قتل عناصر طالبان الأفغان، أمس، 6 شرطيين في هجوم على حاجز تفتيش بولاية غزنة وسط أفغانستان، في هجوم جديد حصل في يوم سيكشف خلاله الرئيس باراك أوباما عن حجم انسحاب القوات الأميركية بعد 10 سنوات من الحرب.
وصرح سيد أمير شاه رئيس وكالة الاستخبارات في ولاية غزنة لوكالة الصحافة الفرنسية أن المقاتلين الإسلاميين الذين كثفوا مؤخرا هجماتهم في مختلف أنحاء البلاد، شنوا فجر أمس هجوما على حاجز تفتيش بولاية غزنة التي تعتبر من معاقل طالبان، وأن تبادل إطلاق النار كان ما زال متواصلا حتى قبل ظهر أمس. وأضاف «قتل 6 شرطيين». وأكد مساعد حاكم غزنة محمد علي أحمدي الهجوم والحصيلة.
وتبنى الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد الهجوم في بيان مقتضب أرسله إلى الصحافة الفرنسية.
وقد استهدفت طالبان بعدة اعتداءات وهجمات خلال الأشهر الأخيرة حكاما ومسؤولين كبارا في مختلف ولايات البلاد ومسؤولين في الشرطة أو مجرد عناصر أو جنودا.
وقتل انتحاري من طالبان أول من أمس اثنين من المدنيين عندما فجر عبوته الناسفة بعد أن حاول عبثا اقتحام مكاتب حاكم ولاية بروان، شمال البلاد، التي كانت تعتبر بمنأى عن حركة التمرد.
وامتد نشاط طالبان وحلفائهم إلى مناطق كانت هادئة لا سيما في الشمال حيث تكثفت حركة التمرد وذلك رغم انتشار أكثر من 140 ألف جندي من القوات الدولية، منهم مائة ألف أميركيون.
وكان من المقرر أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس (الأربعاء) قراره حول حجم الانسحاب الأميركي من أفغانستان المقرر بدايته الشهر المقبل، وذلك في خطاب قد يكشف استراتيجية خروج من الحرب التي اندلعت قبل 10 سنوات.
وأكد مسؤول أميركي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية أن الانسحاب سيشمل (على الأرجح) 10 آلاف رجل على دفعتين قبل نهاية السنة وبالتالي فهي عملية انسحاب محدودة.
وتنشر الولايات المتحدة تحت راية حلف شمال الأطلسي حاليا 99 ألف جندي في أفغانستان إلى جانب 47 ألف رجل من دول أخرى أعضاء في الحلف الأطلسي حسب البنتاغون.
لكن أغلبية الرأي العام الأميركي، كما هو الحال في معظم العواصم الغربية، تؤيد الانسحاب مما يعتبره عدد كبير من الخبراء «مستنقعا» بعد نحو 10 سنوات من التدخل العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة إثر اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، الذي أطاح بنظام طالبان.
وفي الأثناء أكد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس خلال الأيام الأخيرة أن الولايات المتحدة فتحت حوارا مع طالبان لكن العملية ما زالت في طور الاتصالات «الأولية»، كما قال غيتس.