واشنطن تضغط على الحكومة اليمنية لقبول المبادرة الخليجية

مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: لا بد من تحقيق عملية انتقال فوري وسلمي للسلطة في اليمن

نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

تحاول واشنطن ممارسة ضغوط على الحكومة اليمنية لتنفيذ المبادرة الخليجية ودعوة الرئيس علي عبد الله صالح إلى التنحي عن السلطة بغض النظر عن عودته إلى اليمن أو بقائه في السعودية. وأكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية أن موقف واشنطن من الوضع اليمني لم يتغير، مكررا رغبة واشنطن في إحداث تحول فوري وسلمي لمصلحة الشعب اليمني.

وقال المسؤول الأميركي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «موقف الولايات المتحدة من القضية اليمنية ثابت ومساند لمصلحة الشعب اليمني في تحقيق عملية انتقال فوري وسلمى للسلطة، ونحن نشجع جميع الأطراف على الدخول في حوار من أجل التوصل إلى حل للمأزق السياسي».

وأوضح المسؤول الأميركي أن السفارة الأميركية في صنعاء تقوم حاليا بتنظيم لقاءات مستمرة مع شريحة واسعة من اليمنيين وكبار المسؤولين الحكوميين وأعضاء المعارضة والطلبة والناشطين في منظمات المجتمع المدني. وأشار إلى أن جيف فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية يقوم بزيارة لليمن للالتقاء مع القائم بأعمال الرئاسة في اليمن عبد ربه منصور هادي، وأبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني، والتحدث مع المسؤولين اليمنيين عن كيفية دفع العملية إلى الأمام.

وأشارت مصادر إلى أن محادثات فيلتمان شملت أيضا ابن الرئيس اليمني أحمد علي عبد الله صالح الذي كان يمهد لتولي الرئاسة خلفا لأبيه، قبل أن تندلع المظاهرات ضد الرئيس اليمني صالح.

كانت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية قد نفت اهتمام واشنطن بخطط الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للعودة إلى اليمن يوم الجمعة المقبل. وقالت في مؤتمر صحافي أول من أمس: «سواء بقي في السعودية أو عاد إلى اليمن، طلبنا ما زال قائما كما هو؛ عليه توقيع المبادرة الخليجية، نحن بحاجة للمضي قدما لنقل السلطة إلى يمن أكثر ديمقراطية وتقدما». واستبعدت نولاند وجود اتصالات مباشرة بين الإدارة الأميركية والرئيس اليمني أثناء وجوده في السعودية.

في الوقت نفسه، كانت مصادر يمنية قد أكدت عودة الرئيس علي عبد الله صالح إلى اليمن بعد رحلة علاج في السعودية من جراح أصيب بها في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي في مطلع الشهر الحالي.

وكان الرئيس اليمني قد رفض توقيع المبادرة الخليجية التي تقدمت بها دول الخليج لنقل السلطة إلى نائبه لحل الأزمة السياسية التي تشهدها اليمن. وراوغ صالح عدة مرات برغبته في إجراء انتخابات، ثم بإبداء موافقته على التنحي مقابل الحصول على الحصانة من المحاكمة، ثم عاد ورفض المبادرة وأعلن بقاءه في الحكم. في حين تستمر المظاهرات التي بدأت في منتصف فبراير (شباط) الماضي، في المطالبة بالتخلص من حكمه، ورحيله بشكل نهائي عن السلطة. وتصر أحزاب المعارضة في اليمن والنشطاء الشباب على تسليم السلطة بشكل نهائي إلى هادي وتشكيل حكومة جديدة ديمقراطية.

ويقول مراقبون إن واشنطن تشاطر المملكة العربية السعودية المخاوف من أن يقوم تنظيم القاعدة باستغلال فراغ السلطة والحروب القبلية في اليمن والقيام بشن حملات في المنطقة وخارجها. وقد جاءت أحداث هروب عشرات المعتقلين من تنظيم القاعدة من سجن مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، جنوب اليمن ليصاعد من المخاوف الأميركية المحتملة لتأثير واستغلال «القاعدة» للأحداث السياسية المضطربة في اليمن، وانزلاق اليمن إلى مزيد من الفوضى، إضافة إلى تهديدات أيمن الظواهري الزعيم الجديد للتنظيم باستمراره فيما سماه «الجهاد ضد الولايات المتحدة».

وأوضح المحللون أن واشنطن مستمرة في مواصلة الهجمات على جناح تنظيم القاعدة في اليمن وزيادة استخدام الطائرات م ندون طيار التي تشغلها وكالة الاستخبارات المركزية.

وقد أبدى مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز» تخوفه من تخطيط تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» لهجوم جديد على الولايات المتحدة.

ويحتضن اليمن أحد أقوى التيارات التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن ويرأسه رجل الدين أنور العولقي اليمني الحاصل على الجنسية الأميركية.