الغرب يطالب حماس بالإفراج عن شاليط.. والفلسطينيون يناشدونه التدخل لإطلاق سراح أسراهم

في الذكرى الخامسة لوقوعه في الأسر

TT

تذكر العالم الغربي والأمم المتحدة، الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في الذكرى الخامسة لأسره في عملية عسكرية داخل إسرائيل التي تصادفت أمس، بإبداء التعاطف مع أسرته والمطالبة بـ«الإفراج الفوري عنه». في المقابل أحيا أهالي الأسرى الفلسطينيين المنسيين دوليا، الذكرى على طريقتهم الخاصة مطالبين العالم بتذكر أسراهم ومؤكدين أن شاليط لن يرى النور قبل أن يراه أسرى فلسطينيون أمضوا عشرات السنوات في سجون الاحتلال. وألقى الفلسطينيون باللائمة على بقاء شاليط في الأسر خمس سنوات على تعنت الحكومة الإسرائيلية ورفضها القبول بشروط الفصائل الآسرة له في حينها، حركة حماس ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام الذي اختفى من على الوجود.

وقال أبو مجاهد الناطق الإعلامي للجان المقاومة إن مرور خمسة أعوام على عملية أسر شاليط «دليل على عجز وفشل العدو الصهيوني في مساومة المقاومة على مطالبها العادلة بالإفراج عن الأسرى الأبطال». وأكد «فشل العدو الصهيوني الأمني والعسكري وبإقرار من رئيس أركان الاحتلال على مدار الخمس سنوات في الحصول على معلومة واحدة عن جنديه الأسير رغم جيوش العملاء واستخدام كل الوسائل التكنولوجية المتقدمة ولم يبق أمامه إلا القيام بتلبية مطالب المقاومة والرضوخ إليها في تنفيذ صفقة التبادل». وأضاف أن الإجراءات التعسفية التي «أقرها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ضد الأسرى ستزيدنا إصرارا وثباتا على مطالبنا ولن تفلح في النيل من عزائم أسرانا الأبطال الذين سننتزع حق الحرية لهم رغم أنف الاحتلال».

وأوضح أبو مجاهد أن حكومة نتنياهو تتحمل كامل المسؤولية عن عدم إنجاز صفقة تبادل الأسرى واتهمها بوضع عراقيل واضحة أمام إتمامها.

وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أحيا العشرات من أهالي الأسرى أمس على طريقتهم ذكرى أسر شاليط، مطالبين بالإفراج عن آلاف الأسرى من السجون الإسرائيلية. وأعد منظمو الاعتصام حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، داخل نموذج لزنزانة من القضبان الحديد قطعة حلوى كبيرة رسم عليها خمس ورود ترمز إلى سنوات أسر شاليط ويجلس بجانبها فلسطيني يمثل شخصية شاليط بالزي العسكري يحتفل ويبدو عليه الحزن بالذكرى الخامسة لأسره.

وكتب على باب الزنزانة «السجين رقم واحد» فيما يبدو شاليط الذي يلبس نظارة ذا لحية بيضاء مشذبة يمشي في الزنزانة على وقع بث لتسجيل صوتي لرسالة سابقة له كانت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس بثتها العام الماضي مقابل الإفراج عن 19 أسيرة فلسطينية.

وأعد المنظمون أيضا قطعة حلوى كبيرة وزينوها بصور لسبعة أسرى من الذين أمضوا أكثر من عشرين عاما وغالبيتهم من كتائب القسام الذين تتصدر أسماؤهم قائمة الأسرى في صفقة التبادل المفترضة التي لم تنجز بعد. ورسمت صور لمحمد الشراتحة وهو من قادة القسام وأمضى 22 عاما من محكوميته مدى الحياة إلى جانب صورة الأسير محمد زقوت من كوادر حركة فتح الذي أمضى 23 عاما من محكوميته مدى الحياة. وتعلو قالب الحلوى صورة لأصغر أسير وهو عبد الكريم أبو حبل من عناصر الجهاد الإسلامي والذي أمضى سبع سنوات من محكوميته البالغة تسعة أعوام حيث كان اعتقل قبل أن يتجاوز 14 عاما وفقا لمنظمي الفعالية. وتحلق أهالي الأسرى حول الحلوى وهم يرددون هتافات تدعو لاستمرار الاحتفاظ بشاليط من أجل تأمين الإفراج عن أسراهم من سجون إسرائيل. وطالب رامي زقوت، 28 عاما، نجل الأسير زقوت الفصائل الآسرة لشاليط، بعدم التفريط بالجندي الأسير لأنه «أملنا الوحيد للإفراج عن أبي وبقية الأسرى».

وإلى جانب قائمة تحوي أسماء وصورا لأسرى أمضوا أكثر من 15 عاما في السجون الإسرائيلية، كتب على لافتة «إلى الصليب الأحمر الدولي الذي يحرص على حياة شاليط ألم يسمع بـ7000 أسير فلسطيني في سجون إسرائيل؟ بينهم 36 أسيرة و240 طفلا».

وتواصلت الدعوات الغربية أمس للإفراج الفوري عن شاليط، فقد دعا إلى ذلك الليلة قبل الماضية، البيت الأبيض. وقال المتحدث باسم الرئاسة غاي كارني في بيان إن «ما يقرب من خمس سنوات مرت الآن منذ عبر إرهابيو حماس إلى إسرائيل واختطفوا شاليط، واحتجزوه رهينة». وأضاف أن «الولايات المتحدة تدين بأقسى العبارات استمرار احتجازه وتنضم إلى حكومات أخرى ومنظمات دولية في جميع أنحاء العالم لدعوة حماس إلى الإفراج عنه فورا».

وتبنى نفس الموقف الاتحاد الأوروبي وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم مون إن الأمين العام «ينضم أيضا للمدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر في دعوته حماس للحفاظ على حياته ومعاملته بإنسانية وإثبات أنه على قيد الحياة والسماح لأسرة شاليط بالاتصال بابنها». وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه «أن فرنسا لم تنس جلعاد شاليط» الذي يحمل الجنسية الفرنسية إلى جانب الإسرائيلية. قال جوبيه «عشية الذكرى الحزينة لمرور خمسة أعوام على أسر شاليط أود أن أقول مجددا إن وضع مواطننا، المعتقل في ظروف لا تراعي أدنى المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، مرفوض». وأضاف أن «جلعاد شاليط هو حتى اليوم الرهينة الفرنسي الذي بقي في الاعتقال لأطول فترة على الإطلاق».

وأضاف جوبيه «نحن ندفع شركاءنا ونواصل بلا كلل عملنا من أجل الإفراج عنه»، بالتنسيق مع باقي جهود الوساطة الجارية في هذا الشأن. وأكد أن «قناعتنا هي أنه يجب استغلال الوضع الجديد الناشئ عن المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية من أجل مضاعفة هذه الجهود».