كنت مسؤولا عن أعضاء في الاتحاد أكبر سنا مني وأقدم انتماء وعمري لم يكن يتجاوز الـ23 عاما، وهكذا اليوم القيادات الجديدة»، مشددا على أن «مام جلال (طالباني) يبقى مصدر قوة الاتحاد بقراراته الحكيمة التي تستند إلى خبرة وتجربة سياسية طويلة وعميقة».

ودعا رسول «الكتل السياسية العراقية لحل خلافاتها بالحوار من أجل العراق»، مشيرا إلى أنه «لولا مبادرة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان لما كانت الحكومة العراقية قد تشكلت ولاستمرت الأزمة بصورة أكثر خطورة، والظروف الحالية تختلف عن ظروف تشكيل الحكومة حيث تأتي اليوم مبادرة مام جلال (طالباني) لخلق التوازن».