تيار «المستقبل» ينفي علاقته بأحداث طرابلس ويطالب بجعلها مدينة منزوعة السلاح

الحياة الطبيعية تعود إلى عاصمة الشمال ووزيرا الدفاع والداخلية يؤكدان: الأمن خط أحمر

TT

مع عودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة طرابلس (شمال لبنان) بعد الاشتباكات المسلحة التي شهدتها منطقتا باب التبانة وجبل محسن يوم الجمعة الماضي، وأوقعت سبعة قتلى و59 جريحا، أكد وزيرا الدفاع والداخلية اللبنانيان أن «الأمن خط أحمر ولا تهاون مع المخلين بالأمن من الآن فصاعدا»، بينما دعا تيار «المستقبل» إلى «جعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح، وأن يكون ذلك مقدمة لنزع السلاح غير الشرعي من كل لبنان»، نافيا أي علاقة له بما حدث.

فقد شدد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على أن «الأمن خط أحمر، وسيضرب بيد حديد كل من يحاول العبث به»، مؤكدا أن «أحداث طرابلس انتهت»، مستبعدا «حصول مشاهد من الأعمال الأمنية الكبيرة»، وقال: «لا إشكالات أمنية بعد اليوم، والجيش أحكم الطوق في طرابلس، والقوى الأمنية انتشرت بقوة، وفعالية هذا الأمر ستستمر لمدة ستة أشهر، والوضع سيكون على ما يرام شمالا، والجيش يقوم بعمليات مداهمة»، أضاف: «الجميع يطالب بجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح، وسنتجاوب مع الطرابلسيين المطالبين بهذا الأمر من مختلف أطيافهم وانتماءاتهم»، مشيرا إلى أن «قوى الأمن الداخلي مرت بظروف صعبة ولن نقبل أن تجرح، ولن يسمح لقوى الأمن بالدخول في السياسة، ولن يسمح لأحد أن يدخل السياسة في الأجهزة الأمنية، لأنها أفسدتها».

أما وزير الدفاع الوطني فايز غصن، فأكد أن «الجيش اللبناني خط أحمر ولا تهاون مع المخلين بالأمن، ومن افتعل أحداث طرابلس الدامية سيعاقب وسيدفع الثمن لأن أمن المواطنين من أمن الوطن»، ولفت إلى أن «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حمل معه إلى طرابلس مشاريع تنموية وإلى جانبه خمسة وزراء طرابلسيين أرادوا الاحتفال بالنصر ففوجئ بالأحداث التي حولت مسار زيارته لمدينته المحرومة إلى متابعة للأحداث وإعطاء للأوامر والتدابير الأمنية لحقن الدماء وإعادة الهدوء إلى المدينة». وشدد غصن على «ضرورة وقف الحقن الطائفي والمذهبي لأن فتيله إن اشتعل سيفجر الأوضاع ليس في طرابلس؛ بل في مناطق لبنانية عدة».

في المقابل، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن «وزير المالية محمد الصفدي أكد ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول تحميل (14 آذار) مسؤولية ما جرى في طرابلس»، معتبرا أن «كلامه خطير وأن لا علاقة لتيار (المستقبل) بما حصل»، مشيرا إلى أن «أحد أركان ميقاتي الأمنيين أصيب في حوادث طرابلس، وبالتالي على رئيس الحكومة أن يرأب الصدع والا يؤدي بكلامه إلى فتنة جديدة». وإذ ذكر بأن «السلاح يعطل الحياة السياسية»، طالب الحكومة بأن «تكون طرابلس مدينة منزوعة السلاح على أن يكون ذلك مقدمة لنزع السلاح من الأراضي اللبنانية كافة، وهذا تحد نطلقه بوجه هذه الحكومة».

بدوره، لفت عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد الضاهر إلى أن «هناك قرارا بضرب استقرار لبنان»، وقال: «نحن لم ندع إلى المظاهرة في طرابلس يوم الجمعة الماضي»، مؤكدا أن «المزاج الطرابلسي والشمالي رافض المنطق الذي يريد إخضاع الناس بالسلاح».