تطور في العلاقات التركية ـ الإسرائيلية على وقع الخلافات بين دمشق وأنقرة

TT

تقود الخلافات التركية السورية الآخذة في التصاعد جراء المظاهرات الاحتجاجية، إلى تحسن ملموس في العلاقات التركية الإسرائيلية، أو كما تقول مصادر إسرائيلية، كانت نتيجة هذا التحسن الذي توج برفع مستوى التعاون الأمني المخابراتي والعسكري.

ونقل موقع «ديبكا» الذي يعرف نفسه على أنه استخباري مقرب من أجهزة المخابرات الإسرائيلية، عن مصادر عسكرية وأمنية قولها إن وساطة أميركية، قادت للقاءات سرية بين مسؤولين إسرائيليين وأتراك، اتفق خلالها على تحسين مستوى العلاقات من جهة، ومواجهة الرئيس السوري بشار الأسد من جهة أخرى.

وبحسب المصادر فإن اتصالات أجراها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مع رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قادت إلى لقاء بين الأخير وبين نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، موشيه يعلون، الذي زار تركيا مؤخرا، والتقى سرا أردوغان ورئيس المخابرات التركية، فيدان حاكان، كذلك، وهو المسؤول عن الملف السوري.

واتفق في هذه الجلسة على عودة التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين، الذي كان قد توقف في شهر مايو (أيار) عام 2010، حينما سيطرت قوات الكوماندوز الإسرائيلي على سفينة مرمرة، ومواجهة سوريا وإعطاء دور لتركيا في موضوع المصالحة الفلسطينية.

ودخلت إسرائيل على الخط بعدما تلقت إشارات مطمئنة من واشنطن حول نوايا تركيا وموقفها من سوريا، إذ اتفق أوباما وأردوغان على استخدام خط مواجهة واحد ضد بشار الأسد، يتركز على زيادة الضغط السياسي والاقتصادي على نظامه عبر تشديد العقوبات على سوريا، وزيادة الضغط العسكري أيضا.

ووفق المصادر الإسرائيلية، فإن نتائج هذا الاتفاق كانت واضحة في التصعيد والتوتر العسكري القائم على الحدود التركية السورية، وهو التوتر الذي علقت عليه وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، محذرة من تصعيد للصراع على هذه الحدود إذا لم تتوقف سوريا عن ملاحقة اللاجئين الفارين إلى تركيا.

وتحدث موقع «دبيكا» عما يشبه صفقة تركية أميركية إسرائيلية، لم يتسن التأكد من صحة ما جاء في بنودها من مصادر مستقلة.

وحسب هذه الصفقة، وافق نتنياهو مقابل عودة العلاقات الأمنية مع تركيا، أن تأخذ أنقرة دورا في عملية المصالحة الفلسطينية الحالية، على أن تدخل حماس في اللعبة، بعدما أبلغت تركيا واشنطن أنها تستطيع التأثير في موقف خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إيجابيا فيما يخص موقفه من إسرائيل. ولهذا دعت تركيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) للقاء أردوغان في أنقرة، كما دعت مشعل. ولم تخف الإدارة الأميركية أنها تنظر بعين الرضا لهذا التحسن في العلاقات التركية الإسرائيلية، ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن الناطقة بلسان الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، قولها إن الإدارة الأميركية تلاحظ تحسنا معينا قد طرأ في الآونة الأخيرة على العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وتنظر بعين الرضا إلى ذلك، بل ترغب في رؤية المزيد من الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه الإيجابي.

وأكدت «يديعوت» أن الإدارة الأميركية عملت في الأسابيع الأخيرة، على مستويات رفيعة، لإحداث تقارب بين إسرائيل وتركيا، خاصة في هذه الفترة من التوتر قبل انطلاق أسطول الحرية الثاني لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث مرتين، هاتفيا، بهذا الشأن مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان.

ولفتت «يديعوت» النظر إلى مجموعة من التطورات الإيجابية في العلاقة بين البلدين، من بينها إعلان قادة منظمة (إتش إتش إيه) التركية، الأسبوع الماضي، عدم مشاركتهم في أسطول الحرية الثاني، بمثابة إشارة إيجابية أخرى من قبل تركيا. وقالت الصحيفة إن الحكومة التركية مارست ضغوطا على قادة المنظمة لدفعهم إلى التراجع عن المشاركة. كما أشارت إلى الرسالة الدافئة التي بعث بها نتنياهو، إلى نظيره التركي في أعقاب فوزه للمرة الثالثة على التوالي في الانتخابات.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية، إن تهنئة نتنياهو جاءت في أعقاب «إشارات إيجابية» حصلت في الشهور الأخيرة من قبل الطرفين، وتضمنت محاولات لتخفيف حدة التوتر بين إسرائيل وتركيا.

وكان نتنياهو قد عبر لأردوغان، عن أمله في أن تتحسن العلاقات بين البلدين. وجاء في رسالته «إن حكومتي ستسعد بالعمل مع الحكومة التركية الجديدة، وذلك بهدف إيجاد حل لكل القضايا ذات الصلة بالدولتين، وصولا إلى تجديد التعاون والصداقة اللتين ميزتا العلاقة بين الشعبين منذ أجيال».

كما قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن نتنياهو يعتقد أنه في ظل التغييرات في المنطقة، والاضطرابات في سوريا، من الممكن أن تتوفر فرصة لتحسين العلاقات مع تركيا. وبناء على هذه القناعة عين نائبه موشيه يعلون ليكون مسؤولا عن تطوير العلاقات مع أنقرة.