بن لادن خطط لتغيير اسم «القاعدة» إلى «التوحيد والجهاد»

وثاثق جديدة من مخبئه تكشف أنه كان يخطط لشن حملة لتحسين سمعة التنظيم

TT

كشفت وثائق جديدة من منزل أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، عثرت عليها القوات الأميركية التي قتلته الشهر الماضي، أنه كان يخطط لتغيير اسم «القاعدة» إلى «التوحيد والجهاد»، أو «إعادة الخلافة الرشيدة» مثلا.

وقالت تقارير إن المعلومات جاءت في مسودة خطاب كتبه بن لادن قبل مقتله بداية مايو (أيار) الماضي. وأن المعلومات توضح أن بن لادن كان يريد تحسين صورة «القاعدة» لأنها ارتبطت في أذهان كثير من الناس بالأعمال الإرهابية وقتل المسلمين.

وبينما رفض متحدث باسم البنتاغون تقديم أي تفاصيل، قال إن منزل بن لادن، الذي عاش فيه خمس سنوات، كان «مثل قيادة نشطة ومركز مراقبة لزعيم (القاعدة). من الواضح أن بن لادن لم يكن مجرد مفكر استراتيجي. إنه كان نشطا في التخطيط للعمليات وفي وضع القرارات التكتيكية».

وقال تقرير وكالة «أسوشييتد برس» أمس إن الوثائق توضح أن بن لادن كان «مثل مدير تنفيذي كبير قلق حول تسويق بضاعته: الجهاد». وإنه، في صيف عام 2001، عدل اسم «القاعدة» إلى «قاعدة الجهاد»، وذلك عندما اندمجت مع تنظيم الجهاد المصري الذي كان يترأسه أيمن الظواهري، والذي صار قبل أسبوعين خليفة بن لادن.

في الوثيقة، أعرب بن لادن عن قلقه لأن الإعلام العالمي كان يشير إلى اسم «القاعدة» فقط، دون كلمة «الجهاد». وأن حذف كلمة «الجهاد» من «قاعدة الجهاد» جعل الغربيين «يخدعون أنفسهم» ويعتقدون أنهم ليسوا في «حرب مع الإسلام». وقال بن لادن إنه لا بد من خطة جديدة، وحملة إعلامية جديدة لنشر الاسم الكامل.

وقال خبراء إرهاب يتابعون الموضوع إن بن لادن والظواهري خططا لمخاطبة مجموعة أكبر من المسلمين. ورغم أن بعض بياناتهما كانت فيها إشارات إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد كانا يريدان التركيز أكثر عليه وعلى غيره من القضايا الإسلامية. وأضاف الخبراء أنه من نتائج ذلك أن بعض فروع «القاعدة» غيرت أسماءها، مثل التي في العراق وفي شمال أفريقيا. كما أن «ربيع العرب» الذي بدأ مع ثورة تونس أوضح أن للعرب قضايا أهم بكثير من قضايا «القاعدة».

وقال مراقبون في واشنطن إن الرئيس باراك أوباما ظل يسعى ليوجه الحرب ضد الإرهاب نحو تنظيم القاعدة، وليقول إنها انهزمت. وإن أوباما قال في خطابه في الأسبوع الماضي: «تعاني (القاعدة) من ضغوط هائلة، حسب المعلومات التي حصلنا عليها من مجمع بن لادن». وأضاف أوباما: «أعرب بن لادن عن قلق من أن (القاعدة) لم تستطع استبدال كبار الإرهابيين الذين قتلوا. وأنها فشلت في جهودها الرامية إلى تصوير أميركا كدولة عدوة في حالة حرب مع الإسلام».

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إن وثائق أثبتت اتصالات بين «القاعدة» ومجموعة مسلحة لها صلات، منذ فترة طويلة، بوكالة الاستخبارات الباكستانية. وإن بن لادن استخدم هذا التنظيم، حركة المجاهدين، لزيادة التأييد له داخل باكستان.

وقال مراقبون في واشنطن إن العلاقات بين الولايات المتحدة تتعرض لمزيد من التوتر بسبب ما تكشف عنه وثائق منزل بن لادن. وإن الإعلام الأميركي ركز في الأسبوع الماضي على استفتاء في باكستان أوضح أن عشرة في المائة من الباكستانيين ينظرون نظرة إيجابية تجاه الولايات المتحدة بالمقارنة مع تسعين في المائة ينظرون نظرة إيجابية نحو الصين. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» أن باكستان تتعمد تقوية علاقتها مع الصين بهدف التحول من علاقتها الحالية القوية مع الولايات المتحدة.