السفارات السورية في الخارج تضغط لتكبيل أنشطة المعارضة

تستعين بالـ«البلطجية» لمنع التجمعات المناوئة للنظام.. وتتدخل لإلغاء ندوات مناهضة

TT

بعد قيام شبكة «فرانس 24» الفرنسية برفع دعوى قضائية في حق السفيرة السورية في باريس لمياء شكور، بسبب «التضليل الذي مارسته بحقها» كما قالت، عبر إعلان خبر استقالتها من منصبها الدبلوماسي في اتصال هاتفي مع المحطة، ومن ثم القيام بإعلان النفي عبر التلفزيون السوري، كثر الحديث عن دور السفارات السورية في الخارج في عرقلة وتعطيل أي تحرك أو نشاط يهدف للتضامن مع الشعب السوري وإعلان موقف إدانة من الممارسات القمعية للنظام. حيث استنكر الروائي والكاتب إلياس الخوري في مقالة له نشرت في إحدى الصحف العربية إلغاء الندوة الفكرية التي كان من المقرر عقدها في برلين بمشاركة مثقفين ومفكرين عرب، لمناقشة آفاق المرحلة الجديدة التي تفتحها الثورات العربية، وذلك بسبب مشاركة المفكر السوري المعارض برهان غليون.

وقال الخوري في مقالته «فوجئت مساء الأحد 12 يونيو (حزيران) بخبر نشره أحد المواقع المؤيدة للثورة السورية على (فيس بوك) يشير إلى إلغاء الندوة بسبب ضغوط مارستها السفارة السورية في برلين من أجل منع المفكر السوري برهان غليون من المشاركة. في البداية لم أصدق الخبر، فـ(فيس بوك) يحتمل الأخطاء، وهذا طبيعي في موقع إلكتروني مفتوح للجميع، لكن الخبر ذُيل برسالة تضامنية مع غليون كتبها الشاعر المصري زين العابدين فؤاد. بدأت أشك في عدم تصديقي، وحاولت الاتصال بالمنظمين بحثا عن الحقيقة. قلت في نفسي إنه ليس من المعقول أن يقرأ المشاركون في الندوة خبر إلغائها على (فيس بوك)، إذ إن آداب اللياقة تقتضي أن يُستشار المشاركون قبل أي قرار، لأنهم في النتيجة هم الذين سيتحمل النتائج. وفي النهاية، وكي لا نطيل من غير طائل، عثرت على المنظمين، لأكتشف مبلغ حرجهم من الموضوع! وفهمت أن هذا الحرج كان السبب الرئيسي وراء عدم الاتصال بي. اتصلت بغليون هاتفيا لأكتشف أنه مثلي لا يدري لماذا ألغيت الندوة!».

ويضيف الخوري أنه «حدث تهديد مباشر من قبل مسؤولين دبلوماسيين سوريين، هكذا قيل لي، كما أن مجموعات سياسية فلسطينية تنتمي إلى فصائل فضيحة مخيم (اليرموك) الشهيرة اتخذت موقفا واضحا ضد الندوة، لأنها تعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية السورية!.. وقيل إن الجبهة الشعبية كانت في قيادة هذا الموقف الذي شاركت فيه فصائل أخرى. وقيل مؤخرا إن مجموعات مرتبطة بحزب الله اتصلت وتمنت أو هددت، وإلى آخره.. موقف بعض الفصائل الفلسطينية خلخل قرار اتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين فانسحب، وهذا قاد الملتقى الثقافي اللبناني إلى الانسحاب بسبب عجزه عن حماية الندوة من الشبيحة».

وكان معارضون سوريون اتهموا السفارة السورية لدى مصر بالاستعانة بالبلطجية لقمع الاحتجاجات التي تجري أمامها وتطالب بطرد السفير، حيث نشرت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة منذ بداية الأحداث، مقطع فيديو يظهر قيام السفير السوري لدى مصر وأثناء خروجه من السفارة بإعطاء الإشارة إلى بلطجية كانوا مستعدين للهجوم على متظاهرين سوريين تجمعوا أمام السفارة للمطالبة بالحرية في بلادهم. فيما أكدت ناشطة سورية في مصر أنهم قدموا الكثير من الدعاوى القضائية بحق السفارة السورية بسبب أعمال البلطجة التي مارستها بحق المتظاهرين. وأضافت أنهم لم يعودوا يتظاهرون أمام السفارة إلا بعد طلب الحماية من الحكومة المصرية «حيث يقوم الجيش بحمايتنا كلما أردنا التظاهر».

يذكر أنه تم تأجيل لقاء للمثقفين اللبنانيين تضامنا مع الشعب السوري، كان من المقرر عقده في فندق البريستول، ليتم عقده في ما بعد في منطقة سن الفيل في ضاحية بيروت الشرقية تحت حراسة أمنية مشددة.