متظاهرون أمام السفارة في تل أبيب: أوباما عنصري ضد اليهود

يتهمونه بالعنصرية ويطالبونه: لا تكن وحشيا

TT

بالشتائم الشخصية والعنصرية، تفوه عشرات اليمينيين اليهود ضد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بسبب رفضه إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي، جونتان بولارد، المدان بتهمة نقل معلومات أمنية خطيرة من وزارة الدفاع الأميركية إلى إسرائيل.

وقد اتسع نطاق الهبة ضد أوباما، مع وفاة والد بولارد وامتناع البيت الأبيض عن إطلاق سراحه لبضع ساعات تستغرقها الجنازة. فتوجه ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى البيت الأبيض بشكل رسمي يطلب إطلاق سراح بولارد ليشارك في الجنازة. وراح قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة يمارسون الضغوط على الإدارة الأميركية في الاتجاه نفسه. وتوجه السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل أورن، برسالة رسمية يطلب فيها إصدار العفو عن بولارد. وتوجهت زوجته، التي أصبحت مواطنة إسرائيلية، برسالة رجاء إلى أوباما.

المعروف أن بولارد كان موظفا في وزارة الدفاع الأميركية. وقد جنده «الموساد» لخدمته قبل نحو ربع قرن، فراح يسرب آلاف الوثائق السرية، وبينها وثائق عن النشاط الإيراني للتسلح النووي. وتم ضبطه يومها وقدم إلى المحاكمة وحكم عليه بالسجن المؤبد. وعوقبت إسرائيل، يومها، بتقليص التعاون الأمني معها. ومع أن الحكومة الإسرائيلية لم تعترف يوما بشكل رسمي بأنها جندته، فإن ضابط الموساد، رافي ايتان، الذي أصبح فيما بعد وزيرا في الحكومة روى العديد من اعترافات عن بولارد ودوره في خدمة الأمن الإسرائيلي.

وتدير عائلة بولارد، طيلة 26 عاما، معركة من أجل أن تعترف إسرائيل به رسميا وتعتبره عميلا لها وتطالب بإطلاق سراحه، لكن أيا من رؤساء الحكومات الإسرائيلية لم يقدم على خطوة كهذه. وعندما كانوا يطرحون مطلبا بإطلاق سراحه، كان حديثهم يقتصر على الجوانب الإنسانية. وقد وجه مكتب نتنياهو أول رسالة رسمية بشأن بولارد، قبل أسبوعين، يطلب فيها السماح له بزيارة والده المريض. لكن البيت الأبيض لم يرد على الرسالة. وتوفي والد بولارد أول من أمس، عن عمر يناهز الخامسة والتسعين (95 عاما)، فجاءت الرسالة الثانية تطالب بأن يشارك في الجنازة، المفترض إجراؤها أمس (منتصف الليلة الماضية حسب توقيت غرينتش).

وانطلقت الليلة قبل الماضية مظاهرة بمشاركة العشرات من اليهود اليمينيين، بينهم عضو الكنيست أوري هرئيل من المعارضة اليمينية. فتحول احتجاجهم إلى مظاهرة عدائية حاقدة على أوباما. فقارنوا بينه وبين الاتحاد السوفياتي السابق الذي اعتقل فيه نشطاء الحركة الصهيونية وأصبحوا يعرفون باسم «أسرى صهيون». وفي تل أبيب ارتفعت شعارات تقول: «أسرى صهيون في أميركا» و«أوباما لا تكن متوحشا» و«أوباما أين الخجل». وهتفوا: «أوباما عنصري ضد اليهود». ورفعوا صور عدد من قادة المخابرات الأميركية والسياسيين السابقين الذين أعربوا عن تأييدهم لإطلاق سراح بولارد. وأعلن عدد من نواب اليمين في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أنهم لن يلبوا دعوة السفارة الأميركية في تل أبيب للمشاركة في الاحتفال الوطني هذه السنة.