انفلات أمني على الحدود التونسية - الجزائرية

بعد أن هاجمت مجموعة من التجار مقرات جمارك تونس

TT

عرف المعبر الحدودي «بوشبكة» الرابط بين تونس والجزائر على مستوى مدينة تبسة الجزائرية الواقعة على بعد 600 كلم جنوب غربي تونس، الليلة قبل الماضية وصباح أمس انفلاتا أمنيا، حيث هاجمت مجموعة من التجار مقرات الجمارك التونسية، وتمكنت من القبض على ثمانية عناصر من الجمارك التونسية لاستعمالهم كرهائن قبل أن يقع إطلاق سراحهم.

وتطالب مجموعة كبيرة من الناشطين في مجال التجارة بين الحدود بإدخال البضائع بين تونس والجزائر دون مراقبة جمركية. ومنعت الجمارك التونسية العشرات منهم من دخول تونس، كما يوجد حتى الآن المئات من الأشخاص العالقين بالمعبر الحدودي. وقال الإعلامي التونسي الحبيب الميساوي، الموجود في المكان، إن الوضع قد يعرف تطورات خطيرة إذا لم يتم التعجيل بفتح نقاط الحدود بين البلدين، وخاصة المعبر المعروف باسم «الطالب العربي» المؤدي إلى ولاية (محافظة) الوادي الجزائرية، حتى يمتص جانبا من الضغط الحاصل على مستوى معبر «بوشبكة».

وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن الوضع قد يتطور خلال الفترات المقبلة خاصة بعد أن أصبح المئات من الجزائريين ممنوعين من دخول الجزائر عبر تلك النقطة الحدودية.

وكانت السلطات التونسية قد أقرت إجراءات استثنائية على المعبر الحدودي بوشبكة. وتطبق الجمارك التونسية، من ناحيتها، إجراءات تحفظية استثنائية عبر مركز الحدود «الطالب العربي» بولاية (محافظة) الوادي الواقعة في الجنوب الشرقي الجزائري. وانطلقت معاناة المهاجرين بين الطرفين منذ قرابة الشهرين حيث تمنع السلطات التونسية دخولهم الجزائر عبر المركز الحدودي الطالب العربي، بدعوى أن السلطات الجزائرية لا تسمح لهم بالعبور. إلا أن السلطات التونسية سمحت للجميع بالدخول عبر مركز بوشبكة في اتجاه مدينة تبسة الجزائرية. وأثر هذا الوضع الجديد على مئات العائلات والتجار المتنقلين بين الجانبين، وهو ما أدى إلى الانفلات الأمني.

وتنظر السلطات التونسية إلى الحدود الجزائرية بعين الريبة خاصة بعد دخول مجموعة إرهابية إلى ولاية (محافظة) القصرين، مما أدى إلى أن تصبح مدينة الروحية، التي تبعد قرابة 100 كلم عن الحدود، مسرحا لمواجهات مسلحة خلال النصف الأول من شهر مايو (أيار) الماضي، مما نتج عنه إصابة ثلاثة عسكريين توفي أحدهم وهو برتبة عقيد في الجيش التونسي والقضاء على عنصرين إرهابيين.