محامي أسرة مبارك: ما نشر عن استغاثة علاء وجمال «كلام فارغ»

قال لـ «الشرق الأوسط»: الرئيس السابق ينتظر الطبيب الألماني

TT

في وقت انتقد فيه سليل شتى، أمين منظمة العفو الدولية، أمس، الإجراءات التي تقوم بها السلطات المصرية بشأن التحقيق مع علاء وجمال، نجلي الرئيس المصري السابق حسني مبارك - نفى فريد الديب، محامي أسرة مبارك، مزاعم نشرت أمس، تتحدث عن إرسال نجليه (علاء وجمال) رسالة إلى عمر الزواوي، مستشار السلطان قابوس سلطان عمان، تحت عنوان «رسالة استغاثة من نجلي مبارك».

وجاء في الرسالة المزعومة شكوى من «المعاناة» التي يتعرض لها نجلا الرئيس السابق «على يد السلطات المصرية»، ونسبت لهما القول «إنهما يتعرضان لسلسلة من التحقيقات المسيسة، تستهدف تلطيخ سمعة عائلتهما».

وتحددت جلسة لمحاكمة مبارك ونجليه في الثالث من أغسطس (آب)، في عدة تهم منها استغلال النفوذ والإضرار بأموال الدولة وقتل مشاركين في مظاهرات 25 يناير (كانون الثاني) الماضي التي أطاحت بحكم مبارك. ومنذ 13 أبريل (نيسان) الماضي، يتم التجديد بحبس نجلي مبارك في سجن مزرعة طرة على ذمة التحقيقات، في وقت من المنتظر وصول الطبيب الألماني لفحص مبارك الأب المحتجز في مستشفى شرم الشيخ الدولي على البحر الأحمر شرق القاهرة. ولم يتضح بشكل قاطع ما يدل على صحة الرسالة التي نسبتها وسائل إعلام لنجلي مبارك أو تاريخ كتابتها، كما لم تذكر الطريقة التي قد تكون تسربت بها من داخل السجن أو من خارجه. وبسؤال الديب، قال ردا على أسئلة «الشرق الأوسط»: «بالطبع، هذا كلام فارغ وغير صحيح، لأنه غير مسموح بإرسال مثل هذه الرسائل أصلا». وأضاف أن «ما ذكر في هذا الشأن كلام جرائد.. وأي كلام».

وكانت وكالة أنباء أميركية قد نشرت أول من أمس تحت عنوان «رسالة استغاثة من نجلي مبارك»، ما قالت إنه خطاب أرسله نجلا الرئيس السابق إلى مستشار قابوس. وأن علاء وجمال طلبا من الزواوي «استخدام مركزه المرموق لإلقاء الضوء على المعاناة التي يتعرضان لها على يد السلطات المصرية، وسلسلة التحقيقات المسيسة، التي تستهدف تلطيخ سمعة عائلتهما».

ووفقا للرسالة، فإن علاء وجمال قالا أيضا إن «مصر تمر بمرحلة حرجة في تاريخها الحديث، فالشعارات والرؤية المعلنة هي الاستجابة للمزيد من الحريات وحقوق الإنسان والكرامة للجميع، لكن ما رأيناه عبر الشهور القليلة الماضية يسير عكس هذه الأهداف النبيلة». ونقلت الرسالة عن نجلي الرئيس السابق قولهما إن «وسائل الإعلام كلها موجهة ضدنا، والتحقيقات التي تجري معنا ومع غيرنا كلها فاسدة، والاتهامات الموجهة لنا كلها مفبركة، ولا يمكننا الاستعانة بأي محامين للدفاع عنا». وأضافت الرسالة على لسان علاء وجمال: «نتعرض لحملة إعلامية منظمة تقودها وسائل الإعلام الحكومية وتقوم على تسريب تفاصيل مزورة عن التحقيقات»، وأنهما اعتبرا هدف الحملة ضدهما إرضاء للشارع والغوغاء. وقالت وكالة الأنباء الأميركية، نقلا عن الرسالة نفسها، إن علاء وجمال اتهما جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء ما حدث ضد عائلة مبارك، مؤكدين أن هذه المحاكمة سوف تخلو من أي سبب من أسباب العدالة.

يأتي ذلك في وقت انتقد فيه الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، من خلال وسائل إعلام محلية بمصر، الإجراءات التي قال إن السلطات بمصر تقوم بها في التحقيقات مع نجلي مبارك. وأضاف أن المعايير الدولية لحقوق الإنسان تقر الشفافية الكاملة للجميع، مع ضرورة إعطاء الفرصة كاملة للدفاع لكي يقدم المتهم دفوعه بحرية سواء كان الدفاع خاصا بمبارك أو نجليه أو رموز نظامه.

وقال شتى، أمين المنظمة، لموقع صحيفة «اليوم السابع» المصرية الخاصة، إن «الوضع مقلوب في هذه المحاكمات، فنجد أن مبارك يحاكم مدنيا، في حين أن المدنيين يحاكمون عسكريا، كما أن رجال الأمن والضباط الذين قتلوا المتظاهرين بدم بارد بأسلحة عسكرية»، وأضاف «إلى الآن، ما زال هناك تباطؤ في محاكمات الضباط الذين قتلوا المتظاهرين».

ودعا شتى إلى ضرورة أن يتمتع الرئيس السابق وكل رموز النظام السابقين لمحاكمة عادلة، تتضمن تمتعهم بكافة الحقوق التي أقرتها المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وبدأت التحقيقات مع آل مبارك في عدة تهم أخطرها قتل متظاهرين، وذلك في أعقاب تخلي الرئيس السابق عن الحكم بسبب احتجاجات شعبية ضد نظامه شارك فيها ملايين المصريين، وسقط فيها أكثر من 800 قتيل. ومع اقتراب موعد المحاكمة، تضاربت الأنباء عن صحة مبارك، بما في ذلك مدى إصابته بسرطان المعدة. وأضاف الديب الذي يقول إن الرئيس السابق غير مذنب، إنه ما زال في انتظار حضور الطبيب الألماني ماركوس بوشلر، وهو الطبيب نفسه الذي أجرى لمبارك علمية جراحية في المرارة والبنكرياس العام الماضي في ألمانيا، وأضاف الديب عن موعد وصول الطبيب الألماني أن وزارة الصحة المصرية لم تخطره بأي معلومات عن هذه المسألة حتى الآن.