قيادي كردي لــ«الشرق الأوسط»: الخطاب حمل نبرة تهديد ضد المتظاهرين

قال إنه يتناقض مع الواقع ويرفض الحوار مع المسلحين

TT

قال القيادي بالحزب اليساري الكردي المعارض شلال كدو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «خطاب الرئيس بشار الأسد لم يأت بجديد وكان مخيبا لآمال السوريين عموما والكرد خصوصا، مع معرفة المراقبين المسبقة بأن هذا الخطاب سوف لن يأتي بشيء من شأنه أن يفتح الآفاق أمام الحلول السياسية للأزمة السورية التي تتفاقم يوما بعد آخر بسب تغليب النظام لغة القمع والتنكيل والقتل والسحل، على لغة الحوار السياسي، الأمر الذي أدى إلى انسداد الأفق السياسي بشكل شبه كامل».

وأضاف «لم يعرج الرئيس على وضع الكرد، إلا من خلال إشارة بسيطة أو خجولة لمسألة منح الجنسية للكرد المجردين منها، رغم أن الأمر برمته ليس منحا للجنسية وإنما إعادة للجنسية، التي سلبت من عشرات الألوف من الكرد في إحصاء عام 1962، ورغم أن الكرد يعدون ثاني أكبر قومية في البلاد، ويربو تعداد سكانهم على 3 ملايين ونصف المليون شخص، ويعيشون على أرض آبائهم وأجدادهم. وهم محرومون من أبسط الحقوق القومية والوطنية والديمقراطية. وتتعرض مناطقهم منذ عشرات السنين إلى التغيير الديموغرافي، فضلا عن تغيير أسماء معظم القرى والمدن والبلدات الكردية والمحال التجارية، واستبدالها بأسماء أخرى عربية غير حقيقية أو وهمية للإيحاء للرأي العام ولنفسه أيضا، بأنه لا وجود للكرد في سوريا، وبالتالي لا وجود لجزء من كردستان في سوريا».

ولفت القيادي الكردي إلى أن الخطاب حمل نبرة تهديدية للمتظاهرين وقال «لا شك أن الخطاب حمل نبرة تهديدية للمتظاهرين، حينما أبدى الرئيس استعداده للتعامل الأمني مع الحدث طال الزمن أو قصر، طالما أن هنالك خارجين عن القانون ومن يسعون إلى التخريب بحسب الخطاب، الذي جاء رد الفعل عليه سريعا جدا في الشارع، حيث نزل عشرات الألوف من السوريين إلى الشوارع في عدد كبير من المدن السورية للتعبير عن رفضهم عما ورد في الخطاب».

وحول جدية النظام بالحوار السياسي لحل أزمة البلاد قال كدو «تطرق الرئيس نفسه مطولا إلى الحوار، وقال بأنه ليس هنالك حل سياسي مع حملة السلاح أو كل من يستخدم السلاح. ونحن بدورنا نضم صوتنا إلى صوت الرئيس، ونقول بأنه لا حوار مع فوهات البنادق والمدافع والدبابات والطائرات العمودية، مع العلم بأن الأجهزة الأمنية والجيش والشبيحة هم الذين يستخدمون السلاح بكثرة، وبذلك فإن الخطاب يناقض الواقع، وكذلك يتناقض مع نفسه، حينما يرفض الحوار مع من يسميهم بالمسلحين، في حين نرى أن النظام نفسه يستخدم السلاح على نطاق واسع بحق المدنيين، ويقتل العشرات من الأبرياء العزل بشكل يومي».

من جهته أشار عبد الباقي اليوسف عضو اللجنة السياسية لحزب اليكيتي الكردي في سوريا في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بعد نحو شهرين من كلمته التوجيهية للحكومة السورية الجديدة وبعد أن دخلت المظاهرات شهرها الرابع جاء خطاب الرئيس السوري خاويا على عكس ما تردد على لسان مسؤولين سوريين بأنه سيكون على أهمية كبيرة وسيعلن الرئيس خلاله عن إصلاحات مهمة، وبحسب بعض المعلومات فقد استعد بعض أبواق النظام في الكثير من المناطق ومنها مدينة القامشلي بتجهيز الفرق الموسيقية استعدادا للاحتفال بتلك الإصلاحات الموعودة، ولكن الخطاب جاء كالعادة مخيبا لآمال مناصري بقاء النظام».

وأضاف «الرئيس حاول إظهار نظامه بأنه غير آبه بما يجري في البلاد، وكالعادة وزع الاتهامات على قوى تحاول النيل من نظامه الممانع للصهيونية والقوى المعادية للأمة العربية حسب تعبيره، وتحدث عن تعديلات محتملة للدستور دون أن يحدد الخطوط العامة لتلك التعديلات، وكان المفترض من الرئيس وفي خضم المشهد السوري الحالي وانطلاقا من مسؤولياته أن يعلن عن بعض الإجراءات الملحة لخلق بصيص من النور لدى الشارع السوري لتجنيب البلاد الانزلاق نحو نفق مظلم يتجه نحوه الآن بسبب إصرار النظام على الحلول الأمنية لمعالجة معضلات البلاد».

وحدد القيادي الكردي تلك الإجراءات بالنقاط التالية: «وقف فوري لجميع العمليات العسكرية وإعادة الجيش إلى ثكناته، وقف القمع ضد المتظاهرين، الإعلان بشكل واضح بإلغاء المادة الثامنة لدستور البلاد وجميع المواد الدستورية والقانونية التي تعطي الامتيازات لحزب البعث دون سواه، الاعتراف الكامل بالهوية القومية للشعب الكردي في سوريا ورفع الحظر عن اللغة والثقافة الكردية، إلغاء كافة المشاريع التمييزية التي مورست ضد الكرد للنيل من هويته القومية، الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني يشارك فيه جميع القوى والمكونات للمجتمع السوري دون امتياز لطرف على آخر».

وختم القيادي الكردي تصريحه بالقول«يبدو أن النظام ليس بمقدوره إجراء الإصلاحات الحقيقية، وأنه يريد أن يوهم المجتمع الدولي والقوى الدولية والإقليمية من خلال إطلاق وعود مبهمة لخلق مظلة لعملياته الأمنية ضد المتظاهرين على أمل أن يتمكن من القضاء على معارضيه، لكن الحقيقة ستكون بشكل آخر فالشارع السوري غير مقتنع بما جاء في الخطاب، وأن الاحتجاجات ستزداد في جميع المناطق، وأن الأحزاب الكردية ستحرك الشارع الكردي قريبا بشكل فعال بعد أن خابت الوعود التي وعدوا بها بأن النظام سيعلن عن الاعتراف بالهوية القومية للشعب الكردي، ورفع الحظر عن اللغة والثقافة الكردية».