الأمير نايف: السعودية تعيش بكل المشاعر مع إخوانها العرب في كل مكان

قال إن التقاتل بين أبناء الشعب العربي الواحد أمر لا بد أن يرفض من الجميع

النائب الثاني خلال رعايته الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (واس)
TT

شدد الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، على ضرورة الحفاظ على أرواح أبناء العالم العربي، وعدم تقديمها إلا للدفاع عن الأمة العربية، فيما لم يستبعد أن يكون هناك تدخلات خارجية، تستهدف استمرار حالة الاقتتال داخل بعض الدول العربية، مبديا رفض بلاده لأي من هذه التدخلات.

وأعرب الأمير نايف عن ألم السعودية لما يجري من أحداث في بعض البلدان العربية، قائلا «لا نستطيع أن نتجاهل الأوضاع العربية، إننا وعلى رأسنا خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، ورجال حكومته، بل والشعب السعودي بإحساسه وإدراكه وآماله، نعايش الوضع العربي، والذي نرجو من الله أن يعود قريبا إلى الاستقرار لما فيه خير الشعوب العربية».

جاءت هذه المواقف من النائب الثاني خلال رعايته الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وتخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الدراسات العليا وكلية العلوم الاستراتيجية وكلية علوم الأدلة الجنائية وكلية اللغات بالجامعة، إضافة إلى المشاركين في الحلقة العلمية «تطوير التدريب الشرطي في الدول العربية»، التي نظمتها الجامعة بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول).

وأضاف الأمير نايف في كلمته «لا نستبعد أن تكون هناك مداخلات لاستمرار حالة الفوضى والتقاتل بين أبناء الشعب العربي الواحد، وهذا أمر لا بد أن يرفض من الجميع، وهنا أؤكد أن السعودية قيادة وشعبا تعيش بكل المشاعر مع إخوانها العرب في كل مكان، وتأمل بأن تنطفئ هذه الأحداث في أسرع وقت، وأن تحكم العقول لما فيه خير كل إنسان عربي».

وقال الأمير نايف في نص الكلمة التي ارتجلها أمام عدد من القيادات الأمنية والخبراء والأكاديميين في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية:

«بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحاب السمو، أصحاب المعالي السفراء الذين شاركونا هذه المناسبة الكريمة، إخواني قادة القطاعات الأمنية، السادة ممثلي المنظمات الدولية، أصحاب السعادة رجال التعليم والجهاز العلمي في هذه الجامعة العربية التي قامت على أكتاف رجال العلم والتعليم العرب والتي هي من نتاج مجلس وزراء الداخلية العرب منذ أن تأسس، فقد بدأت مركزا ثم أكاديمية ثم جامعة، وقد وصلت لما وصلت إليه الآن بفضل جهود مكثفة، وها نحن نشاهد الآن معا خريجي هذه الدفعة من السنة الدراسية العلمية من أبنائنا وإخواننا المتخرجين الذين نرجو أن يكون ما حصلوا عليه من مؤهلات علمية سلاحا قويا معينا لهم في خدمة الواجب.

لقد أدرك وزراء الداخلية العرب أن لا قوة ولا قدرة لإيجاد الأمن إلا بالعلم وبالعلم النافع وبالقدرة على أن يعملوا في خدمة أمن الإنسان العربي ويشاركوا في الأمن العالمي، والمكانة العلمية لا يمكن أن تكتسب إلا بالمستوى العلمي الذي تصل إليه المؤسسة العلمية، وجامعتنا هذه والحمد لله قد أخذت مكانتها المتميزة عربيا ودوليا ولا يجب إلا أن نقول ونرجع الفضل إلى أهله وهم العاملون في هذه الجامعة من علميين وإداريين وفي مقدمتهم معالي الدكتور عبد العزيز بن صقر الغامدي الذي له جهود موفقة هو ومعاونوه، ووفقت الجامعة برجالات علم أكفاء في علمهم وفي ممارستهم لأعمالهم الأمنية.

لا شك أن الجهود مطلوبة والعقول مطلوبة وقبلها الإيمان بالله، ولكن لا بد من المعرفة والعلم وهذا لا يتأتى إلا بجهود مكثفة.

أكرر شكري للجهاز العلمي في جامعتنا هذه، وهو يستحق الشكر للمستوى العالي الذي يتحلى به.

لقد أثرت جامعتنا هذه المكتبة العربية بالبحوث العلمية في كل مناحي الحياة، وفيما ينعكس على الأمن بالذات، وقد تكون المكتبة العربية قبل هذا خالية من أي بحوث اجتماعية أمنية. ولا نستطيع أن نتجاهل أوضاعنا العربية. إننا وعلى رأسنا في هذه البلاد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، ورجال حكومته، بل وشعب المملكة العربية السعودية بإحساسه وإدراكه وآماله، نعايش الوضع العربي والذي نرجو من الله عز وجل أن يعود قريبا إلى الاستقرار لما فيه خير كل شعب عربي.. إنها أرواح أبنائنا من شباب ورجال ونساء ورجال الأمن، إن أرواحهم غالية علينا ولا نريد أن تقدم هذه الأرواح إلا في ميدان الشرف في الدفاع عن أمتنا العربية وإعادة حقوقها كاملة في فلسطين العزيزة.

لا نستبعد أن تكون هناك مداخلات لاستمرار بعض الفوضى والتقاتل بين أبناء الشعب الواحد بين أخ وأخيه، وهذا أمر لا بد أن يرفض من الجميع، إنني أؤكد هنا أن المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا تعيش بكل المشاعر مع إخوانها العرب في أي مكان، ولنا أمل بالله مثل ما بدأت هذه الأحداث أن تنطفئ في أسرع وقت ممكن، وأن تتحكم العقول لما فيه خير كل إنسان عربي.

أشكركم أيها الإخوة الحضور في مشاركتنا هذه المناسبة العزيزة علينا والتي تتكرر كل عام، ونتاجها هو خير نتاج وهو النتاج العلمي الذي يزيد عقول الرجال وقدراتهم إمكانية، وقد أمرنا ديننا وحثنا رسولنا - عليه أفضل الصلاة والسلام - بطلب العلم (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).

إن هذه الجامعة أمامها آمال كبيرة للتوسع في كلياتها وسيكون هناك دعم من سيدي خادم الحرمين الشريفين باختيار موقع مناسب وأكبر ليقام عليه المبنى الجديد لهذه الجامعة لتستوعب أكبر عدد ممكن من الدارسين من بنين وبنات، والجامعة عازمة على إنشاء أقسام لفتياتنا الراغبات بالدراسة في الأمور التي لها علاقة بالأمن أو بكل ما يتعلق بأمن المجتمع وأخلاقياته من اجتماعية وخلافها.

أرجو أن يمر وقت ويكون قصيرا ما أمكن ونجد أنفسنا في المقر الجديد لجامعتنا هذه التي تستحق التكريم وتستحق العون من كل الحكومات العربية والمؤسسات العلمية والاقتصادية العربية.

إن الأمن مطلب أساسي وأولي لكل أمة في العالم، فليس هناك تقدم علمي أو اقتصادي أو اجتماعي إلا بوجود الاستقرار، والاستقرار لا يحققه إلا الجهد الأمني، ونحث دائما منسوبي الأمن على أنه لا بد من تكثيف الجهود بالطريقة العلمية لأن نجعل كل مواطن عربي يشعر أنه رجل أمن، لا شك أن رجال الأمن يواجهون الجرائم بشتى أنواعها، ومن أسوأ ما يواجه مجتمعاتنا هو تفشي المخدرات وهذا أسوأ داء يمكن أن يتعرض له الإنسان، وللأسف فإن أكثر من يتعرض له هم الشباب بنين وبنات، وإذا خسرنا عددا من شبابنا وفتياتنا فإنها تكون مأساة، ولذلك يجب أن تتضافر الجهود لمحاربة هذا الداء، وأن يعود العاملون فيه، وخصوصا إذا كانوا مسلمين أو مواطنين عربا، عن امتهان هذا العمل غير الشريف والمغضوب عليه من الله.

وأوصي إخواني وزملائي رجال الأمن بحسن التعامل مع الإنسان، فالذي يرتكب جريمة لا شك أنه يرتكبها وهو في وضع لا يتمالك فيه نفسه عن ارتكاب هذه الجريمة، ولكن يجب بالإضافة إلى العقوبة الشرعية أن يعمل على إعادته إلى إنسان سوي إلى المجتمع، وبالإمكان الوصول إلى الحقائق والحصول عليها بالتعاون بين المؤسسات الأمنية وبين النيابات العامة والمحققين بهيئات الادعاء والتحقيق، وفوق كل ذلك القضاء في التعامل الإيجابي مع هذه الجرائم، ولا شك أن من أمن العقوبة أساء الأدب ولكن لا عقوبة إلا بجريمة وبعد ثبات هذه الجريمة.. ومهما كان الإنسان يظل إنسانا حتى لو ارتكب جريمة فيجب أن تحترم عقليته وجسده من أي مساس بها؛ ولكن يجب أن تظهر القدرة العلمية في جعل هذا الإنسان يدلي بكل ما لديه ويتم الوصول إلى حقيقة الجريمة، وبالتالي تأخذ مجراها التحقيقي ومن ثم القضاء لتقول العدالة كلمتها وتنفذ الأحكام.

أكرر أنه لا بد أن تكون هناك مؤسسات اجتماعية وحكومية تحتوي هذا الإنسان الذي عوقب إلى أن يعود إنسانا سويا، وهذا ولله الحمد موجود في بلدكم هذا».

وكان الأمير نايف قد وصل إلى مقر الحفل، وفي معيته الأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، فيما كان في استقباله الدكتور عبد العزيز بن صقر الغامدي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والفريق أول عبد الرحمن بن علي الربيعان المشرف العام على مكتب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.

كما تسلم النائب الثاني خلال الحفل هدية من رئيس الجامعة تمثلت في إصدارين، يحتوي أحدهما على كلمات الأمير نايف في الجامعة منذ افتتاحها، والآخر يحتوي على كلمات سجلها زوار الجامعة.