مظاهرة غير مسبوقة في الرباط لأئمة المساجد والمؤذنون للمطالبة بتحسين أوضاعهم

استهجنوا تلقيهم راتبا متواضعا من وزارة الأوقاف

مظاهرة غير مسبوقة لأئمة المساجد والمؤذنين المغاربة في الرباط يطالبون فيها بتحسين أوضاعهم الاجتماعية («الشرق الأوسط»)
TT

شارك مئات الأئمة والمؤذنين وخطباء المساجد في مظاهرة غير مسبوقة في وسط الرباط، مطالبين بتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية. ونظم هؤلاء الأئمة والمؤذنون وهم يرتدون زيهم الأبيض المميز الليلة قبل الماضية مظاهرة أمام البرلمان في شارع محمد الخامس الذي يتوسط العاصمة المغربية، حيث طالبوا بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمادية. وكان إلى جانبهم في الشارع نفسه مجموعة من الجنود الأسرى المغاربة الذين كانوا يعتصمون منذ أسابيع، رفعوا لافتات يعلنون فيها تأييدهم الدستور الجديد ويطالبون بإنصافهم، وتعويضهم على السنوات التي ظلوا فيها في سجون جبهة البوليساريو، وقالت مصادر مقربة من الأئمة إن الأمر تم بالصدفة ولا علاقة لمظاهرتهم باعتصام الأسرى المستمر منذ أسابيع.

وشارك في المظاهرة قرابة 7300 إمام ومؤذن من جميع المدن المغربية، وأشارت المصادر ذاتها إلى أنهم قرروا تنظيم المظاهرة بقرار هيئة تمثلهم أطلقوا عليها «التنسيقية الوطنية للدفاع عن حقوق الإمام والمؤذن والخطيب»، وعقب جولة تواصلية قامت بها لجنة من الأئمة أنهم يطالبون بتحسين ظروفهم المادية.

وقالت المصادر إنهم يتقاضون مبلغ 800 درهم (100 دولار) شهريا، كراتب من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وطالبوا بالزيادة في تعويضات الأئمة والمؤذنين، ورفعوا لافتات يستهجنون فيها تلقي هذا القدر المالي المتواضع، وقالوا إنه «تعويض هزيل لا يعني شيئا مع غلاء المعيشة». وطالبوا بإقرار نظام تعويضات على المرض، والاعتراف بشهادة الدراسة في المدارس الدينية والقرآنية، والسماح لهم بتأسيس جمعيات ذات طابع مهني.

وقال محمد بولمان أحد الأئمة «عانينا كثيرا من التعسف والتهميش من طرف المسؤولين، ونحن عازمون على مواصلة النضال حتى يتم تحقيق مطالبنا المشروعة، ومن ذلك عدم إخضاعنا لمراقبة وزارة الداخلية، وإعادة الموقوفين من الأئمة خاصة الذين لم يثبت في حقهم ما يسوغ قرار فصلهم دون مبرر قانوني وشرعي، ويطالبون الأئمة بعودة الدور الإشعاعي للمدارس القرآنية والعلمية المغلقة، إضافة إلى تحسين وضعيتهم المادية، وتعيينهم في وظائف حكومية بالمساجد ورعاية الأئمة والمؤذنين من كبار السن حفظا لكرامتهم.