كيري: التقدم الديمقراطي في مصر سيستغرق جيلا بأكمله

شدد على ضرورة الدعم الأميركي لمصر خلال الفترة الانتقالية الحالية

TT

شدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية لدى مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الأميركي جون كيري أمس على ضرورة الدعم الأميركي لمصر خلال الفترة الانتقالية الحالية، مؤكدا على الدعم السياسي والاقتصادي. وأضاف أن التغييرات في مصر سيكون لديها آثار على المدى البعيد، قائلا: «تعزيز التقديم الديمقراطي ومواجهة التحديات الاقتصادية في مصر سيستغرق جيلا بأكمله». وجاءت تصريحات كيري خلال جلسة استماع للمصادقة على ترشيح السفيرة الأميركية أن باترسون لتصبح السفيرة الأميركية في القاهرة. ومن جهتها، تحدثت باترسون عن أهمية مصر في رسم السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، معتبرة أن على «الشعب المصري تحديد مساره» إلى الديمقراطية.

وقال السيناتور الأميركي النافذ بأن «مصر تعتبر تاريخيا مولدة الأفكار الأهم في المنطقة، وهي الآن في مقدمة نهضة عربية، وطريقة معالجة مصر لانتقالها من الديكتاتورية إلى الديمقراطية وطريقة إعادة تأسيس اقتصادها سيؤثر على 80 مليون مواطن مصري والملايين حول المنطقة».

وركز كيري في تصريحاته على الجانب الاقتصادي وضرورة مواجهة البطالة بين الشباب المصري. ويتوجه كيري إلى القاهرة نهاية هذا الأسبوع مع الرئيس التنفيذي لشركة «جنرال اليكتريك» جيف ايملت وعدد من رؤساء الشركات الأميركية بهدف دعم القطاع الخاص المصري. وأضاف أنه سيزور الدوحة أيضا لبحث التطورات في مصر، لافتا إلى أمله بأن يتم الإعلان عن تعاون مالي مع قطر لمساعدة مصر. وامتنع كيري عن الإعلان عن المزيد من التفاصيل من شكل التعاون مع قطر، إلا أنه من المتوقع أن تشهد زيارته الإعلان عن مساعدات تخص دعم الشراكة مع القطاع الخاص لدعم الاقتصاد المصري. ومن بين الأولويات التي حددها كيري في تصريحاته حول مستقبل مصر كانت أهمية «بناء نظام سياسي ديمقراطي ومتسامح»، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون «الانتخابات حرة ومراقبة، وعلى الحكومة المصرية أن تكون أكثر شفافة ومتجاوبة مع متطلبات المواطنين». وتابع: «ما زالت هناك أسئلة حول دور الأحزاب الدينية في السياسة المصرية واستقرار العلاقات بين المسلمين والمسيحيين ومستقبل طريقة تعامل مصر مع إسرائيل».

وكانت النقطة الأخيرة، العلاقات مع إسرائيل، محور أسئلة غالبية أعضاء اللجنة في الكونغرس لباترسون حول الأوضاع في مصر. وأكدت باترسون تكرارا أن «الحكومة المصرية أكدت التزامها بالسلام مع إسرائيل، وليس من مصلحة مصر الدخول في مواجهة مع إسرائيل». وأضافت باترسون، وهي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى باكستان، أن «مصر أساس سياستنا تجاه المنطقة»، معتبرة أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل النبتة التي تعتمد عليها تلك السياسة. وتابعت: «لا يوجد أمر أهم بالنسبة لنا من السلام الإقليمي وسلام مصر مع إسرائيل». وطالبت باترسون بتقديم المساعدات البعيدة الأمد لمصر، لافتة إلى أن التركيز الحالي على دعم الديمقراطية والحكم الرشيد في مصر، بالإضافة إلى نمو القطاع الخاص. وحذرت باترسون من أن «التوقعات من الحكومة المصرية ستكون اعلي من التوقعات المنطقية»، لافتة إلى أهمية دعم الحكومة في معالجة تلك التوقعات. وشارك في الجزء الثاني من الجلسة أمام لجنة العلاقات الخارجية كل من المرشح لمنصب السفير الأميركي لدى الإمارات العربية المتحدة مايكل كوربن والمرشحة لمنصب السفير لدى قطر سوزان زيادة والمرشح لمنصب السفير لدى الكويت ماثيو تولير. ومن المرتقب أن يصادق مجلس الشيوخ على السفراء الأربعة الذين سيشكلون طاقما جديدا من السفراء في الشرق الأوسط بعد التغييرات الأخيرة التي طرأت على المنطقة. ومن جهة أخرى، قدم كيري مع السيناتور الجمهوري جون كيري مشروع قرار إلى الكونغرس يمنح الرئيس الأميركي باراك أوباما الموافقة لمواصلة العمليات العسكرية في ليبيا. وذلك يأتي بعد 3 أسابيع من التوتر بين الكونغرس والبيت الأبيض حول صلاحيات الرئيس الأميركي للموافقة على المشاركة الأميركية في عمليات حلف الشمال الأطلسي «الناتو» في ليبيا، من دون تفويض الكونغرس. وبعد أن قدم عدد من أعضاء مجلس النواب الأميركي دعوى ضد أوباما في 15 يونيو (حزيران) الجاري، بسبب تجاوز الحرب مدة الـ60 يوما الممنوحة للرئيس الأميركي بتفويض عمليات عسكرية من دون مصادقة الكونغرس، بات أوباما يواجه ضغوط متصاعدة من مجلس النواب.

ولكن في حال تمت المصادقة على مشروع القرار الذي قدمه كيري وماكين، سيحصل أوباما على تفويض يسمح بالمشاركة الأميركية في العمليات العسكرية في ليبيا لمدة عام. كما يوضح مشروع القرار عدم الرغبة على إرسال قوات أميركية إلى ليبيا، الأمر الذي قال أوباما بأنه يعارضه أساسا. ومن غير الواضح بعد إذا سيحصل مشروع القرار على الدعم المطلوب لإنهاء الجدال الداخلي المحتدم في الولايات المتحدة حول هذه القضية.