طائرات «درون» تعجل الانسحاب من أفغانستان

بسبب تطورات تكنولوجية

TT

قالت مصادر إخبارية أميركية إن تقارير استخباراتية رفعت مؤخرا إلى الرئيس باراك أوباما من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) والاستخبارات العسكرية (دي آي إيه) عن تطورات تكنولوجية في طائرة «درون» (طائرة من دون طيار) يمكن أن تعجل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، أو تخفض حجمها هناك. وقالت المصادر إن التكنولوجيا الجديدة تسمح للقوات الأميركية، بدلا من الانتشار في كل أفغانستان، بأن تتمركز في قواعد عسكرية ثم تراقب وتضرب قوات طالبان.

وأشارت المصادر إلى أن اختبارات وتدريبات تجري في قواعد عسكرية داخل الولايات المتحدة، قبل نقل التكنولوجيا الجديدة إلى أفغانستان، مثل قاعدة «رايت باترسون» الجوية (ولاية أوهايو). ويطلق العسكريون والفنيون على هذه الأنواع الجديدة أسماء مثل: «الصقر»، و«الذبابة». وكلها تقدر على التحليق فوق مواقع الأعداء، وإرسال صور إلى القواعد العسكرية. ويقدر بعضها على إطلاق صواريخ نحو هذه المواقع. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» على لسان غريغ باركر، تكنولوجي في القاعدة العسكرية، قوله وهو يحمل صقرا ميكانيكيا: «نستفيد من السلوك الطبيعي لهذه الحيوانات (مثل الصقر والذبابة) ونستفيد من طرق تحليقها ورؤيتها. نحن نريد أن ننظر إلى الأعداء في وضح النهار». وأضاف: «في المستقبل، يمكن أن يقدر هذا الصقر، ليس فقط على التجسس، ولكن أيضا على القتل».

وقال مراقبون في واشنطن إن تكنولوجيا «درون» (طائرة من دون طيار)، و«بوست درون» (ما بعدها) ازدهرت بعد غزو أفغانستان والعراق. وتقول معلومات إن القوات الأميركية تستعمل في الوقت الحاضر 7 آلاف طائرة وبالون إلكتروني، وإنها كانت تملك 50 فقط قبل هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001. وكان روبرت غيتس، وزير الدفاع الذي سيتقاعد هذا الشهر، قال، في آخر خطاب أمام الكونغرس، إن التكنولوجيا الجديدة للتجسس والقتل من الجو «ستوفر أرواحا أميركية كثيرة». وأضاف: «على المدى البعيد ستوفر أموالا طائلة أيضا، رغم أن الأبحاث فيها حاليا تكلف كثيرا». وقال إن من نتائج هذه التطورات التكنولوجية انخفاض الطائرات العسكرية التي يقودها طيارون، مما يقلل من المخاطر التي يتعرض لها الطيارون. هذا بالإضافة إلى أن قدرة هذه التكنولوجيا على التجسس والقتل، في الوقت نفسه، تخفض الميزانية العسكرية. وأضاف أن البنتاغون، في السنة الماضية، درب طيارين أقل بالمقارنة مع تدريب طيارين «ريموت» (الذين يوجهون الطائرات الإلكترونية من قواعد عسكرية في الولايات المتحدة)، وأن البنتاغون يوفر كثيرا بتدريب هؤلاء بدلا من تدريب طيارين لطائرات تجسس، ثم طيارين لطائرات مقاتلة.

وفي خطابه أمام الكونغرس، طلب غيتس اعتماد 5 مليارات دولار لتكنولوجيا «درون».

وقال أشتون كارتر، مدير المشتريات في البنتاغون، عن التكنولوجيا الجديدة: «هذه سوق رائجة وسوف تنمو».

وقال بيتر سنغار، خبير في معهد «بروكنغز» بواشنطن، ومؤلف كتاب «ويارد فور وو» (تكنولوجيا للحرب): «بحلول عام 2030، ستكون هناك تكنولوجيا من قصص الخيال العلمي. ستكون هناك (ذبابة جاسوسة)، مزودة بأجهزة استشعار للكشف عن الأعداء، وعن الأسلحة النووية، أو الضحايا تحت الأنقاض».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن قتل أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، شهد نوعا جديدا من التكنولوجيا العسكرية. وذلك لأن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) تجسست على مجمع بن لادن في باكستان عن طريق صور فيديو مباشرة من طائرات «درون» (دون طيار) من نوع «ستيلث» (لا يكشفها رادار). وتشبه الطائرة الوطواط بسبب طول جناحيها وقدرتها على الطيران، والتجسس، في الظلام. وتسمى «وحش قندهار» لأن الصحافيين شاهدوها أول مرة على مدرج هبوط الطائرات في مطار قندهار، في أفغانستان. واستعملت القوات الخاصة التي قتلت بن لادن طائرات هليكوبتر من نوع «ستيلث» أيضا.