مركز مراقبة أميركية لـ «الشرق الأوسط»: الجيش السوداني يستعد لهجمة أكبر

قال إن 90 دبابة ومصفحة وسيارات عسكرية تجمعت في كادوقلي للتحرك في وقت قريب

TT

أعلن أمس مركز «ساتالايت سنتينال» (حراسة فضائية) في واشنطن، الذي يراقب التطورات في السودان بشبكة أقمار فضائية، أن القوات السودانية المسلحة التي سيطرت على مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، تحتشد لشن هجوم جديد على معارضي حكومة الرئيس السوداني عمر البشير.

وقال مسؤول في المركز لـ«الشرق الأوسط»: إن الصور أوضحت أن 90 دبابة ومصفحة وسيارات عسكرية تجمعت في كادوقلي «وكلها تبدو قادرة على التحرك إلى الأمام في وقت قريب». وقال المركز: إن الأقمار الفضائية التقطت ما لا يقل عن 300 خيمة بدائية مؤقتة حول معسكر قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام الموجودة في شمال كادوقلي. وقال: إن هذه الصور «تدعم التقارير الواردة من أرض الواقع بأن جنود القوات المسلحة السودانية يشتبكون في صراع مستمر مع عناصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان». وأيضا «تكشف عن أن القوات المسلحة السودانية تنتشر، حسب وثائق الأمم المتحدة، التي تشير إلى أن هذه القوات تستعد لشن هجوم كبير قريبا».

جدير بالذكر أن مركز الحراسة الفضائية في واشنطن يتبع لتحالف بين الممثل السينمائي جورج كلوني ومنظمات أميركية معارضة للرئيس السوداني البشير. وأنه كان قد ركز على الصراع في جنوب السودان، ثم انتقل إلى الصراع في منطقة أبيي على الحدود بين شمال السودان وجنوبه، والآن الصراع في منطقة جبال النوبة في جنوب كردفان بين قوات الرئيس البشير وقوات الحركة الشعبية التابعة لجنوب السودان. كانت الحركة الشعبية قد تحالفت مع قوات من جبال النوبة ضد حكومة الخرطوم، وتريد حكومة الخرطوم انسحاب هذه القوات إلى جنوب السودان مع تأسيس الدولة الجديدة هناك.

ولفتت المجموعة الأميركية للمراقبة، التي أنشئت العام الماضي بمبادرة من الممثل الأميركي جورج كلوني، إلى أن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية في 17 يونيو (حزيران) هي الأولى التي تظهر آلاف الأشخاص الباحثين عن ملجأ لدى القاعدة الأساسية للأمم المتحدة قرب كادوقلي. واندلعت معارك ضارية منذ 5 يونيو بين القوات المسلحة السودانية ومعها القوات الشمالية الحليفة ضد الجيش الجنوبي، الذي تعهدت الخرطوم بسحقه بكل الوسائل. ودعا كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف فوري لإطلاق النار. ويتهم قادة دينيون وناشطون الخرطومَ بالقيام بتطهير عرقي في جنوب كردفان ضد قبائل النوبة الذين قاتلوا إلى جانب الجنوبيين خلال الحرب الأهلية، وهو ما تنفيه السلطات السودانية الشمالية.

وأضاف مسؤول مركز الحراسة الفضائية في واشنطن لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الهجمات في جنوب كردفان ليست حادثا معزولا، وليست مجرد صدفة. إنها تمثل سلسلة من الاتجاهات المثيرة للقلق». وأضاف: «صار واضحا أن البشير خطط لاستخدام القوة للتفاوض، ووضع معارضيه أمام الأمر الواقع. في الوقت نفسه الذي يرتكب فيه جرائم حرب، وتنظيفا عرقيا. هذه الخطة ليست إلا امتدادا لخطط النظام السوداني في مجالات واسعة النطاق تشمل جبال النوبة ودارفور وأبيي وجنوب السودان». وأضاف: «الاشتباكات في كادوقلي مثال آخر على استخدام الحزب الحاكم الشمالي لسياسة التطهير العرقي وارتكاب جرائم حرب أخرى». وقال المسؤول: «هذه الصور الفضائية توثق البيانات التي أصدرناها سابقا، والتي دعونا فيها الرئيس باراك أوباما ليتحرك لوقف جرائم الحرب والتنظيف العرقي التي تمارسها حكومة حزب المؤتمر الحاكم في شمال السودان». وقال مراقبون في واشنطن: إن منظمات أميركية كانت قد دعت، أول من أمس، الرئيس باراك أوباما لإرسال صواريخ أميركية إلى جنوب السودان. من بين هذه المنظمات: «إنقاذ دارفور» و«إيناف» (كفاية)، والخدمة اليهودية العالمية. وهي المنظمات نفسها التي كانت قد قادت الحملة ضد البشير عندما تصاعدت مشكلة دارفور، وعندما تعثرت مفاوضات السلام بين الشمال والجنوب.