الرئيس الأميركي يستقبل شقيقة خالد سعيد وناشطا تونسيا للتعبير عن تأييده للحركات الشعبية

مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحذر من الطموحات العالية في مصر وتونس : التغييرات الدستورية لاتجلب الخبز على الطاولة

TT

استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما ناشطين، شابة مصرية وشابا تونسيا، في البيت الأبيض للتعبير عن دعمه لطموحات الشباب العربي. وجاء هذا اللقاء عصر أول من أمس، قبل أن تتسلم زهراء سعيد، شقيقة الشاب المصري المقتول خالد سعيد، والناشط والمعلم التونسي جمال بوطيب، جائرة الديمقراطية التي يمنحها «المركز الوطني للديمقراطية» لعام 2011 في واشنطن. وأفاد بيان من البيت الأبيض بأن الشابين «لديهما روابط شخصية للأحداث التاريخية التي غيرت مجرى الأحداث في المنطقة للأبد». وأضاف البيان أن تسلمهما جائزة الديمقراطية هو «بالنيابة عن كل المواطنين العاديين في مصر وتونس الذين نهضوا ليطالبوا بحقوقهم الإنسانية البسيطة، ومن بينهم المئات من الشجعان الذين ضحوا بحياتهم من أجل القضية». وخلال اجتماعه مع الناشطين العربيين، حيا أوباما «نضال وتضحية المواطنين في المنطقة»، وأعاد التأكيد على «دعمنا القوي للتحولات إلى الديمقراطية في تونس ومصر»، بحسب البيت الأبيض. وأضاف البيان أن أوباما «شدد على أن جهود بناء المؤسسات الديمقراطية وتوثيق التغيير أمر صعب ويتطلب الصبر، ورحب بقيادة الأصوات الجديدة في المجتمع الدولي خاصة الشباب الذين في سيحددون النهاية مستقبل بلدانهم». وأكد أوباما خلال الاجتماع على التزام بلاده بدعم الحقوق العالمية لكل شعوب المنطقة.

الى ذلك دعت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك، إلى مساعدة المجتمعات والاقتصادات العربية لتكون «أكثر شمولية من أجل تحقيق الشعوب العربية». وأضافت كلارك في ندوة أقامها «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن، أن «الرحلة قد بدأت» للانتقال وإنهاء الأنظمة الاستبدادية، لكنها حذرت من أن نتائج تلك الرحلة غير معلومة بعد.

واعتبرت كلارك أن «نجاح الحركات الشعبية يحتاج الآن للتركيز على بناء مجتمعات أكثر شمولية ونظام سياسي ديمقراطي». وحذرت كلارك من «التوقعات العالية» في مصر وتونس بعد إسقاط الرئيسين السابقين حسني مبارك وزين العابدين بن علي، قائلة «التغييرات الدستورية لا تجلب الخبز على الطاولة». ولفتت إلى المشكلات الاقتصادية الجسيمة أمام مصر، حيث إن البنك الدولي رصد أن 50 في المائة من المصريين يعيشون على أقل من 3 دولارات يوميا.

وشرحت كلارك أن البرنامج الإنمائي يعمل على عدد من القضايا التي من شأنها تدعيم العالم العربي خلال المرحلة الحالية، خاصة مصر وتونس. ولفتت إلى برامج متعلقة بالحكم الرشيد ومكافحة الإرهاب وإصلاح قطاعات حكومية مثل القوات المسلحة. وهناك جهود أيضا لمساعدة ملاحقة الأموال المسروقة في مصارف خارجية، بالإضافة إلى تأسيس أحزاب سياسية وبناء المجتمع المدني.

وشددت كلارك، التي كانت رئيسة وزراء نيوزيلندا لـ9 أعوام، على أهمية دور المرأة في العالم العربي ودعم حقوقها، قائلة «هناك قلق من تراجع وضع المرأة في بعض الدول»، في إشارة إلى تونس ومصر.

وركزت كلارك، وبعدها وكيل وزير الخارجية الأميركي روبرت هورماتس الذي شارك في الندوة أيضا، على أهمية الدعم الاقتصادي لكل من مصر وتونس. وبينما لفتت كلارك إلى أهمية خلق فرص العمل بشكل سريع من خلال مشاريع عامة، قال هورماتس إن نموذج كوريا الجنوبية يمكن أن يتبع في جعل التقدم التعليمي وتوجيهه مصدرا لخلق فرص العمل على المدى البعيد. وأكد أن الولايات المتحدة قد تعلمت دروسا مما حدث في المنطقة خلال الأشهر الماضية، خاصة من حيث طبيعة المساعدات المقدمة للدول العربية. وقال إن الاحتجاجات والثورات العربية «كذبت أربع أساطير عن المنطقة، وهي أن بإمكان الحكومات التمسك بالسلطة من دون الاستماع إلى شعوب المنطقة، وأن التغيير في المنطقة يحدث فقط من خلال العنف، وأنه من الممكن أن يكون الاقتصاد تنافسيا من دون إشراك قطاعات مهمة في المجتمع مثل الشباب والنساء». أما الأسطورة أو الأكذوبة الرابعة التي اعتبرها هورماتس الأكثر خطرا وخطأ فهي «أن شعوب المنطقة لا تشترك في نفس طموحات باقي الشعوب للحرية، وقد أظهرت هذه الشعوب أنها مستعدة للخروج إلى الشوارع للدفاع عن تلك الطموحات».