أشكنازي لا يستبعد المنافسة على رئاسة الحكومة في إسرائيل

انتقد داغان ويقول إن القادة الجدد للأجهزة العسكرية قادرون على معارضة خطة نتنياهو للهجوم على إيران

عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني يمر عبر حاجز للجيش الإسرائيلي جنوب الخليل في الضفة الغربية بعد إطلاق سراحه (إ.ب.أ)
TT

في الوقت الذي يدير فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حربا انتقامية ضد رئيس جهاز «الموساد» السابق، مائير داغان الذي وصفه برئيس حكومة صفيق مغامر، ألقى رئيس أركان الجيش السابق، غابي أشكنازي، في وجهه «قنبلة سياسية» جديدة؛ إذ أعلن أنه لا يستبعد خوض غمار السياسة الإسرائيلية بعد أن تنتهي عنه فترة الحجر القانونية ومدتها ثلاث سنوات.

وقال أشكنازي، ردا على سؤال: هل ستدخل عالم السياسة؟ إن كل شيء وارد وكل الخيارات مفتوحة.

وكان نتنياهو مع وزير دفاعه، إيهود باراك، قد رفضا تمديد فترة أشكنازي في رئاسة الأركان، وحاولا المساس بكرامته وإهانته لأنهما تخوفا من تمتعه بشعبية كبيرة قد تؤدي إلى تغلبه عليهما. ونجحا في تعديل قانون الانتخابات بحيث يحتاج القائد العسكري المسرح إلى مضي 3 سنوات حجر حتى يستطيع التنافس على منصب سياسي. وبهذا أصبح على أشكنازي أن ينتظر حتى سنة 2013 لكي يستطيع التنافس. وإعلانه الأخير أنه لا يستبعد خوض غمار السياسة، أكد عمليا شكوك نتنياهو وباراك حوله.

المعروف أن القادة السياسيين في إسرائيل، اليوم، ينظرون بريب وشك إلى الجنرالات الذين قادوا ويقودون الأجهزة العسكرية والأمنية. فهؤلاء العسكريون لا يخفون استهتارهم بهم وشعورهم بأن إسرائيل تعاني اليوم من أزمة قيادة حقيقية. وقد عبر عن ذلك بصراحة فظة الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، مائير داغان، الذي وصف القادة السياسيين بأنهم أغبياء، وكشف أن نتنياهو وباراك مسنودان بدعم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ويخططان لهجوم عسكري مغامر على إيران. وحذر من أن مثل هذا الهجوم سيؤدي إلى نشوب حرب شاملة في المنطقة، قد تتغلب إسرائيل فيها ولكنها ستكلفها ثمنا باهظا جدا من دون أن تحقق أي ربح. و«في أحسن الأحوال ستؤدي إلى تأخير المشروع النووي الإيراني ولكنها لن تؤدي إلى إلغائه»، كما قال.

ولمح داغان في حينه إلى أن القادة الجدد للجيش والمخابرات إسرائيلية ليسوا أقوياء الشخصية لدرجة صد مخطط هجوم كهذا يقرره الثلاثي نتنياهو - باراك - ليبرمان.

وقد رد نتنياهو ومساعدوه على داغان بهجوم كاسح، وقالوا إنه بهذه الطريقة، يبدأ مشروعا للتنافس على مركز سياسي، ولمحوا إلى أنه يخدم بذلك مصالح أجنبية. وأمس كشف النقاب عن أن نتنياهو سحب جواز السفر الدبلوماسي الذي يحمله داغان، وعندما طلب داغان أن يحتفظ بالجواز فقط لعدة أشهر حتى يتمكن من إنهاء أمور ملحة تتعلق بمستقبل حياته، رفض نتنياهو الطلب بإصرار.

ولكن أشكنازي كان أكثر حذرا من داغان، وفي حديثه خلال لقاء جرى في تورنتو بكندا لجمع تبرعات لجمعية إسرائيلية، امتنع عن توجيه انتقادات للقيادة السياسية، وتكلم بأسلوب معتدل عن خلافاته معها، وقال إنه «يجب أن نمنع وضعا ينطوي على إمكانية وجود فقاعة نووية فوق إسرائيل»، إلا أنه أضاف أن ذلك لا يعني أن الخيار العسكري هو الأفضل. وقال إنه لا مجال لإبداء الرأي بشأن ما إذا كان المطلوب هو الهجوم على إيران أو خيار آخر، مشيرا إلى أن هناك نقاشات وخلافات بهذا الشأن يجب أن تبقى داخل الغرف المغلقة وليس خارجها. وقالت صحيفة «معاريف»، التي أوردت النبأ، إن أشكنازي لم يقبل كلام داغان بأنهما مع رئيس المخابرات، يوفال ديسكين، منعوا نتنياهو وباراك من تنفيذ هجوم عسكري على إيران، وأن القادة الحاليين للأجهزة الثلاثة لن يستطيعوا منعهما، وقال إن «المسؤولين الأمنيين الجدد لن يترددوا في التعبير عن رأيهم». وفي الشأن الإيراني، قال أشكنازي إنه على إسرائيل أن تعمل مع الأطراف الدولية لتشديد العقوبات الدولية على إيران، وإن الخيار العسكري يجب أن يظل على الطاولة ولكن كخيار أخير.

وأدلى أشكنازي بآراء سياسية في مختلف القضايا، كأي قائد سياسي ناشئ ينوي تعريف المواطنين على آرائه وينتقد منافسيه بطريقة غير مباشرة. فقال في الشأن الفلسطيني إنه على إسرائيل أن تعرض مبادرة سياسية لا أن يقتصر نشاطها على ردود الفعل، وإنه في نهاية المطاف سيكون هناك دولة فلسطينية ولا يمكن منع ذلك، إلا أن ذلك يجب أن يتم بالتنسيق وليس بالصراع. وقال أيضا، إنه في ظروف معينة يمكن تأييد إقامة دولة فلسطينية والاعتراف بها. وبحسبه، فإن السبيل الأفضل لوقف المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل هو بالمفاوضات.

وفي حديثه عن «ربيع الشعوب العربية والثورات في الشرق الأوسط»، قال أشكنازي: «يجب الانتباه إلى أنه لم يحدث تغيير حقيقي لأنظمة الحكم في المنطقة، وما جرى هو استبدال حكام فقط. وأن الحديث عن عملية تستغرق وقتا طويلا، وهذه فترة من عدم الوضوح وعدم الاستقرار في المنطقة كلها.. لن ينتهي ذلك في السنتين القريبتين، ويجب متابعة التطورات».