هل تصبح لندن مدينة للأثرياء فقط؟

منتقدو برامج الإصلاح: تقسيم المدينة إلى جيتوهات على النسق الأميركي

TT

بدأت الحكومة البريطانية التي يقودها المحافظون لأول مرة، تطبيق أكبر برنامج إصلاح منذ أربعينات القرن الماضي. ويستهدف هذا البرنامج النفقات المتضخمة في مدن مثل لندن، حيث تحصل القليل من الأسر على 160 ألف دولار سنويا، وذلك من أجل ضمان التنوع الاقتصادي وتوفير مساكن جيدة للفقراء في بعض الأحياء الراقية. لكن مع انخفاض الدعم، يحذر الأكاديميون من أثر جانبي خطير، هو إقصاء عدد كبير من الفقراء لم تشهده لندن منذ هدم العشوائيات، التي صورها ديكنز في رواياته في القرن التاسع عشر عن وسط لندن.

ويعد هذا التغير في سكان لندن من أوضح الأمثلة على المحاولة الجادة لخفض العجز في أنحاء أوروبا، التي يدور جدل حولها في واشنطن حاليا. على هذا الجانب من المحيط الأطلسي تعمل الدول، التي تعاني من عجز في السيولة النقدية، من اليونان إلى أيرلندا، والتي غرقت في الديون في أعقاب الكساد الكبير، على خفض ميزانية برامج الرعاية الاجتماعية، حيث لم يعد باستطاعتهم تحمل تلك التكاليف.

ويقول منتقدو هذا التوجه إن برامج الإصلاح قد تؤدي إلى حالة من الاستقطاب الطبقي في مدينة يبلغ تعداد سكانها 8.6 مليون نسمة، مما يؤدي في النهاية إلى تقسيم المدينة إلى جيتوهات على النسق الأميركي. يقول الخبراء إنه على مدى السنوات الأربع المقبلة، من المرجح أن تضطر 82 ألف أسرة فقيرة إلى الانتقال من شقق ذات إيجار مرتفع، في وسط لندن، إلى شقق ذات إيجارات أقل على أطراف المدينة أو أبعد من ذلك.