محكمة إسرائيلية تلغي قرار السلطات مصادرة مسجد بئر السبع

حولوه إلى سجن ثم إلى قاعة محكمة ثم قرروا جعله متحفا للنقب

TT

قضت المحكمة العليا في إسرائيل بفتح المسجد الكبير في البلدة القديمة في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل أمام المسلمين من سكان المدينة والبلدات المجاورة، وإلغاء أمر البلدية بإغلاقه حتى يتم تحويله إلى متحف عام للمدينة.

وجاء هذا القرار بعد مداولات قضائية استمرت قرابة عشرة أعوام، كانت بلدية بئر السبع خلالها تقدم التبريرات والذرائع الكاذبة لمنع المسلمين من استخدام المسجد، مثل الادعاء الأخير بأن فتح المسجد أمام المصلين يهدد بانفجار أعمال عنف وإخلال بالنظام في المكان. لكن المحكمة رفضت موقف البلدية، وأمرت بتحويل المسجد إلى متحف «للثقافة الإسلامية»، ودعت المسلمين إلى التقدم بطلب رسمي إلى البلدية إذا أرادوا استخدامه كمسجد، وتركت باب المحكمة مفتوحا لهم في حال رفضت سلطات التخطيط البلدية طلبهم. ووجه القاضي في المحكمة العليا الإسرائيلية، سليم جبران، في قرار المحكمة انتقادات لاذعة لبلدية بئر السبع على موقفها الذي تزعم بموجبه أن مجرد فتح المسجد للصلاة سيؤدي إلى أعمال عنف. وكتب جبران في القرار «يصعب علي تفهم موقف البلدية بأن استخدام المبنى للطقوس الدينية سيؤدي إلى مساس بالنظام العام». وتساءل جبران «هل تدعي البلدية أن الطقوس الدينية من طبيعتها أن تؤدي إلى قتال وصراع؟.. أم أنهم يدعون أن الطقوس الدينية الإسلامية بالذات تتضمن شيئا يدفع جهات يهودية إلى تنفيذ اعتداءات؟.. ثم أين الشرطة، وما هو دورها في هذه الحالة؟».

كما انتقد القاضي جبران بشدة إصرار بلدية بئر السبع على تحويل مبنى المسجد إلى متحف عام. وقال إن قرار البلدية هذا يتجاهل تاريخ مبنى المسجد وتصميمه وأهميته الثقافية والدينية لجمهور المسلمين. وأضاف «برأيي الكثير من ادعاءات البلدية كان من المستحسن ألا تطرح بتاتا، لأنها تثير إحساسا سيئا بالنسبة لنظرة بلدية بئر السبع ونظرة الدولة للجمهور المسلم الذي يعيش في أوساطنا». وشاركت في إصدار الحكم القاضية اليهودية بتروشكا، التي اعتبرت قرار البلدية فظا ولا يأخذ باعتباره مشاعر كمية كبيرة من المواطنين، ودوسا على حقوق الإنسان. وعقب المحامي عادل بدير من مركز «عدالة» على القرار بالقول إنه كان بإمكان المحكمة أن تخطو خطوة إضافية إلى الأمام، وأن تأمر بلدية بئر السبع بأن تفتح المسجد أمام المصلين من سكان المدينة ومن عشرات آلاف الزوار الذين يأتون إلى المدينة يوميا لتلقي الخدمات فيها. مع ذلك، فإن قرار المحكمة اليوم يمنع تدهورا إضافيا في وضع المسجد وفي علاقة سكان المدينة العرب مع السلطات. وأضاف المحامي بدير «بنيتنا الاستمرار في العمل من خلال سلطات التخطيط والمطالبة بتحويل هدف المبنى من متحف إلى مسجد مفتوح للصلاة».

يذكر أن «المسجد الكبير»، وهو المسجد الأول في النقب، بني عام 1906، وقصده سكان المدينة المسلمون وزائرو بئر السبع للصلاة حتى احتلال المدينة عام 1948. ومول بناء المسجد شيوخ القبائل في المنطقة. وبعد عام 1948 حولت السلطات الإسرائيلية المسجد إلى معتقل وقاعة حتى سنة 1953، ليتحول في العام نفسه إلى متحف النقب حتى سنة 1991، وبعدها أغلق وأخرجت منه معروضات المتحف. ومنذ 1991 حتى عام 2002، موعد تقديم الالتماس، بقي المسجد مهجورا ومهملا ولم يستخدم لأي غرض، بينما كان المسلمون يطالبون بتحريره وإعادة ترميمه واستخدامه للصلاة.