أصغر قيادية في حزب بارزاني: الرجال يختلفون.. ونحن نحصد النتائج

جنار سعد لـ«الشرق الأوسط» : شكلنا مجموعة سلام نسوية ونحاور قيادات الأحزاب المختلفة

جنار سعد عبد الله («الشرق الأوسط»)
TT

في عام 2005 كانت «الشرق الأوسط» قد التقت جنار سعد عبد الله باعتبارها أصغر وزيرة في العراق، عندما كانت وزيرة لشؤون المؤنفلين والشهداء في حكومة إقليم كردستان التي كان يترأسها وقتذاك نيجيرفان بارزاني، واليوم تلتقيها ثانية بوصفها أصغر قيادية في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. تحدثت جنار سعد عن المسافة بين موقعها السابق كوزيرة والحالي كقيادية في واحد من أكثر الأحزاب الكردية العراقية عراقة وقدما، وتقول «أضيف لكم معلومة أخرى، فأنا عندما تركت الوزارة أصبحت أيضا أصغر متقاعدة في العراق»، مشيرة إلى أن «صفة المتقاعدة لم ترق لي خاصة أنني في عمر الشباب وعندي طاقات جسدية وأكاديمية كبيرة تمكنني من خدمة المجتمع فقررت العودة إلى الجامعة ولكن كأستاذة وليس كتلميذة، خاصة أني حاصلة على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع».

وفي مكتبها الحزبي في أربيل، تحدثت جنار سعد عن بلوغها هذا الموقع القيادي في «الديمقراطي الكردستاني»، موضحة «بعد عامين من عملي في التدريس بالجامعة فكرت في أني خضت تجارب مفيدة في العمل السياسي والإداري والجامعي لهذا قررت أن أخطو نحو مرحلة جديدة وهي خوض الانتخابات الحزبية، وهذا ما أتاحه لي المؤتمر الـ13 للديمقراطي الكردستاني، خاصة أنني لست طارئة على الحزب ولم أكن بعيدة عنه بل تفتح وعيي على الحزب ونضاله من أجل القضية الكردية وسط عائلتي السياسية، وذلك من خلال والدي الذي كان مقاتلا في البيشمركة وقياديا بارزا في الحزب قبل استشهاده». وقالت إن «قيادة الحزب قررت فتح المجال واسعا أمام الكوادر الشابة من النساء والرجال للوصول إلى مواقع قيادية فيه، ونحن شكلنا فريقا ضاغطا لأن تكون نسبة وجود النساء كبيرة وكان من المقرر أن تكون نسبة النساء في القيادة 25 في المائة، لكن اعتراضات بعض الكوادر الرجالية باعتبار أنهم خدموا الحزب وفي البيشمركة لسنوات طويلة معتقدين بأن هذه النسبة سوف تثلم من حصتهم، كما أن هناك نساء اعترضن على هذه النسبة معتقدات عدم وجود أعداد كبيرة وكفؤة من النساء للوصول إلى هذه المواقع، لهذا نحن، النساء، نشكل ما نسبته 10 في المائة من قيادة الحزب، وهذه خطوة لفتح الباب أوسع أمام بلوغ المرأة قيادة الحزب».

وتوضح جنار سعد أن «الرجال في القيادات السياسية للأحزاب المختلفة يختلفون ويحاربون بعضهم بعضا ونحن النساء خارج الصورة بينما الضحية الأولى والأكبر نتيجة هذه الصراعات هي المرأة، وحتى عندما يتصالحون فنحن نكون أيضا خارج الصورة، ذلك فإن الفكرة السائدة في كردستان هي غياب المرأة عن المبادرات السياسية، وأن هذه المبادرات يجب أن تأتي من الرجال فقط». وأضافت «انطلاقا من هذا المفهوم قررنا نحن مجموعة من النساء في قيادات الأحزاب السياسية الكردستانية، الديمقراطي والاتحاد الوطني والحزب الشيوعي الكردستاني وحركة كوران (التغيير)، وحتى في الأحزاب الإسلامية، أن نبادر للحفاظ على السلام في الإقليم بعد أن وصلت الأوضاع السياسية إلى حافات مقلقة للمجتمع ككل نتيجة الخلافات بين أحزاب المعارضة والسلطة فقررنا تشكيل تجمع سميناه (الحفاظ على السلام) وأنا كنت واحدة من النساء وراء هذه الفكرة، لهذا بدأنا اتصالاتنا مع صديقاتنا في قيادات الأحزاب السياسية الأخرى، لتشكيل المجموعة وقلنا يجب أن لا نبقى في موقع المتفرج فقط، بينما نحن أعضاء قياديات وليست لنا أي سلطة في حل الأزمة، فدعونا لاجتماع شاركت فيه أكثر من 25 امرأة بينهن قياديات في الأحزاب أو برلمانيات أو موظفات في الحكومة، ومن بين هذا العدد شكلنا مجموعة من 8 أعضاء ذهبن لمقابلة القيادات المعارضة والسلطة، من دون أن نأخذ موافقة أحزابنا وقلنا نحن لا نمثل أي حزب بل نحن نمثل أنفسنا فقط، وهذه مبادرة شخصية، ولم نهتم باعتراضات أحزابنا، لأننا لم نمثل أحزابا بل مثلنا النساء الكردستانيات الحريصات على السلام، فعندما قابلنا نوشيروان مصطفى رئيس حركة التغيير (كوران) لم نتحدث باسم أي حزب بل باسم هذه المجموعة على الرغم من أنه يعرفنا جميعا ولأي أحزاب ننتمي، وقابلنا قيادات الأحزاب الإسلامية أيضا، كما قابلنا الرئيس مسعود بارزاني وقيادات الاتحاد الوطني، وأوصلنا رسالتنا لتقريب وجهات النظر وأننا حريصات على السلام في الإقليم، هذا الجهد ساهم في تقريب وجهات النظر لأنهم تعاملوا معنا بجدية كبيرة ووجدنا أن كل الأطراف تريد الحل وحريصة على السلام، وقدمنا 16 نقطة للتفاوض حولها، وسنبقى مراقبات لمسيرة التفاوض».