عمرو موسى لـ «الشرق الأوسط»: لا أخشى من سرقة الثورة

قال إن الجدل المثار حول الانتخابات دفع المصريين لاطلاق مزحة «رمضان أم العيد أولا»

موسى وهو يقدم تذكرة ركوب القطار لمحصل التذاكر («الشرق الأوسط»)
TT

جدد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتهية ولايته، الذي يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقرر لها قبل نهاية هذا العام، الدعوة إلى إجراء انتخابات الرئاسة أولا، وقبل انتخابات البرلمان أو الاستفتاء على دستور جديد، مشيرا إلى أن الجدل عن «انتخابات البرلمان أولا أم صياغة الدستور أولا؟»، جعل المصريين يطلقون مزحة تقول: «شهر رمضان أولا أم عيد الفطر أولا؟»، بسبب كثرة النقاش حول هذا الموضوع، مشيرا إلى أن وجود رئيس مدني منتخب هو الأفضل.

وقال موسى عن الجدل الذي يدور بشأن ملف ثروة مبارك، ما بين التهويل فيها والتقليل منها، إن هناك اتهامات كثيرة وكلاما كثيرا جدا، لكن المعلومات متناقضة، ولا بد من انتظار ما تسفر عنه التحقيقات التي تجريها النيابة المصرية، مشيرا إلى أن كل شيء في هذا الأمر ينبغي أن يرتبط بالتحقيق لا بالأقاويل والإشاعات التي لا تستند إلى دليل.

وتحدث موسى في حوار مع «الشرق الأوسط» وهو يستقل القطار، من القاهرة إلى الإسكندرية، للمرة الأولى منذ 5 سنوات، قائلا إنه في حال فوزه في انتخابات الرئاسة فسوف يعمل سريعا على تطهير هيئة السكك الحديدية التي قال إنه فوجئ بحجم الإهمال الذي أصيبت به، وإن هذا القطاع يحتاج إلى اهتمام على المستوى المصري والعربي أيضا، وهو ما أوصت به عدة قمم عربية سابقة. وهذا أهم ما جاء في الحوار..

* يوجد تباين بشأن ما يقال عن ملف ثروة مبارك، ما رأيك؟

- هناك اتهامات كثيرة وكلام كثير جدا، والمعلومات كلها متناقضة من شخص واحد وحتى من قبل مجموعات. ورغم ذلك، أنا أثق في التحقيقات التي تجريها النيابة المصرية، وهي التي ستعلن للشعب المصري كم يصل حجم هذه الثروة، وهل تم استغلال الأموال المصرية أم تم تهريبها، لكن كثيرا من المواطنين فقد الثقة، لأن هناك تناقضات مبالغ فيها، وهناك من تحدث عن قيمة الثروة الذي تصل إلى 70 مليار دولار، وهذا يعني أنه أغنى أغنياء العالم، وبالتالي يجب أن يرتبط ذلك بالتحقيق والقضاء بعيدا عن الأقاويل والإشاعات التي لا تستند إلى دليل. و«مربط الفرس» في ما يعلنه النائب العام.

* كيف ترى المليونية التي دعا إليها شباب الثورة يوم 8 يوليو (تموز) المقبل للمطالبة بسرعة محاكمة رموز النظام ومبارك؟

- أنا مع طلب تسريع المحاكمة، لأن هذا يعني رغبة الشعب المصري في معرفة حقيقة الأمر وعدم استمرار الوضع على ما هو عليه من الغموض دون تحقيق.

* لماذا لم تعلن أنك كنت في ميدان التحرير منذ اليوم الأول واكتفيت بالإعلان عن مرتين فقط؟

- لا أريد استغلال ذلك.. كان لدي منذ فترة توقعات بما حدث. وإضافة لذلك لدي إيمان كبير بالتغيير وبالثورة وهذه لها علاقة بضميري وموقفي أمام نفسي، وليست للدعاية الانتخابية.

* ماذا تتوقع.. الدستور أولا؟ أم البرلمان أولا؟

- المواطنون أطلقوا مزحة تقول: «رمضان أولا أم العيد أولا؟»، بسبب كثرة النقاش حول هل الدستور أولا أم البرلمان أولا؟ هناك قواعد موجودة، والرئيس أولا أفضل، حتى تتمتع مصر برئيس مدني منتخب، وهذا يؤدي إلى استقرار وشرعية ورئاسة عليها مسؤولية، وأن تكون المهمة الأساسية الدعوة إلى صياغة الدستور ثم الدعوة إلى انتخاب جمعية تأسيسية لإقرار القراءة الأخيرة للدستور مادة مادة، واعتماده تمهيدا لطرحه للاستفتاء.

* هل تتوقع تأخير الانتخابات التي تقرر لها شهر سبتمبر (أيلول) المقبل؟

- لا يجب تأجيل الممارسة الديمقراطية، وأرى إمكانية في تعديل الترتيب في الانتخابات لتكون الرئاسية أولا، ثم البرلمانية بعد ذلك.

* ماذا تتوقع من السلفيين؟

- أعتقد أن مصير كل المجموعات والقوى السياسية من الأحزاب وغيرها يرتبط بمن ينتخبه الشعب. وعليهم تقديم برنامجهم للشعب الذي يقرر ويختار رئيسه وبرلمانه. وأرى أن الديمقراطية هي الديمقراطية.. لا تستبعد أحدا.

* يشكو البعض من حالة اكتئاب في الشارع المصري بأن الثورة بدأت في الضياع. هل تخشى على الثورة من السرقة وعدم تحقيق أهدافها؟

- لا أخشى من سرقة الثورة ولا من عودة الديكتاتورية ولا من أي مناورة تقود مصر إلى أهداف غير ما نريد.. أي الديمقراطية والإصلاح والتنمية.

* هناك من يتخوف من ضياع الأمل في الديمقراطية والإصلاح؟

- لا أعتقد.. وسوف تظهر كل النتائج إذا ما بدأنا الفترة الانتقالية في ما بعد.

* البعض ينتقد أداء ودور الحكومة والمجلس الأعلى. كيف ترى ذلك؟

- سوف نحكم على الأداء بعد انتهاء المرحلة الانتقالية. وهم يقومون بإدارة البلاد في ظل ظروف قاسية. والوزارة هي لتصريف الأعمال.. المجلس العسكري يدير مصر. وقد اتفقنا على مرحلة انتقالية مدتها 6 أشهر، وعليه؛ أرى أنه لا داعي للانتقاد السلبي، وإنما البناء الذي يسهم ويساعد على الإنجاز.

* هل يوجد لك تنسيق أو تحالفات مع أي من التيارات السياسية؟

- الاتصالات مستمرة مع الجميع والتحالفات الحالية تتم للإعداد لانتخابات مجلس الشعب، ولم يتم بعد الإعداد لانتخابات الرئاسة، وربما تحتاج الكثير من التواصل في ما بعد.

* متى كانت آخر مرة ركبت فيها القطار؟

- منذ 5 سنوات.

* هل حجزت تذكرة؟

- نعم.. تذكرتي في يدي وعلى نفقتي الخاصة.

* القطار يقطع المسافة من القاهرة إلى الإسكندرية (220 كلم) في 3 ساعات، بينما هناك قطارات في الخارج تقطع مثل هذه المسافة في ثلث الساعة. ما تعليقك؟

- إذا فزت في انتخابات الرئاسة فمن المؤكد أنني سوف أعمل فعلا على استعادة قطاع أو مرفق السكة الحديدية المصرية والعودة بها إلى مركزها الأساسي الذي كان يمثل ثاني أعظم سكك حديدية على مستوى العالم. وهذه مسألة مهمة لأنه مرفق مهم ويجب أن يتوسع ليغطي كل شبكة المواصلات بما في ذلك ممر التنمية (بالصحراء الغربية) الذي نفكر فيه، وكذلك كل محافظات الجمهورية والربط مع حدود الدول العربية والجوار.

* مسألة ربط خطوط السكك الحديدية كانت من بين القرارات المهمة التي أصدرتها القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في كل من الكويت وشرم الشيخ؟

- لقد حركت هذا الملف نظرا لأهميته وما زلت على قناعة بأهميته وحيويته.

* ما هو تقييمك لخدمات السكك الحديدية في مصر وأنت داخل القطار حاليا؟

- القطار تأخر نصف الساعة عن موعده.. والخدمات منهارة جدا. ليس فقط التأخير وإنما مستوى النظافة والقطار كله ثقوب وهيكله متآكل.. شيء سيئ جدا.