ندوة خاصة في مقر البرلمان البريطاني تكشف ارتباكا حول الوضع في سوريا

خبير استراتيجي أميركي: ما سيؤول إليه الوضع في سوريا سلبي جدا لإيران

TT

عكست ندوة خاصة عقدت أمس في مقر مجلس العموم البريطاني بلندن ارتباكا حول الوضع في سوريا ومستقبلها، وبين الخبير الاستراتيجي الأميركي جنثن باريس أن ما ستؤول إليه سوريا هو سيئ وسلبي جدا بالنسبة لإيران التي سيتراجع نفوذها في المنطقة.

وبين أيضا أنه من المبكر الحكم على الأوضاع في العالم العربي ومستقبلها لأن هناك العديد من الأشياء تحدث وستكون الفترة القريبة القادمة مليئة بالأحداث. وعن نظام الأسد قال بأنه سيواصل محاولاته للبقاء في النظام أطول فترة ممكن وفي المقابل ستتقوى المعارضة. ونظم الندوة التي جاءت تحت عنوان «سوريا والتحديات الاستراتيجية» منتدى جنوب آسيا والشرق الأوسط. وشارك فيها عضوا البرلمان البريطاني باتريك ميرسير وجيريمي كوربين، اللذان تحدثا عن «الرؤية لسوريا اليوم» ومسائل تخص الاستراتيجيات الدفاعية في سوريا. والخبير الاستراتيجي الأميركي جوناثن باريس الذي تحدث عن السياسة الأميركية في سوريا. والدكتور سمير عيطا رئيس تحرير والمدير العام للإصدار العربي للصحيفة الفرنسية «لوموند ديبلوماتيك» ورئيس دائرة الاقتصاديين العرب بفرنسا. واعتذر السفير السوري لدى بريطانيا الدكتور سامي الخيامي عن الحضور لأسباب صحية كما ذكر وعوضه غيث المنازي وهو مدير المركز الإعلامي السوري بلندن وحضر الندوة عدد من أعضاء المعارضة السورية المقيمين في بريطانية ومجموعة من الأكاديميين والإعلاميين المهتمين بالشأن السوري.

وتحدث النائب باتريك مرسير في بداية الندوة عن الاستراتجيات الغربية وخاصة ما يهم وزارات الدفاع مبينا أن العديد من الدول ليس لديها الإمكانية للتدخل في سوريا الآن لأن إمكاناتها استعملت في مناطق أخرى. وبين أنه لاحظ أن السوريين لا يقيمون اعتبارا كبيرا لأوروبا. وأنهم يعيرون اهتماما كبيرا للدور الذي تلعبه تركيا في المسألة السورية.

وحول الوضع الإيراني وعلاقته بسوريا بين أنه صعب جدا ومستقبل هذه العلاقات غير واضح. وعن إمكانية التدخل الغربي في سوريا بين النائب أنه لا يرى تدخلا مباشرا في سوريا من طرف الغرب لكن أشار في المقابل إلى أن دور تركيا سيكون أساسيا. وفي مقارنة مع الوضع الليبي بين مرسير أن التدخل في ليبيا كان لأسباب إنسانية فرضت ذلك معتبرا أنها مختلفة كليا عن سوريا حيث موقف المعارضة واضح والنظام يجب أن يتغير، المعارضة أوضحت موقفها والنظام يجب أن يتغير لما يقوم به من أعمال سيئة تجاه شعبه.

وكان من المفترض أن يكون السفير السوري لدى بريطانيا الدكتور سامي خيامي هو المتحدث الثاني في الندوة لكنه اعتذر لـ«أسباب صحية» وعوضه السوري غيث المنازي وهو مدير المركز الإعلامي السوري بلندن.

وقد اعتبر المنازي أن هناك تطرفا من طرف موالين للنظام وكذلك من المعارضة على حد السواء، مبينا أن توخي الحذر ضروري. وضرورة تحليل وفهم ما يحدث في سوريا والمنطقة.

وعن التدخل الأجنبي في سوريا اعتبر المنازي أنه سيكون كارثة إن وقع وليس مرحبا به حتى من طرف المعارضة السورية.

الدكتور سمير عيطا من «لوموند ديبلوماتيك» سمى ما يحدث في سوريا بـ«تسونامي الشباب» رابطا الوضع ببقية الدول التي رأى أنها تمر بمرحلة تاريخية حاسمة هي «نهضة جديدة للعرب».

وبين عيطا أن الشباب يمثلون الأغلبية في سوريا لكن ليس هدفهم الآن قيام الحكومة بإصلاحات، إنهم يريدون لبداية جديدة. وعن موقفه من التدخل الأجنبي قال عيطا إن السوريين يحتاجون لدعم سياسي ولن يقبلوا تدخلا عسكريا.

وفي سؤال عن الوضع الاقتصادي بسوريا أجاب عيطا بأن حياة الاقتصادية تسير ببطء إلا أن قطاع البناء يتطور بشكل كبير.

المداخل الثالث في الندوة كان الخبير الاستراتيجي الأميركي جوناتن باريس الذي تحدث عن السياسة الأميركية في سوريا.

وأثار باريس مسألة الطوائف والدور الذي لعبته في الأزمة السورية، وبين أنه إذا لم تتحقق إصلاحات فلا مجال للاستقرار في سوريا. وعن تركيا بين أنها أكدت انسحابها من دائرة التحالف مع الأسد خاصة بموقفها مع اللاجئين السوريين ودورها أساسي وتستطيع تقديم الأحسن.

ويرى أنه على الدول الغربية إيجاد وسائل ضغط على الأسد حتى يرحل وتساءل أيضا عن هذه الوسائل. وأكد باريس أيضا على أهمية دور «الإخوان» في مرحلة ما بعد الأسد معتبرا أنهم يمثلون الشق الأكبر من المعارضة السورية ومن المحتمل أن يصلوا إلى الحكم. وبين أيضا أنه من المحتمل وجود صراعات شديدة بين مختلف الطوائف السورية بعد الأسد.

المداخل الأخير كان النائب جيريمي كوربين الذي تحدث عن موقف الغرب وأميركا الذين رحبوا بثورات تونس ومصر وليبيا ولم يتوصلوا إلى الآن إلى تحديد مواقفهم من الثورة السورية. وعن موقف بشار الأسد بين أن ما يفعله من خلال خطاباته هو الترويج لمشروع حوار. كما تحدث عن أهمية القضية الفلسطينية عربيا وأن كل المظاهرات والمسيرات التي قامت في كل العالم العربي شهدت توجه الشعوب لحكامهم بالغضب لأنهم لم يفعلوا شيئا من أجل فلسطين فهي عنصر أساسي بالنسبة للشعوب العربية. واعتبر أن سوريا ليس فيها متطرفون كما يزعم الأسد بل ما يحدث هو أن الأمة السورية تحركت بأجمعها لتواجه نظاما جائرا يقتل شعبه.