كاميرون يرد على ضباطه المتذمرين: عليكم القتال وعلي الكلام

قادة عسكريون يدقون أجراس الإنذار بسبب طول أمد النزاع الليبي وتزامنه مع أفغانستان

TT

هاجم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بقوة قادة عسكريين ببلاده عبروا عن شكوك علنية حول قدرة القوات المسلحة البريطانية على المضي قدما في العملية العسكرية في ليبيا المتزامنة مع الحرب الدائرة أصلا في أفغانستان. قال كاميرون تعليقا على ضباط كبار أبدوا تساؤلات علنية حول طول أمد النزاع في ليبيا: «أنتم تقومون بالقتال وأنا أتولى الكلام».

وجاء هذا بعد أن حذر قائد عمليات سلاح الجو الملكي المارشال سايمون براينت، من أن استمرار الحملة الجوية في ليبيا أبعد من سبتمبر (أيلول) المقبل يهدد قدرة سلاحه على التعامل مع حالات الطوارئ في المستقبل. وقال المارشال براينت في مذكرة للنواب «إن الروح المعنوية بين أوساط الطيارين هشة والأفراد في العمل قد يقوض روحهم القتالية، كما أن العمليات الجوية المكثّفة في أفغانستان والشرق الأوسط تستنفد طاقات القوات المسلحة البريطانية». وحذر أعضاء مجلس النواب من أن مناطق كثيرة في سلاح الجو الملكي «تغلي جراء شعور الجنود بأن تقدير الأمة لجهودهم تم تقويضه بفعل التخفيضات التي أقرتها الحكومة الائتلافية بقدرات الدفاع، وصار السلاح يواجه صعوبة في العثور على مجندين جدد ووصل عدد جنود الاحتياط والتجنيد إلى أدنى مستوياته منذ تسعة أعوام». وأضاف أن مراجعة استراتيجية الدفاع والأمن التي اعتمدتها الحكومة البريطانية «لا تزال تقوّض معنويات الجنود، وهناك قلق بشأن غياب التوجيه الاستراتيجي الذي يحد من الثقة في القيادة العليا».

ويعد هذا التقييم التحذيري من قائد عمليات سلاح الجو، الثاني من نوعه خلال شهر. وكان الأدميرال السير مارك ستانهوب، قائد سلاح البحرية الملكية، قال الأسبوع الماضي، إن أمن بريطانيا سيكون مهددا إذا استمر النزاع في ليبيا لأكثر من ستة أشهر. وأضاف أن الوزراء سيكونون عندها مطالبين باتخاذ «قرارات تحد»، تشمل إمكانية سحب سفن تقوم حاليا بمراقبة المياه المحلية.

وازدادت متاعب كاميرون عندما أبدى قائد الجيش الجنرال السير بيتر وال، هو الآخر، تساؤلات حول الجدول الزمني الذي تعتمده الحكومة لسحب قواتها من أفغانستان. وقال رئيس هيئة الأركان في برنامج وثائقي كان مقررا أن تبثه القناة الثانية في هيئة الإذاعة البريطانية الليلة الماضية: «يجب علينا أن نعد جدولا زمنيا قريبا»، إذا لم يجر الالتزام بموعد عام 2014.

وأمام هذا المناخ، لم يتمكن رئيس الوزراء من إخفاء إحباطه، عندما سئل عن التدخل العسكري الأخير في ليبيا، خلال مؤتمر صحافي عقد في لندن أول من أمس، فرد قائلا «هناك أوقات عندما أستيقظ وأطالع الصحف وأفكر، أقول لكم: أنتم تقومون بالقتال وأنا أتولى الكلام». وأصر رئيس الوزراء على أن محادثات جرت مع رئيس هيئة الأركان السير ديفيد ريتشارد والأدميرال ستانهوب، الأسبوع الماضي في مقر الحكومة (10 داونينغ ستريت)، وكان المسؤولان العسكريان «واضحين بتأكيدهما أننا قادرون على الإبقاء على مهمتنا». وأضاف: «أنا متأكد للغاية أننا نستطيع الإبقاء على الضغط. نستطيع الإبقاء على مهمتنا مهما تطلب طولها الزمني. الوقت يقف إلى جانبنا». وأكد كاميرون أيضا أن معنويات عناصر سلاح الجو وحماستهم بدت «عالية جدا»، عندما تحدث إليهم.

يشار إلى أن القوات البريطانية لديها 6 مقاتلات تايفون، و12 مقاتلة تورنيدو، تقوم يوميا بمهام تحليق في ليبيا، إضافة إلى 10 مقاتلات تورنيدو و4 طائرات نقل هيركول، وأكثر من 20 هليكوبترا في أفغانستان.

ويخطط سلاح الجو الملكي البريطاني للاستغناء عن 5000 جندي على مدى السنوات الثلاث المقبلة، أي ما يعادل 15 في المائة من مجموع جنوده وموظفيه، في إطار خطط اعتمدتها الحكومة لتخفيض نفقات الدفاع. وكان نائب وزير الخزانة (المالية) البريطاني داني ألكساندر أعلن أن التكلفة الإجمالية لتدخل بريطانيا في الحملة الجوية لمنظمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا قد تصل إلى مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية.