مقتل 60 شخصا في هجوم انتحاري على مستشفى في جنوب كابل

«إيساف»: القوات الأجنبية ستبقى لسنوات في أفغانستان حتى بعد تسليم مسؤولية الأمن للأفغان

السلطات الأفغانية تعلن احتجاز 3 من متمردي طالبان في مدينة هراة وتعرض كمية المتفجرات قبل تنفيذهم لعملية إرهابية (إ.ب.أ)
TT

قتل 60 شخصا على الأقل أمس في الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة حيث استهدف مستشفى في ولاية بجنوب كابل كما أعلنت وزارة الصحة في حصيلة جديدة. وقالت السلطات إن الهجوم أوقع أكثر من 120 جريحا إصابات بعضهم خطرة. وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى سقوط 30 قتيلا.

وأعلنت وزارة الصحة في بيان أن «60 من مواطنينا بينهم نساء وأطفال قتلوا فيما أصيب 120 آخرون بينهم أفراد من الطاقم الطبي». وأعلنت حركة طالبان التي يستهدف انتحاريوها عادة القوات الأفغانية والدولية والإدارات الأفغانية، على الفور، أنه ليس لها أي علاقة بهذا الهجوم الذي أوقع ضحايا بشكل خاص من المرضى والطاقم الطبي والزوار. وأدان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الهجوم الذي قال إن «عشرات المدنيين قتلوا فيه». ونفى ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان مسؤولية الحركة، وقال إن المقاتلين لا يهاجمون المستشفيات. وتصاعدت التوترات بسبب سقوط قتلى من المدنيين في أفغانستان حيث ينتقد المقاتلون ومسؤولو الحكومة الأفغانية على حد سواء القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان لقتلها مدنيين أفغانا أبرياء في إطار ملاحقتها للمقاتلين. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن المقاتلين هم السبب في ثلاثة أرباع قتلى المدنيين. ووصل عدد الضحايا من المدنيين والعسكريين إلى مستويات قياسية في أفغانستان في 2010، وهي أكثر السنوات دموية منذ اندلاع الحرب في أفغانستان عام 2001. ويسير العام الحالي على نفس النهج حيث تصاعد العنف في أنحاء أفغانستان منذ أن أعلنت طالبان بدء هجوم الربيع في أول مايو (أيار). وقال قادة أميركيون إنهم يتوقعون زيادة في الهجمات كرد من جانب المقاتلين بعد مكاسب حققتها القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي خلال عمليات نفذتها في معقل طالبان بجنوب أفغانستان على مدى 18 شهرا.

إلى ذلك ذكر مسؤول ألماني في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن القوات الأجنبية ستبقى لسنوات في أفغانستان حتى بعد تسليم مسؤولية الأمن للأفغان. وقال المتحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، الجنرال الألماني جوزيف بلوتس، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أمس في العاصمة الأفغانية كابل، إنه حتى بعد عام 2014 سيتعين أن تكون هناك عناصر عسكرية لـ«الناتو» في أفغانستان بهدف إرشاد وتدريب قوات الأمن الأفغانية.

وذكر بلوتس أنه ليس من المعروف حتى الآن مدة محددة لبقاء القوات بعد عام 2014، وأضاف: «لكننا لا نتحدث عن شهور»، موضحا أن بناء قوات طيران أفغانية جديدة من الممكن أن يستمر حتى عام 2016. وعن الوضع الحالي في أفغانستان قال الجنرال الألماني إن طالبان أصبحت ضعيفة، وأضاف: «الوضع الأمني يتحسن، والتطور يسير في الاتجاه السليم، لكن هذا لا يعني أن هذا التقدم غير قابل للانتكاس».

وذكر بلوتس أن الخطط الأميركية لسحب 33 ألف جندي من أفغانستان بحلول صيف عام 2012 «لن تعرض ما وصلنا إليه للخطر».

وفي المقابل حذر بلوتس من أن الخفض السريع في عدد القوات الأجنبية في أفغانستان من الممكن أن يعرض النجاحات التي حققتها المهمة الدولية للخطر. تجدر الإشارة إلى أن دولا تشارك بقوات كبيرة في أفغانستان، مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، أعلنت عزمها خفض عدد قواتها هناك.

وأكد الجنرال الألماني ضرورة ألا تتحول أفغانستان مجددا إلى معقل للإرهابيين الدوليين، وقال: «منع ذلك على الدوام يتطلب استعدادا ومشاركة من المجتمع الدولي، لذلك لا يمكننا تكرار خطأ انسحاب الروس من أفغانستان عام 1989 بفقد الاهتمام بأفغانستان والمنطقة. يتعين علينا أن نستمر في وجودنا في أفغانستان والمنطقة». وأوضح الجنرال أن هذا الاهتمام لا بد أن يكون على مستوى الدبلوماسية والسياسة التنموية، مؤكدا ضرورة استمرار وجود «عناصر تنظيمية عسكرية» في أفغانستان.

وعن تسليم مسؤولية الأمن للقوات الأفغانية في 7 مناطق اعتبارا من الشهر المقبل، قال بلوتس: «قوات الأمن الأفغانية قادرة من ناحية الكم والكيف على بدء هذه العملية الآن بشكل مشترك معنا».

وأوضح بلوتس أن عملية تسليم مسؤولية الأمن للأفغان ستستغرق بالنسبة إلى كل منطقة نحو 18 شهرا. وذكر بلوتس أنه من المتوقع وقوع حوادث عنف بعد ذلك، إلا أنها ستكون على مستوى يمكن أن يتعامل معه الأفغان، على حد تعبيره.

تجدر الإشارة إلى أن قوات الأمن الأفغانية ستتسلم مطلع يوليو (تموز) القادم مسؤولية الأمن في مدينة مزار الشريف شمال أفغانستان، وهي منطقة مهام القوات الألمانية، وتعتبر الأوضاع الأمنية هناك هادئة نسبيا. ومن المخطط أن يتم تسليم مسؤولية أمن أفغانستان بأكملها للأفغان بحلول نهاية عام 2014، لينسحب بعدها معظم القوات الأجنبية.