ضباط وجنود من الأمن المركزي والحرس الجمهوري ينضمون لـ«الثورة»

فيلتمان: واشنطن ترغب في نقل فوري وسلمي للسلطة في اليمن

شباب يمنيون يلعبون على طاولة كرة القدم في موقع مظاهرة قام بها المتظاهرون المناهضون للحكومة للمطالبة باستقالة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صنعاء أمس (أ.ب)
TT

أعربت الولايات المتحدة الأميركية أمس، عن أملها ورغبتها في انتقال فوري وسلمي للسلطة في اليمن، حسبما جاء على لسان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، في وقت واصل فيه ضباط وجنود في الجيش والأمن اليمنيين إعلان انضمامهم وتأييدهم لثورة الشباب.

وقال فيلتمان عقب مباحثات في صنعاء مع الأطراف اليمنية المتعددة، إن الانتقال السلمي والفوري للسلطة في اليمن يصب في مصلحة الشعب اليمني، ودعا إلى حوار بين كافة الأطياف السياسية اليمنية من أجل تجنيب البلاد الانزلاق إلى مربع العنف.

وقام مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بزيارة إلى اليمن كأول مسؤول رفيع المستوى إلى هذا البلد المضطرب، وحسب بيان للسفارة الأميركية في صنعاء، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن فيلتمان وأثناء وجوده في صنعاء، التقى «مع كبار المسؤولين الحكوميين وأعضاء في الحزب الحاكم والمعارضة والطلاب ورجال الأعمال وناشطين من المجتمع المدني. وخلال لقاءاته، أشار فيلتمان إلى أهمية الحوار بين جميع الأطراف وأهمية العملية السياسية السلمية». وأكد فيلتمان أن «الانتقال الفوري والسلمي والمنظم للسلطة يصب في مصلحة الشعب اليمني، الذي يتطلع إلى مستقبل سلمي».

وقالت مصادر في المعارضة اليمنية إن فيلتمان أكد لها تأييده لنقل السلطة إلى نائب الرئيس الذي يدير أمور البلاد حاليا في ضوء صلاحياته الدستورية بعد خروج الرئيس صالح للعلاج، ولم تتوفر معلومات عن طبيعة اللقاء الذي جمع الزائر الأميركي بالنجل الأكبر للرئيس، العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح وعما دار في اللقاء، رغم أن أوساط المعارضة لم تعر الأمر أهمية بسبب عدم وجود صفة دستورية لأحمد صالح، باستثناء كونه قائدا للحرس الجمهوري والقوات الخاصة ونجل الرئيس.

وبحسب مصادر رسمية، فقد حض مساعد وزيرة الخارجية الأميركية «جميع الأطراف اليمنية على الاشتراك في حوار سلمي يتقدم باليمن إلى الأمام»، وأكد على دعم بلاده «والمجتمع الدولي للمبادرة المقدمة من دول مجلس التعاون الخليجي، بما تضمنته من بنود تعد مسارا موثوقا لمواجهة تحديات الوضع السياسي اليمني». كما أكد تشجيع واشنطن لـ«كافة الأحزاب على التحرك السريع للحوار ليتسنى للشعب اليمني تحقيق الأمن وتعزيز الوحدة ونيل الازدهار المستحق عن جدارة». وأشار إلى «مواصلة التنسيق والتشاور الأميركي مع الأصدقاء والشركاء بما فيهم دول مجلس التعاون الخليجي حول اليمن، وأن إحداث التحول السلمي والمنظم للسلطة سيضع البلد في مسار أفضل على طريق التقدم والازدهار».

وتأتي زيارة المسؤول الأميركي البارز إلى اليمن، في سياق المساعي المتواصلة التي تبذلها الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي من أجل إنهاء التوتر القائم في اليمن ونقل السلطة بعد أن اندلعت احتجاجات متواصلة منذ فبراير (شباط) الماضي للمطالبة بإسقاط النظام وتنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة هو وأقرباؤه وكبار معاونيه.

على صعيد آخر، سقط عدد من الجرحى في مواجهات عنيفة اندلعت فجر أمس، بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين المؤيدين للثورة اليمنية، واستمرت المواجهات ثم المناوشات إلى المساء، بعد قصف عنيف قامت به الدبابات التابعة للحرس الجمهوري على «ساحة الحرية» في تعز والأحياء المجاورة لها، وفي عدن قتل مواطن برصاص قوات الأمن المركزي في حي خور مكسر للاشتباه بأنه مسلح.

وقال نشطاء حقوقيون في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن الحرس الجمهوري «يستفز المعتصمين» ومن يقومون بحمايتهم ويسعى إلى أن تعم الفوضى في المحافظة، واتهمت هذه المصادر مدير أمن المحافظة، العميد الركن عبد الله قيران بالتسبب المباشر في الانفلات الأمني التي تشهده تعز.

وتواصلت المظاهرات في المحافظات اليمنية للمطالبة بما سمي «الحسم الثوري»، ودعا شباب الثورة اليمنية المواطنين اليمنيين إلى التظاهر بحشود مليونية اليوم فيما أطلق عليها «جمعة الإرادة الثورية»، في سياق التحدي المتواصل من الشارع اليمني لرفض النظام اليمني الانصياع لمطالبه بالتنحي عن السلطة بعد أشهر على الاحتجاجات المتواصلة.

من جهة ثانية، يواصل ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن انضمامهم للثورة اليمنية، وقد أعلن ضباط وجنود سرية كاملة من قوات الأمن المركزي انضمامهم وتأييدهم للثورة، كما انضم عدد من ضباط الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس أيضا إلى الثورة.

إلى ذلك، أعلن في صنعاء أمس، عن قيام أول مسؤول يمني بزيارة الرئيس علي عبد الله صالح في المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج بالعاصمة السعودية الرياض، وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن الدكتور عبد الكريم الإرياني، المستشار السياسي لصالح، قام بزيارته في الجناح الملكي، حيث يتلقى العلاج، ونقل عن الإرياني قوله، عقب الزيارة، إن «صحة فخامة رئيس الجمهورية جيدة، وفي تحسن مستمر».

وتأتي زيارة الإرياني لصالح في الرياض، في وقت يؤكد المسؤولون اليمنيون أن الرئيس اليمني سيعود إلى البلاد اليوم (الجمعة) بعد أن أنهى علاجه هناك من الجروح والحروق التي أصيب بها في حادث التفجير الذي استهدف مسجد قصر الرئاسة في الثالث من يونيو (حزيران) الحالي، وأسفر عن إصابة كبار رجال الدولة اليمنية.