رئيس الموساد الأسبق: لا سلام من دون حماس

فكرة المفاوضات مع حماس تتعزز أكثر عند مسؤولين في تل أبيب

TT

عاد رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) السابق افرايم هليفي للتأكيد على استحالة إقامة سلام في المنطقة بتجاهل حركة حماس. وقال هليفي أمس، إنه لا يمكن أن تتحول مساعي تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط إلى واقع على الأرض من دون إشراك حماس في العملية السياسية وفتح قنوات اتصال مباشر معها.

وذهب هليفي إلى وصف المطلب الإسرائيلي والدولي من حماس بالاعتراف بإسرائيل بأنه «غير واقعي»، قائلا للإذاعة الإسرائيلية «هذا غير واقعي لأنه مرتبط بموضوع آيديولوجي، وهو يضع عراقيل أمام فتح قنوات اتصال معها». ومن وجهة نظره، فإن لإسرائيل «حقا في الوجود من دون أن تعترف حماس به». وقال «يكفي أن نطلب منهم الاعتراف بالاتفاقيات السابقة ووقف العمليات العدائية». وأضاف أن «الاعتراف بوجود إسرائيل لا يجب أن يكون شرطا لبدء هذه المفاوضات». وأردف «يمكن التعامل مع حماس من دون أن تعترف بوجود إسرائيل، لكن عند التوقيع على اتفاق نهائي يجب أن يكون هناك اعتراف متبادل».

ولا يعتبر هذا الموقف جديدا، بل يتبنى هليفي منذ 5 سنوات فكرة الحوار مع حماس، واصفا إياها بأنها «استراتيجية ذكية». ويطلب هليفي ذلك رغم أنه وصف مرارا قادة حماس بـ«الشياطين»، إلا أنه يعتقد أنهم «جديرون بالثقة».

وردا على سؤال لماذا لا يدعو لاستئناف المفاوضات مع السلطة بدلا من الوضع الحالي، قال هليفي «إنني لم أطرح فكرة مفاوضات مع فتح لأنه لا يوجد مغزى من ذلك، ولا توجد قوة كافية لفتح لإدارة مفاوضات وحدها، وهي تعترف الآن بأنه لا يمكن إدارة المفاوضات من دون إشراك حماس». وأضاف هليفي «إذا أردنا التوصل إلى اتفاق ملموس مع الفلسطينيين، فيمكن ذلك مع جهة قوية يمكنها تطبيق الاتفاق، وفتح نفسها بدأت في التعاون مع حماس لأن لديها قناعة بأنها لن تستطيع المجابهة من دونها». ويرى هليفي المستقبل لصالح حماس، ولم يتردد هليفي في مارس (آذار) الماضي، في وصف السلطة الفلسطينية بأنها «ضعيفة ومنقسمة»، و«غير قادرة على أن تكون شريكا في الحل».

يذكر أن هليفي من دعاة الحوار مع الإخوان المسلمين، وكان قد دعا قبل شهور رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى فتح حوار مع الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، معتبرا أن «الدبلوماسية الصحيحة هي أن تدير مفاوضات مع العدو».

ولا يرى هليفي خطرا على إسرائيل من التيار الإسلامي، حتى إنه يرفض القول إن إيران تهدد وجودها، وهو يؤمن بأن حماس أفضل لإسرائيل من حركة فتح باعتبار أن قادتها «الأشرار»، أيضا «صادقون» ويمكنهم حفظ هدنة طويلة الأمد.

ويبدو أن هذا التوجه بدأ يلقى دعما من مسؤليين إسرائيليين آخرين، حيث قالت الإذاعة الإسرائيلية إن شلومو بن عامي، وزير الخارجية في حكومة إيهود باراك، يعتقد أيضا أن «إسرائيل ستضطر في النهاية لإدارة مفاوضات مع حماس رغم أنها صاحبة آيديولوجية غير مقبولة». ونقل عنه القول إن سلاما ذا معنى يتطلب رضا من الجميع، وإزالة العقبات أمام المفاوضات مع حماس التي يجب أن تشارك بفاعلية في مسار السلام.

وبن عامي واحد من 24 مسؤولا رفيعا دوليا، وقعوا على رسالة قبل أسبوعين، موجهة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون تقول «إن السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق ما لم تشارك فيه حماس».

وتبنى هذا الموقف أيضا، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، رئيس الشاباك السابق يعقوب بيري، الذي يعتقد أيضا أن «المطلوب في المرحلة الحالية هو إدارة مفاوضات مع حماس». وينضم إلى هؤلاء وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز الذي يدعم المفاوضات مع حماس، وفق خطة كان أعلن عنها قبل شهور.