الاتحاد الأوروبي يفتح أبوابه لكرواتيا بعد 20 عاما على استقلالها

زغرب تتجه لتصبح ثاني بلد من يوغوسلافيا السابقة ينضم إلى الاتحاد

بعض قادة الاتحاد الأوروبي ورئيسة وزراء كرواتيا كوسور يتصافحون في بروكسل أمس (إ.ب.أ)
TT

قدم الاتحاد الأوروبي، أمس، هدية إلى كرواتيا بمناسبة عيد استقلالها العشرين عبر إعطاء الضوء الأخضر المبدئي لانضمامها إلى الاتحاد مع حلول صيف 2013، على الرغم من أنه أبقى زغرب تحت المراقبة حتى ذلك الموعد. وصادق القادة، بالإجماع، خلال قمة في بروكسل، على إعلان يدعو إلى اتخاذ «كل القرارات الضرورية من أجل إنجاز مفاوضات الانضمام مع كرواتيا بحلول نهاية شهر يونيو (حزيران) الحالي»، وهذا يعني عمليا السماح بانضمام بلد مرشح إلى الاتحاد. ومن المتوقع، حسب إعلان القادة الأوروبيين، التوقيع على معاهدة الانضمام قبل نهاية السنة الحالية.

وشدد الإعلان على أن تواصل كرواتيا «جهودها الإصلاحية، لا سيما فيما يتعلق بالقطاع القضائي والحقوق الأساسية». وتعمد دول الاتحاد الأوروبي بهذا الهدف وبطلب دول مثل فرنسا إلى إنشاء «آلية متابعة» تشرف عليها المفوضية الأوروبية، للتثبت من التزام زغرب بوعودها حتى إبرام معاهدة الانضمام لتكون بذلك ثاني دولة منبثقة عن يوغوسلافيا السابقة تنضم إلى الاتحاد الأوروبي بعد سلوفينيا. وينص الإعلان على إمكانية أن تتخذ دول الاتحاد الأوروبي «جميع الإجراءات المناسبة» إذا رأوا أن زغرب تخل بواجباتها.

لكن لا يوجد إجماع بشأن بند آلية المراقبة؛ فهولندا لم تستبعد اتخاذ إجراءات مقيدة قد تصل إلى إرجاء موعد الانضمام إن أخلت كرواتيا بالتزاماتها، إلا أن دولا أخرى، مثل إيطاليا والسويد، اعترضت على ذلك. وفي النهاية سيتاح، على الأقل، تجميد بعض المساعدات الأوروبية المخصصة إلى الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد.

وأنشئت آلية المراقبة نتيجة الحذر الذي ساد أوروبا بعد انضمام رومانيا وبلغاريا في 2007، الذي كان عدد كبير من الدول قد اعتبره مبكرا. وبعد توقيع المعاهدة المرتقب في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ينظم استفتاء في كرواتيا قبل أن تصوت الدول الـ27 بدورها على انضمام زغرب عن طريق البرلمان أو استفتاء. ومع اكتمال هذه الإجراءات ستصبح كرواتيا الدولة الثامنة والعشرين في الاتحاد الأوروبي في الأول من يوليو (تموز) 2013 بتوصية من المفوضية الأوروبية.

يُشار إلى أن مفاوضات انضمام كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي بدأت عام 2005 وشملت 35 ملفا. واصطدمت مطولا بملف القضاء؛ حيث طلب الاتحاد الأوروبي إحراز تقدم في مجالات مكافحة الفساد وملاحقة مجرمي الحرب والتعاون مع المحكمة الجزائية الخاصة ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي وإصلاح القضاء بما يضمن استقلالية القضاة. وأعطى القادة الأوروبيون مؤشرات مشجعة لصربيا، التي تأمل كذلك الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ورحبوا، في الآونة الأخيرة، بتوقيف القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش وإحالته أمام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة، مما اعتبروه «خطوة إيجابية من أجل العدالة الدولية وفي إطار طموحات صربيا الأوروبية».

لكن الطريق ما زال طويلا أمام بلغراد، التي لم تصبح مرشحة بعد. وتسعى صربيا إلى الترشح للانضمام في ديسمبر المقبل. كما حصلت مونتينيغرو على صفة مرشح، لكن لم يحدد لها موعد لبدء المفاوضات، فيما قد تبدأ مقدونيا المرشحة كذلك مفاوضات انضمامها مع نهاية العام إذا تم حل نزاعها مع اليونان حول اسمها.