«غوغل» البحثية تجمع إسلاميين سابقين لمحاربة التطرف الأصولي

قمة دبلن تستكشف التكنولوجيا لمكافحة الأفكار الضالة

TT

لم تكتف شركة «غوغل» عملاق التكنولوجيا بغزو عالم الإنترنت وما حوله، ولكن حولت أنظارها تلقاء تحد جديد يتمثل في مواجهة التطرف العنيف، من خلال مؤسستها البحثية التي أنشئت منذ ثمانية أشهر لثمانين متطرفا، ونازيين جدد وأفراد عصابات سابقين في الولايات المتحدة والأشكال الأخرى من التطرف، ليجتمعوا في دبلن أواخر الأسبوع الحالي لاستكشاف الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في جهود محاربة الأفكار الضالة والتطرف حول العالم.

سيحاط «السابقون»، كما وصفتهم «غوغل»، بمائة وعشرين شخصية تضم مفكرين ونشطاء وأصحاب جمعيات خيرية وأصحاب شركات. ويحدو المجتمعين الأمل في التوصل إلى إجابة شافية للتساؤل الهام حول ما يدفع بعض الأفراد، خاصة الشباب، باتجاه الحركات المتطرفة، والسبب وراء ترك البعض لها.

ويقول جاريد كوهين، 29 عاما، مسؤول وزارة الخارجية السابق الذي وافق على رئاسة «غوغل أيدياز»، واستضافة المؤتمر: «التكنولوجيا جزء من كل تحد في العالم، وجزء من كل حل».

وأشار مسؤولو الشركة إلى أنهم في تشكيلهم لمؤسسة «غوغل أيدياز»، كانوا شغوفين بإنشاء مؤسسة تتخطى نطاق دور المؤسسات التقليدية، من إجراء الدراسات ونشر الكتب، مؤكدين على أن مؤسستهم البحثية الفاعلة ستجعل التحرك جزءا رئيسا من مهمتها.

لكن المؤسسة في قرارها الأول بدخول فضاء بين الفكر والقيام بخطوات فاعلة كان استفزازيا بعض الشيء، حيث تحاول «غوغل» الدخول إلى منطقة هي من صميم عمل الحكومات.

ويقول البروفيسور جوزيف ناي، الأستاذ بجامعة هارفارد والخبير في نظريات وتطبيقات القوة: «ربما يكون ذلك مشكلا، خاصة إذا ما تبين أنه يتعارض مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة»، وأشار إلى أن الطموح يمكن أن يعقد الأمور بشكل أكبر، نظرا لأن المكاسب ربما تكون ظاهرية فقط.

ولم يبد المسؤولون في «غوغل» قلقا كبيرا من إمكانية أن يؤدي عمل المؤسسة إلى التعارض مع أعمال الحكومة الأميركية. فأوضح إريك سكميدت، الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» أن الشركة قررت الدخول إلى عالم المؤسسات البحثية بهدف التعامل مع بعض أكثر القضايا صعوبة التي تواجه العالم، عبر مزج جيل جديد من القادة مع التكنولوجيا... نحن لا نبحث عن رصاصات فضية، بل عن مناهج جديدة.

وحول هذه النقطة، فقد كانت جهود إصلاح المتطرفين السابقين تدار وموضع تركيز من قبل الحكومة وجماعات معينة. وقد أنشئت الكثير من البرامج في الدول الإسلامية في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وناضل مؤسسو هذه البرامج للإجابة عن التساؤل عما إذا كانت هذه البرامج كافية لإبعاد هؤلاء المتطرفين عن الحركات المتطرفة، أو ما إذا كانت قادرة على إقناعهم برفض التطرف واعتناق القيم السائدة في المجتمع، لكن الإجابة عن هذه التساؤلات صعبة للغاية، لأن الحكومات كانت تقوم على حماية المعلومات بشأن نجاحاتها وإخفاقاتها.

وأوضح كوهين أن العنوان الرئيس في المؤتمر سيكون كيفية مواجهة التطرف كمشكلة عالمية تتقاطع مع الحدود الثقافية والأيديولوجية والسياسية والجغرافية. ومن خلال توحيد المتطرفين السابقين معا من مجموعة من الخلفيات، عوضا عن دراسة العنف في مجموعات منفصلة، ربما يكون من السهل فهم العوامل المشتركة التي تجذب هؤلاء الأفراد إلى العنف.

وقال: «إذا ما أردنا تجزئة التحديات المختلفة للتطرف، فإن ذلك يعني تجزئة حلول إعادة التطرف، وهو ما قد يكون فرصة ضائعة».لكن كوهين رفض توضيح نوع التكنولوجيا التي يمكن أن تستخدمها «غوغل» في محاربة التطرف، مشيرا إلى أنه لا يرغب في تقديم إجابة قبل الاجتماع، لكنه أكد أن الحملة الرئيسة خلال الشهور المقبلة يمكن أن تسخر قدرات «يوتيوب» وتوظف التقنيات المتقدمة لخلق بدائل في فضاء الإنترنت، لمحاربة الأصوات المتطرفة التي تستخدم الإنترنت لتجنيد أتباع لهم.

يبدأ مؤتمر دبلن، الذي يعرف رسميا باسم قمة ضد التطرف العنيف، من الأحد إلى الثلاثاء خلال الأسبوع الحالي. وقد تم اختيار دبلن لتاريخها، ولأن بعض الدول الأخرى قد تحول دون السماح لبعض المشاركين بالدخول إلى أراضيها.وتعرف «غوغل أيدياز» هؤلاء السابقين بأنهم «الأفراد الذين نبذوا العنف، وقاموا باتخاذ خطوات ضد منظماتهم السابقة».