أوباما يبحث الانسحاب المبكر من أفغانستان وسط استعدادات لنقل السلطات الأمنية

كلينتون أمام مجلس الشيوخ يوم الخميس للدفاع عن سياسات الإدارة الأميركية

TT

واشنطن: مينا العريبي يبحث الرئيس الأميركي باراك أوباما الانسحاب المبكر من أفغانستان في وقت تعمل الإدارة الأميركية على حل سياسي للحرب الأفغانية التي تدخل عامها العاشر هذا الخريف. وبينما يؤكد البيت الأبيض أن أوباما ملتزم ببدء الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من أفغانستان في يوليو (تموز) المقبل، من غير المتوقع أن تكون أعداد القوات الأميركية المنسحبة كبيرة. ولكن الأمر الذي يهدف إليه البيت الأبيض هو التوصل إلى آلية لسحب تدريجي خلال الأشهر المقبلة وبشكل متصاعد خلال عام 2012.

والتقى أوباما أمس نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لبحث التطورات في أفغانستان وباكستان والاستعداد لاجتماع موسع مرتقب لكبار المسؤولين الأميركيين للإعداد إلى خطة حول بدء الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من أفغانستان. ويتزامن ذلك مع بدء عملية نقل السلطات الأمنية لقوات أفغانية في عدد من المناطق الأفغانية في أول عملية من نوعها من قبل القوات الأميركية في أفغانستان. وكان أوباما قد تعهد ببدء سحب القوات الأميركية بحلول يوليو، بينما أعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي عزمه تولي القوات الأفغانية المسؤولية الأمنية في بلادها بحلول عام 2014. إلا أن أوباما لم يتوصل إلى قرار بعد حول عدد القوات الأميركية التي ستسحب من أفغانستان أو الفترة الزمنية المحددة لها.وهناك ترقب حول تقييم قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس للأوضاع في أفغانستان قبل اتخاذ أوباما قراره. وأفادت مجلة «ناشيونال جورنال» الأميركية بأن الجنرال بترايوس سيصادق على إعلان من الرئيس الأميركي بسحب 30 ألف جندي أميركي بحلول نهاية 2012. ويذكر أن عند توليه الرئاسة، راجع أوباما الملف الأفغاني وأعلن إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان ضمن جهود تهدئة الأوضاع هناك. وأوضحت المجلة الأميركية مصادر مقربة من بترايوس، أن القائد العسكري يريد سحب نحو 5 آلاف جندي أميركي من أفغانستان بحلول العام الحالي و5 آلاف آخرين بحلول ربيع العام المقبل. ويذكر أن الحرب في أفغانستان ستكون محور نقاش ونزاع خلال العام المقبل مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 مما يجعل أوباما حريصا على تحقيق انسحاب جزئي من أفغانستان. وعلى بترايوس تقديم تقييمه العسكري في أفغانستان قبل أن يترك مهامه هناك ويتولى منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه».

ويذكر أن أوباما يجري عددا من الاجتماعات لبحث الأوضاع في أفغانستان مع المسؤولين الأميركيين، وعلى رأسهم وزير الدفاع روبرت غيتس الذي ينهي مهامه نهاية الشهر الجاري. وامتنع الناطق باسم البيت الأبيض جي كارني عن تحديد أي تفاصيل حول قرار أوباما، مكتفيا بالقول: «المناقشات تستمر، الرئيس يتشاور مع أعضاء من فريقه الأمني، وسيكون لديه قرار قريبا».

ويأتي ذلك في وقت أقرت الولايات المتحدة بأنها بدأت محادثات مع عناصر من طالبان بعد أيام من موافقة مجلس الأمن على تعديل العقوبات التي تستهدف عناصر طالبان وتنظيم القاعدة. ومن المرتقب أن تواجه كلينتون أسئلة كثيرة عن تلك المحادثات من قبل لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي يوم الخميس المقبل حيث تقدم شهادة أمام اللجنة. وفي جلسة تحمل عنوان «تقييم الأهداف والتقدم في أفغانستان وباكستان»، ستقدم كلينتون عرضا على الأوضاع الأمنية والسياسية في أفغانستان بالإضافة إلى العلاقات مع كابل وإسلام آباد.