زيباري يبحث في طهران التعاون الثنائي.. ويؤكد: ترسيم الحدود يمضي قدما

إيران تستأنف قصفها المدفعي لأراضي إقليم كردستان

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيره الإيراني علي أكبر صالحي يبتسمان وهما يحضران اجتماعا رسميا في طهران أمس (رويترز)
TT

قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا رحيمي سيزور بغداد في السادس من الشهر المقبل لحضور اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي المشترك بين إيران والعراق. وأضاف صالحي في مؤتمر صحافي مشترك عقده في طهران أمس مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، أنه بحث مع وزير الخارجية العراقي القضايا الثنائية والإقليمية.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن مندوبين عن عدد من الشركات الإيرانية المهمة سترافق النائب الأول لرئيس الجمهورية في زيارته إلى العراق. وحسب وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية الرسمية (إرنا)، تطرق صالحي إلى أنشطة اللجان الفنية بين البلدين لوضع العلامات الحدودية، وقال إن أحد المواضيع التي طرحت في محادثات أمس وضع العلامات الحدودية البرية والبحرية بين البلدين، وإن الفرق الفنية بين البلدين تمكنت من وضع الجزء الأكبر من هذه العلامات. وصرح بأن وضع العلامات على الحدود الشمالية بين البلدين يمر بمراحله النهائية، موضحا: «إننا قررنا متابعة كل المواضيع بين البلدين بشكل جاد وإغلاق جميع الملفات السابقة». ووصف وزير الخارجية الإيراني العلاقات بين طهران وبغداد بالمميزة، وقال إن العلاقات الثقافية والشعبية بين البلدين على مستوى عالٍ ونسعى إلى المزيد من تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية.

وحسب الوكالة الإيرانية فإن زيباري عبر من جانبه عن ارتياحه لزيارة طهران، وقال إن مسؤولي الملفات المعنية بين البلدين حضروا اجتماع أمس «وأجرينا محادثات جيدة جدا». وأشار زيباري إلى ترسيم الحدود البرية والمائية بين إيران والعراق، واصفا هذا الموضوع بالإنجاز الكبير، وقال إن ترسيم الخط الحدودي يتم بشكل جيد وعلى أساس المبادئ التي يؤمن بها البلدان، ومن دون ضجة سياسة، وهذا الموضوع سيخدم المصالح المشتركة للبلدين. وأشار زيباري إلى المشاورات التي جرت بين الجانبين بخصوص التطورات في المنطقة، وقال إن زيارته لطهران تهدف إلى استمرار المشاورات السابقة. وصرح بأن العراق ينتظر زيارة النائب الأول للرئيس الإيراني، منوها بالاتفاقيات التي سيوقعها البلدان خلال زيارة ‌رحيمي إلى بغداد، والتي تشمل منع الازدواج الضريبي والتعاون الجمركي وتشجيع ودعم الاستثمارات المشتركة والتعاون الاقتصادي والتجاري. وقال وزير الخارجية العراقي إن اتفاقيات أخرى قيد الإعداد وتهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية‌ بين البلدين. وأشار زيباري إلى زيارة أعداد كبيرة من الزوار الإيرانيين إلى العراق، موضحا أن الحكومة العراقية ستوفر المزيد من التسهيلات للزوار الإيرانيين في العراق.

وبالتزامن مع زيارة زيباري لطهران، عاود الجيش الإيراني قصفه المدفعي لمناطق حدودية بإقليم كردستان العراق بعد أيام من مقتل سبعة من قوات الباسيج أثناء عملية استبدال حراس المخافر الحدودية بحدود ناحية حاج عمران التابعة لقضاء جومان بمحافظة أربيل. وتركز القصف الذي بدأ صباح أمس واستمر إلى ما بعد الظهر على مناطق بردوناز وبيرلوك وسفح جبل كودو الذي سبق للجيش الإيراني أن دخله العام الماضي لبناء عدد من المخافر الحدودية الإيرانية فيها لمراقبة تحركات حزب بيجاك الكردي المعارض. وفي اتصال مع قائمقام قضاء جومان عبد الواحد كواني أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المدفعية الإيرانية وبعد توقف دام عدة أشهر عاودت يوم أمس قصفها المدفعي لمناطق الحدود التابعة للقضاء، وهي مناطق يستخدمها سكان المنطقة كمراعٍ لمواشيهم في مثل هذا الفصل من السنة، ما أدى إلى انتقال الرعاة بمواشيهم إلى مناطق أكثر أمنا جنوب تلك المنطقة». وأكد كواني عدم وقوع أية خسائر بشرية جراء معاودة القصف، لكنه أشار إلى أضرار وقعت ببساتين ومزارع الفلاحين هناك.