متهم سياتل بالإرهاب نشر فيديو على الإنترنت

زوجته: أميركي وطني

TT

كشفت الشرطة الأميركية، أمس، معلومات إضافية عن مسلمين اثنين اعتنقا الإسلام، كانت اعتقلتهما، أول من أمس، ووصفتهما بأنهما «متطرفان» وكانا يريدان تفجير مركز تجنيد عسكري في سياتل (ولاية واشنطن). وقالت الشرطة إنها نصبت شركا للاثنين، ومدتهما بأسلحة وذخيرة مزورة.

وقالت زوجة واحد منهما، أبو خالد عبد اللطيف، أمس، إن زوجها «أميركي وطني». ونفى أقرباء للثاني، والى مجاهدين، أنه إرهابي. وقال متحدث باسم مسجد سياتل، الذي كان يصلى فيه عبد اللطيف، إنه فوجئ باعتقال عبد اللطيف بتهمة الإرهاب، ووصفه بأنه «غير اجتماعي».

وقال تلفزيون «إيه بي سي» إن وثائق توضح أن الرجلين كانا يعتزمان شن هجوم يسفر عن قتلى عددهم أكبر بكثير من أولئك الذين سقطوا خلال الهجوم الذي شنه في 2009 الضابط الأميركي من أصل فلسطيني، نضال حسن، في قاعدة فورت هود في تكساس. وأسفر هجوم حسن عن 13 قتيلا، و29 جريحا.

وفي الوثائق، قال عبد اللطيف لزميله: «تصور إلى أي حد سترتاح أميركا، وستفهم أنها لن تقدر على الضغط على المسلمين». وأوضحت الوثائق أن رجلا ثالثا هو الذي فضح الرجلين بعد أن حاولا تجنيده لمساعدتهما على تنفيذ هجومهما. لكن، سارع الرجل الثالث إلى إبلاغ الشرطة التي طلبت منه التظاهر بالموافقة على مشروعهما بغية الإيقاع بهما.

ويواجه المتهمان عقوبة السجن المؤبد إذا تمت إدانتهما بتهمة الإرهاب.

وقال جونيجو عزيز، متحدث باسم مسجد سياتل، عن عبد اللطيف: «إنه لا يتحدث أبدا إلى أي شخص. إنه من النوع غير الاجتماعي. كان خبر اعتقاله بتهمة الإرهاب صدمة كاملة بالنسبة لنا».

وقالت صحيفة «سياتل تايمز» إن الشرطة كشفت أن عبد اللطيف (كان اسمه جوزيف أنتوني) نشر فيديوهات في موقع «يوتيوب» في الإنترنت تشيد بتنظيم القاعدة، وتفسر الإسلام تفسيرا «متطرفا». في الفيديو، تحدث عبد اللطيف عن مواضيع كثيرة، منها السياسة الأميركية تجاه العالم الإسلامي. وعن رأي المسلمين في الزفاف الملكي البريطاني.. انتقد هذا الأخير، وتساءل لماذا كان هناك الكثير من التركيز على ما كان يرتدي الزوجان؟ وسأل: «لماذا نهتم بمثل هؤلاء الكافرين، بينما في الوقت نفسه هم يقتلون إخواننا وأخواتنا (في الدول الإسلامية)؟».

وفي الفيديو، أشاد عبد اللطيف بـ«المجاهدين»، وقال إنهم «يقاتلون من أجل أرضاء الله». ونظر إلى كاميرا الفيديو نظرة مباشرة، وقال: «يجب أن ننفذ الجهاد». وقال في الفيديو الذي نشره على الإنترنت في مايو (أيار): «لا يهمني ما يقوله أي شخص عن هذا الرأي. يمكن لأي شخص أن يخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، أو غيره». وأضاف: «تجب إقامة الجهاد باللسان، وبالقلب، وباليد».

وأثنى عبد اللطيف بصورة خاصة على أنور العولقي، الأميركي - اليمني الذي تطارده الولايات المتحدة في اليمن بتهمة قيادة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية. وانتقد الرئيس باراك أوباما، وقال إنه «أعلن الحرب ضد الإسلام». وأضاف: «إنه أمر بقتل الأخ أنور العولقي. ليحفظه الله (العولقي)».

وقالت شرطة سياتل إن الرجلين سيقدمان إلى محكمة في الأسبوع المقبل. وإنها كانت اعتقلتهما بعد فترة طويلة من المراقبة والتغلغل. وقالت إن الاعتقال حدث في مخزن «سري» كان الرجلان يعتقدان أنهما سيحصلان فيه على أسلحة وبنادق للهجوم على مركز التجنيد العسكري. وأكدت الشرطة أن الأسلحة والذخيرة لم تشكل أي خطر على عامة الناس، وإنها لم تكن أسلحة حقيقية وذخيرة حقيقية.

ونقل تلفزيون «القناة الخامسة» في سياتل (ولاية واشنطن) على لسان زوجة عبد اللطيف، بنت موسى ديفز، قولها إنها فوجئت باعتقال زوجها. وإن زوجها «فخور بأن يكون أميركيا. إنه يحب وطنه. إنه يحب عائلته». وأضافت: «لا أعرف ما إذا كان شارك مع أناس سيئين في موضوع ما. لا أعرف أي شيء عن هذا».

وقالت صحيفة «سياتل تايمز» إن الزوجة، وهي مسلمة من النيجر، ذهبت يوم الجمعة الماضي إلى مسجد سياتل، وطلبت مساعدات مالية من المصلين.

وقالت للصحيفة: «زوجي كان يعتني بنا عناية فائقة. لا أعرف كيف أدفع تكاليف الطعام والإيجار». وقالت إن زوجها كان عامل نظافة في مكاتب شركة في سياتل. وإنهما يؤجران شقة متواضعة.

وقال للصحيفة جار عبد اللطيف وزوجته، الذي يسكن في شقة مجاورة، إنه شاهد عبد اللطيف مرات كثيرة مع ابنه. ويبدو أنه «أب مسؤول»، وأن شجارا كان ينشب أحيانا في شقة عبد اللطيف، ربما مع ابنه أو ابن زوجته من زوج سابق. وأضاف الجار أن عبد اللطيف «يشبه الشخص العادي. أنا احترمته لأنه كان يحترمني».

وأضاف الجار أنه لا يملك أي مؤشر بأن عبد اللطيف اشترك في التطرف، أو دخل في مشكلات مع القانون. وقال الجار إنه، منذ نحو أسبوع، وجد كاميرا مراقبة في الأشجار قرب موقف للسيارات. وإنه استدعى الشرطة التي قالت له إن الكاميرا تراقب «أحد مرتكبي الجرائم الجنسية وشريك في صفقات مخدرات».

وقال جار آخر: «لم أعتقد أبدا أنه إرهابي. أنا سعيد لأنهم اعتقلوه».

وقال مسؤول في إدارة تعليم منطقة سياتل إن عبد اللطيف تخرج في المدرسة الثانوية في عام 1996. وإن معلومات تعليمية أوضحت أن والدي عبد اللطيف تطلقا عندما كان عبد اللطيف في سن المراهقة.

وقال متحدث باسم شرطة سياتل إن عبد اللطيف كان قد اعتقل في الماضي. وإنه كان يعمل في وظائف غير مستقرة. وإنه تعاطى حشيشة الماريغوانا وشم البنزين عندما كان عمره 13 سنة. كما حاول الانتحار في عام 2001. وإنه سجن بعد جريمة سرقة لسنتين حتى سنة 2004