«المؤتمر الإسلامي» تسوق أفكارا لحل الأزمة الليبية

بينما يبحث وزراء خارجية الدول الإسلامية في كازاخستان مواضيع «قمة شرم الشيخ» المؤجلة

أمين منظمة المؤتمر الإسلامي خلال لقاء رئيس المفوضية الأوروبية في بروكسل
TT

علمت «الشرق الأوسط» بأن وفدا سياسيا من منظمة المؤتمر الإسلامي سيقوم اليوم بزيارة لكل من طرابلس وبنغازي، في مسعى يأتي بعد 5 أشهر من نشوب الأزمة الليبية.

وتأتي هذه الزيارة في وقت كان قد طرح فيه أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أفكارا على الجانب الأوروبي في ما يتعلق بالمسألة الليبية، خلال زيارته لبعض دول القارة مؤخرا.

وتستبق منظمة المؤتمر الإسلامي بهذه الزيارة انعقاد مؤتمر وزارة خارجية الدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة، الذي ستحتضنه العاصمة الكازاخستانية أستانة في 28 يونيو (حزيران) الحالي، الذي أحيلت إليه كل ملفات القمة الإسلامية التي كان يفترض انعقادها في شرم الشيخ، وتم تأجيلها بطلب مصري، نتيجة تردي الأوضاع بعد ثورة 25 يناير.

وقالت مصادر مطلعة في منظمة المؤتمر الإسلامي لـ«الشرق الأوسط» إن وفدا سياسيا من المنظمة سيبدأ اليوم زيارة لكل من طرابلس العاصمة وبنغازي التي يسيطر عليها الثوار الليبيون، من أجل بحث الأزمة الراهنة في ليبيا، دون أن تعطي المصادر مزيدا من التفاصيل حول ما إذا كان الوفد سيلتقي بالعقيد معمر القذافي أو لا.

وفي جولته الأوروبية الأسبوع الماضي طرح إحسان أوغلي خلال لقاءاته مع ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ووزير خارجيته ويليام هيغ، والمبعوث البريطاني لدى أفغانستان وباكستان شيرارد كوبر كولز، أفكارا حول المسألة الليبية، حيث يتوقع أن تكون هذه الأفكار التي بحثها مع الأوروبيين محور زيارة وفد المنظمة للأراضي الليبية.

ويأتي ذلك بينما تنطلق أعمال مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي في العاصمة الكازاخية أستانة في الفترة ما بين 28 - 30 يونيو الحالي.

وسيبحث مؤتمر وزارة خارجية العالم الإسلامي في القضايا الفلسطينية والليبية والأفغانية. وقال أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر يتسم بأهمية خاصة لعدة عوامل، يتصدرها انعقاده وسط التطورات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في أكثر من بلد عربي عضو في المنظمة.

وأضاف أن «الموقع الجغرافي والدور السياسي المحوري لكازاخستان يضفيان زخما إلى المباحثات التي ستجري حول أفغانستان وقضايا آسيا الوسطى بشكل عام».

ويشير أوغلي إلى أن أهمية مؤتمر أستانة تنطلق «باعتباره أكبر وأقرب مؤتمر رسمي لمجموعة دولية تناصر إعلان دولة فلسطينية في الجمعية العامة بالأمم المتحدة، سوف يشكل رسالة قوية وداعمة للمسعى الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة»، مشيرا إلى أن «تأجيل عقد القمة الإسلامية الثانية عشرة في شرم الشيخ بطلب مصري قد أدى إلى تحويل ملفاتها إلى اجتماع وزراء الخارجية في كازاخستان».

وكان أوغلي قد قام بجولة أوروبية بحث خلالها مسائل كثيرة، أبرزها مواضيع الإسلاموفوبيا وازدراء الأديان، وقد أبدى الجانب البريطاني خلال زيارة أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي إلى لندن اهتماما غير مسبوق بتطوير العلاقات مع المنظمة من خلال إنشاء آلية دائمة للحوار بين الجانبين.

وفي سياق متصل بحث إحسان أوغلي الشأن الأفغاني في لقاءاته مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، ورئيس المجلس الأوروبي، وعدد من المسؤولين الرفيعين في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى قضايا حقوق الإنسان، والحكم الرشيد وإنفاذ القانون، وغيرها من الملفات التي تتقاطع مع الاتحاد الأوروبي الذي أبدى بدوره رغبة كبيرة في تعميق التعاون مع العالم الإسلامي، كما اتفق الجانبان على التنسيق المشترك من أجل تنفيذ مشروعات في مجالات التنمية للدول الأعضاء الأقل نموا في المنظمة، طبقا للمنظمة.

ومن المرتقب أن يشهد مقر المنظمة في الفترة المقبلة زيارة وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، بالإضافة إلى مباحثات سوف تجريها الأمانة العامة للمؤتمر الإسلامي مع الحكومة الفرنسية.