في إطار أكبر تدريبات عسكرية: نتنياهو ووزراؤه ينزلون إلى مقر قيادة تحت الأرض

خبراء من 32 دولة يشاهدون التدريبات

TT

نزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأعضاء المجلس الوزاري الأمني المصغر ورؤساء أركان الجيش والأجهزة الأمنية، أمس، إلى ملجأ تحت الأرض في القدس الغربية بني خصيصا ليكون مقر قيادة في حالة حرب مدمرة على إسرائيل. وكانت هذه العملية ذروة التدريبات الضخمة التي تجريها القوات الإسرائيلية منذ يوم الأحد الماضي، على ما تسميه «خطر حرب شاملة من إيران وسوريا وحزب الله اللبناني وحماس قطاع غزة».

وكان على هذه القيادة أن تبحث في «تطورات الحرب» وتتخذ القرارات المناسبة بشأنها. وفي لحظة الاجتماع، كان الجمهور الإسرائيلي في جميع أنحاء إسرائيل يتدرب على الدخول إلى الملاجئ العامة، لمدة 10 دقائق فقط، من أجل تجربة أجهزة الإنذار وفحص جاهزية الملاجئ وطواقم الإنقاذ. وأعيد تكرار إطلاق صافرة الإنذار في المساء، باعتبار أن إسرائيل قد تتعرض للقصف الصاروخي طيلة النهار والليل.

يذكر أن هذه التدريبات تتم في إطار سياسة دب الفزع و«العيش على الحرب»، التي تديرها حكومة نتنياهو وينفذها الجيش بمختلف أذرعته ووحداته. وهي تحرص على مشاركة «الشعب كله» فيها. وتدعي أن هدفها هو «مواجهة الخطر بتعرض إسرائيل لحرب شاملة من إيران وسوريا وحزب الله لبنان وحماس قطاع غزة»، لا بل تم إقحام المواطنين العرب في إسرائيل في هذه الأخطار، إذ تدربت الشرطة على قمع مظاهرات لهم قد تنشب خلال الحرب. وأطلقوا على هذه التدريبات اسم «نقطة تحول - 5»، وتستمر حتى مساء اليوم.

وقد أكد وزير الجبهة الداخلية، متان فلنائي، الذي يشرف من طرف الحكومة على التدريبات أن الغرض منها هو محاكاة سيناريو خطير لهجوم صاروخي شامل، وهدد بـ«أن قوة الردع الإسرائيلية ستجعل من تسول له نفسه ضربها أن يعيد التفكير في الموضوع». وقال قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير جولان، إن الخطر الذي تواجهه إسرائيل غير مسبوق، «صحيح أنه ليس خطرا وجوديا ولكنه خطر كبير».

وبلغت التدريبات ذروتها أمس، إذ نزل جميع المواطنين ومعهم القيادة السياسية إلى الملاجئ. وتم أمس تفريغ قاعات وأروقة الكنيست من النواب والوزراء والمساعدين وإنزالهم إلى ملجأ تحت الأرض، وتفريغ مستشفيين في منطقة تل أبيب وأحد السجون الكبرى وعدة مدارس ومراكز جماهيرية ونواد رياضية. كما تم التدرب على إخلاء سكان حيين كبيرين في مدينتين هما تل أبيب في المركز ومكرمئيل في الشمال، باعتبار تعرضهما المفترض لسقوط طائرة مروحية فوق سطوح أحد الأبنية.

وتم خلال التمرين تدريب طواقم على اكتشاف المواد الخطرة في قيادة الجبهة الداخلية وشعبة حالة الطوارئ في وزارة الصحة في حال وقوع حادث بيولوجي وتحديد طبيعته ومحاكاة معالجة آلاف المدنيين الذين تعرضوا - بحسب سير التمرين - لهذه المواد الخطرة. ويحاكي التدريب أيضا «هجوما إرهابيا بيولوجيا» يصاب جراءه آلاف المواطنين ما يحتم إقامة مستشفيات ميدانية بالإضافة إلى المستشفيات الكبرى القائمة في المنطقة. وسيتم استخدام كبرى المنشآت الرياضية في المنطقة لهذا الغرض.

كما تم التدرب على مواجهة قصف صاروخي على محطة توليد الكهرباء المركزية في الخضيرة وعلى إخلاء عشرات الآلاف من المواطنين من منطقة المركز إلى المستوطنات في الضفة الغربية، بعد تعرضهم المفترض لقصف بصواريخ تحمل رؤوسا كيماوية. كما شملت التدريبات مواجهة أزمة مياه وانقطاع الكهرباء، وإيصال قوافل إمدادات، ومواجهة أحداث في منشآت استراتيجية، مثل الموانئ ومصانع التكرير. وتلقى ثلث المواطنين الإسرائيليين البالغين رسالة نصية من «قيادة الجبهة الداخلية» إلى الهواتف الجوالة، تبلغهم فيها بأمر التدريب وذلك على سبيل التجربة. فهي تدرس إمكانية نقل رسائل نصية قصيرة خلال الحرب القادمة تنقل بواسطتها إنذارا بقدوم صاروخ على المنطقة التي يتواجدون فيها.