مستشار أردوغان: رئيس الوزراء رفع صوته .. لكنه حرص على الخروج بنتائج اولا في اتصالاته الاولى مع القيادة السورية

كالين : ما يحدث في المنطقة الآن يعتبر «تطبيعا» للأوضاع في المنطقة بعد سنوات من الحكم الاستبدادي

TT

أكد إبراهيم كالين، مستشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن بلاده تدعم الحركات الشعبية العربية وأنها على عكس ما يشاع لن تخسر في الحركة الديمقراطية الجديدة في المنطقة. وأضاف كالين في كلمة رئيسية ألقاها أمام مؤتمر «معهد الشرق الأوسط» حول تركيا في واشنطن أمس، أن ما يحدث في المنطقة الآن يعتبر «تطبيعا» للأوضاع في المنطقة بعد سنوات من الحكم الاستبدادي. وقال كالين: «تركيا ستتقوى ولن تضعف من عالم عربي أكثر ازدهارا وديمقراطية».

واعتبر كالين أن «النموذج التركي» يمكن أن يحتذى في المنطقة، من حيث 3 عناصر أساسية، هي «عملية ديمقراطية داخلية» و«تنمية اقتصادية»، و«سياسة خارجية فعالة». وأضاف أن بالنسبة لمصر، ستكون مسألة التنمية الاقتصادية جوهرية وخاصة في الانتخابات المرتقبة في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأبدى كالين الثقة التركية في السياسة الخارجية الحالية، قائلا إن نحو 70 في المائة من الأتراك يدعمون سياسة الحكومة الحالية. ولفت إلى أن هناك «شعورا جديدا حول التاريخ العثماني»، قائلا إن تركيا لم تعد تشعر بـ«عبء» الإمبراطورية العثمانية أو بأن «الجغرافية عقبة» أمام التقدم التركي. ولكنه أكد أن ذلك لا يعني أن تركيا لديها طموحات «عثمانية» كما يتهمها البعض.

وكانت تصريحات كالين حول التطورات في سوريا مختصرة، قائلا «عند التواصل مع دولة مثل سوريا أو إيران، تريد الخروج بنتائج لا بتصريحات علنية أو معارك إعلامية». وأضاف أن «رئيس الوزراء رفع صوته من الأول ولكن في اتصالاته الأولى (مع القيادة السورية) حرص على الخروج بنتائج أولا»، موضحا: «نقول لكل من إيران وسوريا بأنه من الأفضل لبلديكما الإصلاح ومعالجة مصادر المظالم لدى الشعوب».

وحذر كالين من مغبة الاحتقانات الطائفية في المنطقة، قائلا «هذا أمر متفجر وعلينا الامتناع عنه». وأضاف أن هذا أمر حساس بشكل خاص في البحرين، موضحا «قلنا لكل الأطراف يجب ألا تتحول القضية إلى قضية طائفية، هذا أمر يمكن أن يتفجر وعلينا أن نمنع ذلك».

وشدد كالين على أن القضية الفلسطينية تبقى جوهرية في المنطقة، محذرا الولايات المتحدة من تجاهلها. وقال إن ما يحدث في المنطقة يعني أن «هناك حاجة لأن تحصل السياسات الخارجية على شرعية من الشعوب العربية وخاصة في النزاع العربي - الإسرائيلي». وأضاف أن «الربيع العربي قد يخرج بنتائج لم يتوقعها أحد في ما يخص عملية السلام في الشرق الأوسط، فمن الأفضل الخروج بحل»، قبل أن تأتي المزيد من المتغيرات التي من الصعب رصدها الآن.

وبينما تحدث كالين عن علاقات بلاده بدول الجوار وكون تركيا «جزءا من عائلة» الدول في الشرق الأوسط، أكد أن أنقرة ما زالت ملتزمة بطموحها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال: «على الرغم من الشائعات، لم نتخل عن طموحنا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي». وأكد أن القضية السياسية الأكثر صعوبة في هذا المجال قضية قبرص، بينما الجهود التقنية لجعل تركيا متماشية مع قوانين الاتحاد الأوروبي ما زالت قائمة. ولكنه لفت إلى عقبة ثالثة وهي «عقبة التصورات والشعور الأوروبي العام حول عدم معرفة ما هي الهوية الأوروبية، حتى بعيدا عن الملف التركي».

وتحدث كالين عن الأوضاع الداخلية التركية أيضا، قائلا إن حزب العدالة والتنمية حصل على ولاية جديدة في انتخابات 12 يونيو (حزيران) بناء على 3 أسس، هي «عملية جعل العملية السياسية الداخلية ديمقراطية» و«التنمية الاقتصادية» و«السياسة الخارجية الفعالة». وفيما يخص العملية الديمقراطية داخل البلاد، أقر كالين بأن هناك قضايا «تأخرت أو لم تعامل بالشكل اللائق» والتي يجب التعامل معها الآن وعلى رأسها وضع الأكراد في تركيا. وبينما أكد كالين التزام حكومته بإعطاء الأكراد المزيد من الحريات والاستثمار في المناطق التي فيها غالبية سكانية كردية، قال في وقت نفسه إن الحكومة مصرة على نزع سلاح «حزب العمال الكردستاني» (بي كي كي) وإن هذا أمر يجب الالتزام به.

ومن جهته، قال مساعد وزير الدفاع الأميركي أليكساندر فيرشباو إن «العلاقات الأميركية - التركية مهمة بمجملها»، مضيفا أن التحالف مع تركيا يستمر حتى إن كانت هناك خلافات. وحذر المسؤول الأميركي في خطاب ألقاه في المؤتمر ذاته من أن «من الضروري أخذ أمن تركيا في عين الاعتبار في ما يحدث في المنطقة»، مشيرا إلى أزمة اللاجئين على الحدود السورية. وقال: «أمن تركيا وحدودها مهم، والأزمة في سوريا هي أزمة على حدود الناتو، فعلينا أحذ احتياجات تركيا في عين الاعتبار بجدية ونحن نضغط على (الرئيس السوري بشار) الأسد».