انقسام لبناني حول قراءة خطاب الأسد

قوى «14 آذار» ترى أنه لتمرير الوقت.. والأكثرية الجديدة تعتبر أنه أثمر نتائج ممتازة

وليد سكرية وخالد الضاهر
TT

اعتبر عضو كتلة حزب الله النيابية وليد سكرية أنه «لا يمكن فصل خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير عن المظاهرات المؤيدة للنظام التي عمت سوريا أمس دعما لمسيرة الإصلاح التي أطلقها الأسد»، لافتا إلى أنه «رسم توجهات الحكم لإصلاح النظام من دون أن يقوم بانقلاب عسكري على نظامه من خلال إصدار قرارات جمهورية فورية.» وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، رأى سكرية أن «خطاب الأسد أثمر مباشرة نتائج ممتازة لجهة مواجهة الفتنة ومنع الحرب الطائفية وتفتيت سوريا» مشيرا إلى أن «المظاهرات المؤيدة أمس أكدت أن معظم الشعب السوري متجاوب مع توجهات الرئيس لنقل سوريا إلى موقع جديد»، وأضاف: «لكن هناك من لا يعنيهم الإصلاح، وكل ما يسعون إليه هو إسقاط النظام، ولي ذراع سوريا خدمة لمشاريع خارجية، وأبرزها تغيير سياسة النظام السوري تجاه العدو الإسرائيلي.» في المقابل، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية خالد الضاهر، أن «خروج السوريين وبأعداد هائلة مباشرة بعد انتهاء خطاب الأسد إشارة واضحة إلى أن الأخير لم يتقدم أي خطوة باتجاه تلبية مطالب الشعب»، واصفا الخطاب بـ«التمويهي الذي يحاول تمرير الوقت»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «على الأسد أن يقتنع أن الحل الأمني لم يعد مجديا وأن للشعب مطالب سياسية وليس فقط اقتصادية، هو يتعاطى مع القضية باعتبارها قضية ثانوية» متسائلا: «كيف يدعو للحوار ولا خارطة طريق لحل المشكلة الأساسية؟ كيف يتحدث عن انتخابات بعد شهرين ولا قانون أو دستور جديدا؟».

إلى ذلك، شدد الوزير عن «الحزب السوري القومي الاجتماعي» علي قانصو، على أن «لبنان سيقف ضد أي عقوبات على سوريا، فنحن لم (نبلع) حتى الآن وقوفه على الحياد في فرض العقوبات على إيران»، لافتا إلى أنه «سيكون هناك موقف حاسم واضح قاطع في مجلس الأمن ضد العقوبات على سوريا، لأنها عقوبات ظالمة ذات أهداف سياسية، ونحن نرفضها.» واعتبر قانصو أن «سياسة الحزم مطلوبة في سوريا، لأن الاستقرار هو قاعدة مشروع الدولة»، متسائلا: «هل يمكن أن تقوم الدولة في ظل أمن مضطرب، وفي ظل عصابات تستبيح مؤسسات الدولة»، مشددا على أن «مشروع الدولة يكون ناقصا عندما لا تضبط السلطة الشارع بشكل يثبت الأمن والاستقرار»، معربا عن اعتقاده بأن «الرئيس بشار الأسد سيتبع سياسة الأمن والاستقرار بحزم أكثر بعد الخطاب الذي أدلى به أول من أمس».

ورأى رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان أن «الرئيس الأسد يثبت في كل يوم أنه قادر على أن يستولد من الأزمة فرصة»، مشيرا إلى أن «هذه الفرصة سوف تكون ركيزة الممانعة في وجه مخطط تقسيم سوريا وبالتالي المنطقة».

وإذ أشار إلى أن «الشعب السوري يقف مرة أخرى إلى جانب رئيسه، ويوجه رسالة إلى المعنيين بهذا المخطط الشرس»، شدد أرسلان على أن «سوريا لا تقسم، لأن لا قسمة بين الرئيس وشعبه، فهم موحدون حول المصلحة الوطنية العليا، ولا يفرق بينهما أحد».

وفي مواقف قوى «14 آذار» من الملف السوري، أكد عضو تكتل «لبنان أولا» النائب جان أوغاسبيان أن «الوضع في سوريا لم ينته بعد، فلا يجوز وضع كل الحركة الاعتراضية ضمن خانة العصابات والتعاطي معها بهذا الأسلوب»، لافتا من جهة ثانية إلى أن «للبنان مصلحة في الاستقرار بسوريا، كما أن له مصلحة بالديمقراطية في سوريا أيضا»، وقال: «ما يحصل في سوريا ليس منعزلا عما يحصل في المنطقة ككل، فسوريا ليست جزيرة».

بدوره، أبدى نائب رئيس حزب «الكتائب» سجعان قزي خشيته من «تفتيت» سوريا، مشددا في الوقت نفسه على أن «سوريا باتت بحاجة إلى تغيير» وأضاف: «نحن لسنا مع النظام ولسنا مع المعارضة، بل نحن مع الشعب السوري، وعندما نقول بالعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا، فإنما نتحدث عن العلاقة مع الشعب السوري» رافضا «مقولة أن أمن لبنان من أمن سوريا لأنها أثبتت عدم صحتها»، وقال: «طوال 30 عاما كان الأمن مستتبا في سوريا، في حين أن الواقع في لبنان لم يكن كذلك».