المعارضة السورية في الخارج تنشغل بولادة «قيادة ثالثة».. ومخاوف من «التشرذم»

بعد يوم من كشف «الشرق الأوسط» عن انتخاب مجلس تنفيذي لمعارضي أنطاليا

TT

انشغل معارضون سياسيون سوريون في الخارج أمس بمعالجة تداعيات بيان صدر عن تشكيل «مجلس انتقالي» لقيادة الثورة السورية المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي جاء بعد أقل من 24 ساعة على انتخاب مجلس تنفيذي للمعارضة من قبل المشاركين في اجتماع أنطاليا في تركيا الشهر الماضي.

فقد أعلن الناشط السوري جميل صعيب في بيان تلاه باسم «شباب الثورة السورية الأحرار»، أنه «ونظرا للمجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبنا الأعزل والأساليب القمعية في مواجهة المظاهرات السلمية، وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب (...) نعلن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بجميع الأطياف والشخصيات والقوى والأحزاب الوطنية في الداخل والخارج».

وأوضح صعيب أن هذا «المجلس الوطني» يضم معارضين معروفين، وخصوصا عبد الله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الأتاسي وعارف دليله، علما بأن المالح والأتاسي ودليله موجودون في سوريا.

وأضاف «يعتبر هذا البيان بمثابة باب مفتوح لكل الأحرار في الداخل والخارج»، داعيا إلى «المشاركة في تفعيل هذا البيان مدنيا وإعلاميا وسياسيا بشرط العمل مع التنسيقيات المحلية في المدن والمحافظات السورية بما يحقق أهداف الشارع السوري بإسقاط النظام وبمحاكمة المجرمين».

وعقد المعارضون السوريون مؤتمرهم الصحافي في موقع غير بعيد من الحدود التركية - السورية، وتحديدا في قرية خربة الجوز شمال سوريا، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال صعيب إن «الهدف من هذا المجلس هو جمع القوى المعارضة لدعم الثورة» وإسماع صوتها لدى المنظمات الدولية، وأضاف «الثورة السورية تعاني مشكلة، في ليبيا وبعد مقتل مائتي شخص لم يعد (معمر) القذافي يتمتع بشرعية. وهنا في سوريا، وفي حين تقول كل جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان إن هناك 1500 قتيل وآلاف الجرحى أو المعتقلين، فإن المجتمع الدولي والعالم العربي صامتان». غير أن سلسلة اتصالات جرت بين المعارضة السورية في الخارج وقيادة المعارضة في الداخل وبعض الذين وردت أسماؤهم في هذا البيان، مشيرين إلى أنهم تلقوا وعودا لسحب البيان ونفي تشكيل المجلس، في حين أشارت مصادر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها لا تستبعد أن يكون وراء هذا البيان مجموعة من المستائين لعدم ضمهم إلى المكتب التنفيذي الذي كشفت «الشرق الأوسط» في عددها الصادر أمس عن تشكيله من تسعة شخصيات، ليس بينها أي من الذين وردت أسماؤهم في بيان الأمس.

وإذا صح البيان المنسوب إلى هؤلاء، فإن المعارضة السورية في الخارج تكون بذلك قد انقسمت إلى ثلاثة أطراف، فبعد يومين على مؤتمر أنطاليا، انعقد مؤتمر مماثل في بروكسل، ثم أتى هذا البيان. وهو ما رأى فيه معارضون «إضعافا لدورهم، وتقوية للنظام السوري الذي يستفيد من شرذمتهم»، علما بأن هذا البيان يأتي قبيل مؤتمر صحافي سيعقده الرئيس السوري بشار الأسد ويتحدث فيه عن التطورات الأخيرة، بالإضافة إلى رسمه «معالم الإصلاحات التي أقرتها القيادة السورية»، كما قالت مصادر لبنانية قريبة من القيادة السورية لـ«الشرق الأوسط» أمس.

وفي السياق ذاته، نقل مصدر كردي خاص من داخل سوريا أن «دمشق تشهد حاليا حراكا مستمرا واجتماعات متواصلة بين المعارضة الكردية والعربية الداخلية في سوريا على وقع المظاهرات والاحتجاجات العارمة المتواصلة في معظم شوارع المدن والبلدات السورية الثائرة التي تطالب بتغيير النظام وتحقيق الديمقراطية والحرية»، وأضاف أن «دمشق وبعض المدن السورية الأخرى شهدت في الأيام القليلة الماضية اجتماعات ماراثونية بين المعارضة الكردية الموحدة والمعارضة العربية».