الأردن: معرض فني يدعم الاحتجاجات في سوريا يشرخ النقابات المهنية بين مؤيد ومعارض

جدل تطور إلى عراك بالأيدي.. وتمزيق صور حملت عنوان «الثورة السورية»

صورة من موقع أوغاريت الالكتروني لمحتجين يطالبون باسقاط النظام أثناء تعرضهم لإطلاق النار من قبل أجهزة الامن السورية في دير الزور أمس
TT

أحدث معرض «سوريا دماء تنزف» الذي بدأ فعالياته في مجمع النقابات المهنية، أمس، شرخا بين نقباء يؤيدون المعرض بصفته ضرورة لنصرة المدنيين في سوريا ومعارضين يرون في الحراك الشعبي السوري محاولات «للنيل من صمود سوريا».

وحول نقيب المهندسين الزراعيين عبد الهادي الفلاحات والمهندس عبد الله عبيدات ونقيب المحامين السابق صالح العرموطي حفل افتتاح المعرض إلى مهرجان خطابي أدانوا فيه مواقف النقابيين الرافضة للمعرض، وأكدوا ضرورة الانحياز للقيم الإنسانية والانتصار للشعوب المطالبة بالحرية والديمقراطية.

وأكد النقابيون المناصرون للمعرض أن قضية الحريات والديمقراطية لا تتجزأ، وأن المطالبة بها حق لجميع الشعوب، وأن احترام حرية الرأي والتعبير هي أيضا حق لجميع الشعوب بما فيها الشعب السوري. وقال نقيب المهندسين الزراعيين في كلمة في الحفل، إن «الحرية والعدالة لا يمكن أن تتجزأ أو تخضع لمعايير واعتبارات مختلفة».

وحول الخلاف بين النقابيين على إقامة المعرض، بيّن الفلاحات «نؤمن في نقابة المهندسين الزراعيين بوحدة العمل النقابي، ولكن إذا وصل الأمر إلى الخلاف على المبادئ فإن النقابة تنحاز للمبادئ مهما كانت مواقف الآخرين».

بدوره انتقد العرموطي النقابيين الذين حاولوا منع إقامة المعرض في وقت يطالب فيه النقابيون بحرية التعبير، وقال «لن تستطيع أي جهة كانت منع أصحاب المبادئ من التعبير عن رأيهم».

وكان نقباء قد عادوا أول من أمس عن قرار سابق بإقامة المعرض المخصص لنصرة الشعب السوري فيما أصر نقيب المهندسين الزراعيين على أن تتبنى نقابته عملية تنظيم المعرض ورعايته.

من جانبه، اتهم عضو مجلس نقابة المحامين سميح خريس أبناء الجالية السورية في الأردن بالمشاركة فيما وصفه بـ«المؤامرة على سوريا» وأنهم يتلقون أوامر وأموالا من قبل جهات خارجية لها مصلحة بما يحصل من أحداث.

وجاء الاتهام مساء أول من أمس خلال قيام عدد من أبناء الجالية السورية بالمشاركة في التحضيرات لمعرض صور «قصة ثورة.. سوريا دماء نازفة»، الذي جُوبِه بحجم اعتراض من قبل نقابيين وأحدث خلافا واسعا بين صفوفهم.

ولم تقتصر تدخلات خريس وعدد من النقابيين في محاولة وقف الفعالية التي تبنتها نقابة المهندسين الزراعيين بعد تنصل النقابات منها بل تعدتها بقيامه بتمزيق بعض الصور ومنع أخرى من العرض في المعرض الذي يوضح ما يتعرض له الشعب السوري من تنكيل وقتل وتعذيب من قبل النظام السوري.

كما هاجم خريس وآخرون المنظمين للمعرض وحصل اشتباك بالأيدي بينهم إضافة إلى قيامه بإلقاء فنجان قهوة على الأرض احتجاجا على صورة تضمنت كلمة «الثورة السورية» واصفا المعرض بالعمل الاستخباراتي والمؤامرة على سوريا.

وشارك في حفل افتتاح المعرض أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور، والمراقب العام السابق سالم الفلاحات، ونقيب الممرضين خالد أبو عزيزة، ونقيب المهندسين الزراعيين السابق حسن جبر، ونائب نقيب المهندسين ماجد الطباع، إضافة إلى عدد كبير من النقابيين والمواطنين وأبناء الجالية السورية.